|
التجمع الوطني يوجه رسالة الى مؤتمر فتح
نشر بتاريخ: 29/11/2016 ( آخر تحديث: 29/11/2016 الساعة: 21:10 )
القدس - معا- وجه التجمع الوطني للشخصيات المستقلة الذي يرأسه منيب المصري مذكرة إلى مؤتمر حركة فتح وهي كالتالي:
مذكرة إلى الأخوات والأخوة أعضاء المؤتمر السابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) من التجمع الوطني للشخصيات المستقلة 29/11/2016 تحية الوطن وشرف الانتماء بداية نتمنى لمؤتمر حركة فتح كل النجاح، لأن نجاحه أساس مهم في تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال والعودة وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، فحركة فتح كانت وستبقى رافعة النضال الوطني الفلسطيني وحامية مشروعه. ينعقد مؤتمركم في ظل أوضاع فلسطينية و عربية وإقليمية غاية في الصعوبة والتعقيد؛ من حروب وصراعات أثرت سلبا على القضية الفلسطينية التي تراجع الاهتمام بها عربيا واقليميا ودوليا، مما أعطى الاحتلال مزيدا من الفرص للتغول في سياساته الهادفة إلى تهويد القدس الذي وصل إلى تهويد المناهج الدراسية وعزلها عن محيطها الفلسطيني، وتغيير واقعها الديمغرافي، وتزوير تاريخها، وزيادة عدد المستعمرات وقضم المزيد من الأرض وصولا إلى القضاء على أية إمكانية لقيام دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدوليةاستكمالا لبرنامجهم الذي بدأ عام 1897 ويمضون به مرحلة تلو الأخرى منذ 100 عام . فالحركة الصهيونية هي نقيض للوجود الفلسطيني على أرضه التاريخية، وعلينا ليس فقط أن ندرك هذه الحقيقة بل أيضا أن نعمل على تحصين أنفسنا لنتمكن من مواجهة هذه الحركة في كل الميادين، من خلال بناء استراتيجيات يتفرع عنها سياسات وتدابير وإجراءات آنية ومتوسطة وطويلة المدى، مبنية على أساس علمي، وإدراك تام لطبيعة العقلية الصهيونية وامتداداتها وعلاقاتها محليا وعربيا وإقليميا ودوليا، فالوجود الفلسطيني على أرضه التاريخية، في ظل الأوضاع الحالية، مهدد بشكل جدي، ومسؤولية حركة فتح كبيرة وأساسية في التصدي لهذا الخطر الوجودي. ولا شك بأن الوضع الخارجي المعقد، وسياسات الاحتلال الهمجية ليست وحدها المسؤولة عما وصلت إليه الأوضاع الفلسطينية، فالانقسام في الساحة الفلسطينية الذي دخل عامه العاشر دون استثمار كل الفرص التي تكونت من خلال اتفاقيات القاهرة والدوحة وبيان الشاطئ وهي دون مبالغة كفيلة بإنهاء الإنقسام حال طبقت وتم الإلتزام بها ، وفي كل لقاء مصالحة يعقد يلاحظ الجميع اللغة الإيجابية التي تطرح من كافة الأطراف والتي تتفق دائما على صعوبة المرحلة وتمادي الاحتلال بجرائمه خاصة في القدس وما يحاك من مؤامرات لتصفية المشروع الوطني بإقامة دولتنا المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 . إن ما ينقصنا لتحقيق المصالحة شيئ واحد فقط وهو الثقة المتبادلة المبنية على أساس الشراكة بين حركتي فتح وحماس والفصائل الفلسطينية والقوى الوطنية المستقلة جميعها لقيادة المرحلة المقبلة والإيمان المطلق بأن لا أحد يستطيع إقصاء الأخر وهذه الخطوة بحاجة إلى إرادة وقرار جريء على مستوى خطورة المرحلة لأن إنهاء الإنقسام هو الوسيلة الوحيدة لمواجهة تصفية مشروع الدولة . ولدينا في ذلك تجربة عظيمة لأهلنا بالداخل الفلسطيني الذين توحدوا باختلاف مشاربهم داخل القائمة المشتركة و لجنة المتابعة العربية و ليشكلوا صفا واحدا في مواجهة غطرسة الاحتلال وعنصريته. لا يخفى على أحد أن الوضع الداخلي الفلسطيني المأزوم على جميع الأصعدة، وبخاصة فيما يتعلق بالوضع السياسي، والاقتصادي، وحالة الحريات العامة، ونرى بأن الوضع إذا ما استمر على حاله سيقود حتما إلى تفسخ في النسيج الاجتماعي وهذا يهدد ليس فقط المشروع الوطني بل الوجود الفلسطيني بشكل عام. لقد كانت الأرض الفلسطينية وستبقى محور الصراع، ولا يمكن الفصل ما بين قدرة الاحتفاظ بها ماديا وما بين عناصر القوة التي يملكها كل طرف، فلا يكفي أن لنا حقا تاريخيا وقانونيا على هذه الأرض، بل يجب أن نسأل أنفسنا ماذا لدينا من استراتيجيات مستقبلية لاسترجاع هذه الحق، وكيف يمكن لنا أن نحافظ عليه ونطوره ونبني مستقبل أجيالنا القادمة على هذه الأرض. فالشهيد المرحوم ياسر عرفات بقبوله باتفاق أوسلو أعاد مركز الصراع إلى الأرض الفلسطينية، ووضع لبنات الدولة المستقلة، هذه أمانة تتبعها مسؤوليات وطنية وتاريخية يجب أن نتحملها لنكمل ما بدأه شهيدنا الخالد ياسر عرفات، مؤسس هذه الحركة العملاقة، وقائد ورمز النضال الوطني الفلسطيني المعاصر. إن الدور التاريخي لحركة فتح يحتم عليها أن تكون على قدر المسؤولية في إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية محليا وعربيا واقليميا ودوليا، ولا أبالغ اذا قلت أن كل فلسطيني لديه في قلبه وضميره جزءا كبيرا من الانتماء لهذه الحركة العظيمة . فلا أحد يمكن له أن ينكر الدور الذي لعبته ولا تزال هذه الحركة ابتداءً من العام 1963، وحتى الآن في النضال الوطني على كافة الأصعدة،وفي مختلف أشكاله العسكرية والسياسية والشعبية وغيرها. وعليه، فإن المسؤولية الوطنية والتاريخية الملقاة على كاهل حركة فتح بمشاركة حركة حماس والتي نؤمن بأنها حركة وطنية بقرارها وانتمائها وبطولاتها في حروب غزة الأخيرة، كما هو حال جميع الفصائل الفلسطينية والقوى الوطنية المستقلةتحتم عليها: أولا، تعزيز الوحدة الداخلية للحركة، والاضطلاع بدورها المأمول والتاريخي، وأخذ زمام المبادرة في الشأن الداخلي الفلسطيني، وبخاصة فيما يتعلق بتفعيل المقاومة الشعبية بكافة أشكالها. ثانيا، ايلاء أكبر اهتمام وتوجيه كل طاقات الحركة، المادية والبشرية، تجاه عاصمة فلسطين الأبدية على حدود الرابع من حزيران 1967– مدينة القدس الشريف،لحمايتها وتعزيز صمود أهلها، والحفاظ على مؤسساتها الوطنية، ومساندة الحكومة، والجهات المختصة في منظمة التحرير الفلسطينية من أجل توجيه أكبر قدر من الدعم المادي للمدينة. ثالثا، إنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة الوطنية، كأساس لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني على أساس الشراكة السياسية الكاملة وفق نظام يحترم الحريات الفردية والجماعية، وكتأكيد على الدور الوطني الرائد لحركة فتح في حماية وحدة الشعب الفلسطيني واستقلالية قراره. مع التأكيد على دور مصر المحوري في إتمام المصالحة وإنهاء الإنقسام والترحيب بأي طرف يسعى للمساهمة إيجابا لإنهاء هذه الصفحة السوداء من تاريخ شعبنا . رابعا، إعادة الاعتبار لمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيلها لتضم الكل الفلسطيني كحاضنة للنضال والهوية الوطنية وكممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني كما قالها القائد أحمد الشقيري الذي تجتمعون بقاعة تحمل اسمه ، وإعادة تفعيل دور الشتات الفلسطيني ووضع آليات فاعلة للتواصل مع التجمعات الفلسطينية في كل أنحاء العالم، وتفعيل طاقاتها والاستفادة منها في تحشيد الدعم الدولي شعبيا ورسميا لصالح المشروع الوطني الفلسطيني. خامسا، المبادرة للدعوة إلى حوار وطني شامل، تمهيدا لبناء استراتيجية وطنية موحدة في مواجهة الاحتلال وحماية المشروع الوطني في ظل ما تشهده المنطقة من صراعات تنذر بإعادة ترتيب الجغرافيا والديمغرافيا وفق أجندات في جُلها لا تخدم تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وبناء الدولة. سادسا، إعادة ترتيب العلاقة ما بين منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح من جهة وبين السلطة الوطنية الفلسطينية التي من المفترض أن تكون ذراعا من أذرع المنظمة وليس عبئا عليها أو على حركة فتح. سابعا، تكثيف التحرك السياسي والدبلوماسي عربيا واقليميا ودوليا، وإعادة ترتيب العلاقات الفلسطينية – العربية على قاعدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية، واستقلال القرار الوطني الفلسطيني. ثامنا، الدفع باتجاه بناء اقتصاد وطني قائم على أساس عدم التبعية لدولة الاحتلال والتخلص من التشوهات والعوالق التي تعتريه، ووضع الأسس لاقتصاد قادر على التكيف مع مرحلة التحرر من الاحتلال وما يترتب على ذلك من قرارات وإجراءات تدعم صمود المواطن، وترفع من قدرته على مواجهة الاحتلال وسياساته العنصرية. وتفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية لمنتجات الاحتلال محليا وعالميا . وهنا نثمن الإنجازات التي تحققها حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ( بي دي اس ) واستكمالا لرسائلنا السياسية لمؤتمرتكم المبارك فإننا في التجمع الوطني للشخصيات المستقلة نحثكم على التعاون والشراكة بمشروعين في غاية الأهمية يساهمان في التأسيس لبناء الدولة المستقبلية والتمكين مسيرتنا النضالية : الأول : صندوق ووقفية القدس الذي أنشئ بموجب مرسوم رئاسي أصدره مشكورا الاخ الرئيس محمود عباس (أبو مازن ) وانطلق بعمله نحو العمل على تعزيز صمود مدينة القدس من خلال تعزيز الموارد المالية من فلسطينيي الداخل والخارج ثم العرب والمسلمين والعالم الحر المناصر لقضيتنا العادلة وصولا لتوفير بين 70-100 مليون دولار سنويا للتنمية ومثلهم للاستثمار للخمس سنوات القادمة لحماية القدس وقد بدأنا بتنفيذ المشاريع التنموية بمدينة القدس وتعزيز حضور الصندوق عربيا واسلاميا وصولا لبناء رافعة تنهض بواقع القدس لتؤهلها لتكون عاصمة مستقبلية للشعب الفلسطيني . الثاني : وقفية القدس للبحث العلمي وجودة التعليم وهو الطريق ننظر من خلاله كوسيلة لتمكين دولتنا الفلسطينية وبنائها على أسس قادرة على تحدي ممارسات الاحتلال وتدمير مقوماتنا فالاستثمار بالمعرفة هو أنجع أنواع الاستثمار الذي يستطيع الاحتلال النيل منه . لنعلن تأسيس وقفية لتشجيع البحث العلمي وتحويله الى منتجات معرفية تعزز من إمكانياتنا الاقتصادية . وهو استثمار حقيقي بمستقبل شبابنا قادة المستقبل وحمايتهم وتحصينهم من برامج الاحتلال الهادفة الى تدميرهم . إن مؤتمركم السابع ينعقد في ظل وضع تاريخي وحاسم يمر به الشعب الفلسطيني وكما شكلت انطلاقة حركة فتح عام 1965 نقطة لتدويل قضيتنا وتحويلها من قضية انسانية الى قضية شعب ثائر يطالب بحقوقه فإننا نؤمن بإمكانية حركة فتح وبمؤتمر السابع أن تضع حد للنيل من مشروع الدولة ، من خلال اتخاذ القرار المطلوب بتحقيق الوحدة الوطنية والانتصار للقدس ولكافة الشهداء والجرجى والأسرى الأبطال وتوحيد الكل الفلسطيني في إطار استراتيجية وطنية لدحر الاحتلال . التجمع الوطني للشخصيات المستقلة القدس الشريف – دولة فلسطين |