|
إنجاز المرحلة الثالثة من "مخطوطات الأقصى"
نشر بتاريخ: 30/11/2016 ( آخر تحديث: 30/11/2016 الساعة: 01:54 )
عمان - معا - احتفل امس بإنجاز المرحلة الثالثة من مشروع تطوير مركز ترميم مخطوطات المسجد الأقصى/ الحرم الشريف.
وجرى خلال الحفل الذي حضره وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالاردن وائل عربيات، تخريج عشرة متدربين من موظفي المركز، الذي بدأ العمل به العام 1999، ويعد أحد أبرز مشاريع الإعمار الهاشمي، التي أولاها الملك الاردني عبدالله الثاني عناية ومتابعة شخصية. يذكر أن الملك تابع مراحل مشروع التطوير للمركز الذي نفذ على نفقته الخاصة العام 2008، مثلما وجه المعنيين بتعيين المتدربين العشرة العام الماضي في الوزارة، للإسهام في ترميم وحفظ آلاف الوثائق والمخطوطات في المسجد الأقصى، ومكتبات القدس الشريف. وقال عربيات إن مركز ترميم مخطوطات الأقصى يهدف إلى الحفاظ على التراث المخطوط ورعايته، وعلى مكنونات توثيق معظم تاريخ القدس الذي يثبت هوية المدينة العربية والإسلامية. وأعرب عن شكره لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" على متابعتها الحثيثة لهذا المشروع، من خلال تقديم النصح والخبرات وتنسيق الدورات التدريبية في القدس وخارجها، مثلما قدر دعم النرويج للمرحلة الثالثة من المشروع. بدوره، عبر ممثل مكتب النرويج في رام الله السفير تور يرده عن سعادة بلاده لإسهامها بدعم جزء من هذا المشروع التاريخي، الذي يستهدف الحفاظ على إرث حضاري مهم في مدينة القدس. واعربت ممثلة "اليونسكو" ناو هياشي، والمشرفة على المشروع، عن شكر "اليونسكو" للملك لمنحها هذه الفرصة الثمينة بإشراكها في أحد مشاريع إعمار الإعمار الهاشمي لـ"الأقصى". ولفتت إلى أن هذا الإنجاز جاء بتعاون وثيق بين الأردن ممثلا بالديوان الملكي الهاشمي، ووزارة الأوقاف، وأوقاف القدس، والجهات الداعمة، ومؤسسة إحياء التراث الإسلامي في دولة فلسطين. من جانبه، استذكر مدير عام أوقاف القدس محمد التميمي التوجيهات الملكية بتأسيس مركز ترميم مخطوطات المسجد الأقصى في مبنى المدرسة الأشرفية المملوكية الواقعة في الرواق الغربي للمسجد الأقصى العام 1999، بهدف الحفاظ على المدرسة وإحياء كنوز تاريخ إسلامي لا تقدر بثمن. وبين أن العمل بالمشروع بدأ بإيفاد فريق موظفين إلى إيطاليا بالتعاون مع "اليونسكو"، وتم استيراد أجهزة مختبر الترميم من إيطاليا عام 2005، غير أن سلطات الاحتلال أوقفت المختبر في ميناء أسدود ثلاث سنوات لغاية 2008، حين تدخل الملك شخصيا وأجبر سلطات الاحتلال على إدخال الأجهزة، فضلا عن تبرع جلالته السخي لنقل المختبر وتركيبه داخل الأقصى. واشاد الأمين العام بوزارة الأوقاف الفلسطينية، عميد مؤسسة إحياء التراث الفلسطيني، خليل كراجه الرفاعي، بدور وصاية الملك على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وحرص جلالته على الحفاظ على التراث المخطوط والمكتوب. ولفت مدير مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية، الدكتور محمد الصفدي، إلى تعاون المؤسسة التي تحتفظ بمئات آلاف من الوثائق التي تعد من مكنونات "الأقصى" والمحاكم الشرعية في القدس الشريف، مع المركز وبما يسهم في الحفاظ على هذا الإرث. وأشار مدير السياحة والآثار في المسجد الأقصى الدكتور يوسف النتشة إلى أن إنجاز المشروع، جاء بتعاون وثيق بين خبراء من فلسطين والأردن و"اليونسكو" لإجراء عملية تقييم منهجي مستمر للحصول على أفضل نتائج التدريب والتقنيات الدقيقة في حفظ المخطوطات. وأعلن منسق مشروع مخطوطات المسجد الأقصى الدكتور وصفي كيلاني عن أن مبادرة الملك بخصوص المركز مستمرة، وأنه تم الانتهاء من إعداد مخطط إطلاق المرحلة الرابعة من مشروع استدامة مركز ترميم المخطوطات، بمنحة قيمتها مليونا و871 ألف دولار. وبين أن هذه المرحلة تهدف إلى تأهيل وتدريب خمسة موظفين جدد، في إطار استمرار العمل على الحفاظ على مئات المخطوطات والوثائق التاريخية ونسخ المصاحف القديمة من تراث "الأقصى"، حيث أن هناك حوالي 4000 مخطوطة، منها 1000 بحاجة إلى ترميم كبير، إَضافة إلى وجود ملايين الأوراق والوثائق التاريخية، كما ستشمل خدمة المجتمع المقدسي والمؤسسات الأكاديمية الفلسطينية. يشار إلى أن المركز يحوي إرث أمة مثل: مخطوطة إحياء علوم الدين للإمام أبو حامد الغزالي الذي كتبه في خلوته بباب الرحمة في "الأقصى"، وربعة الأزميري، وهي ثلاثون جزءا من القرآن الكريم تعود لبدايات الفترة العثمانية، إضافة إلى نسخ فريدة من صحيح الأمام مسلم تعود للفترة المملوكية.-(بترا) |