|
كلمة المنسق العام لوكالة البحر الأبيض المتوسط للتعاون الدولي بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان
نشر بتاريخ: 11/12/2007 ( آخر تحديث: 11/12/2007 الساعة: 20:18 )
معا- القى المنسق العام لوكالة البحر الأبيض المتوسط للتعاون الدولي محمد بسام جودة كلمة بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان قال فيها:
يحتفل العالم في العاشر من هذا الشهر بالذكرى السنوية التاسعة والخمسين لنشر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. الذي اعتمد ونشر على الملأ بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 217 ألف (د-3) المؤرخ في العاشر من كانون الأول/ديسمبر 1948 م .وقد احتوى الإعلان على ديباجة و(30) مادة نصت على حقوق الإنسان. في الإعلان تمت الإشارة بوضوح إلى أن الناس جميعا يولدون أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق ولكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أي نوع، ولا سيما التمييز بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين، أو الرأي سياسيا وغير سياسي، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد، أو أي وضع آخر، وفضلا عن ذلك لا يجوز التمييز على أساس الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي للبلد أو الإقليم الذي ينتمي إليه الشخص، سواء أكان مستقلا أو موضوعا تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أم خاضعا لأي قيد آخر على سيادته ولكل فرد حق في الحياة والحرية وفى الأمان على شخصه. فمع نهاية الحرب الكونية الثانية وانجلاء غبارها عن ملايين البشر الذين قتلوا أو شردوا ، وآلاف البيوت والمدن التي دمرت بوحشية لم يسبق لها مثيل . لم ينقض زمن قصير إلا وخلق الغرب دولة صهيونية عدوانية في فلسطين وتم طرد نصف شعبها خارج أرضه ، ليحل محله مجموعات بشرية قدمت من الشرق والغرب دون أن يكون لها أية حقوق في أرض فلسطين بينما أبعد شعبها وحيل بينه وبين العودة إلى أرضه ثم عمد الغرب إلى تسليح هذه الدولة الغاصبة بكل أسلحة الدمار الشامل وغير الشامل وغض الطرف عن متابعة إنتاجها لهذا النوع من السلاح مع علمه الأكيد بإنتاجها له، ومول خبراتها بالأموال الطائلة حتى غدت أقوى دولة في الشرق الأوسط ، وأنفلت وحشها أخيرا - كما يراه الجميع وهم ساكتون - يدمر البيوت يوميا على رؤوس ساكنيها ، ويقتلع الأشجار تحت بصر زراعيها ، ويغتال شبابه ، ويقتل أطفاله ثم لا يكون من سدنة النظام الدولي الجديد ، إلا أن يرموا الضحية بالإرهاب ، ويزودوا القتلة بأحدث آلات الدمار والخراب الأمريكية لرفع كفايته في مواصلة عدوانه واحتلاله ، ثم عمدت الولايات المتحدة وخارج إطار القانون والشرعية الدولية إلى احتلال العراق مع دول أخرى سميت متعددة الجنسيات ودمر هذا البلد ودمر بناه التحتية حتى قيل أن عدد ضحاياه فاق المائة ألف قتيل خلافا للمعاقين وخلافا للدور المهدمة والمدن المدمرة . لقد ساعد الإعلان على نشر ثقافة حقوق الإنسان وتأطيرها في إطار قانون دولي، أصبح بمثابة دستور لكافة الشعوب على اختلاف ثقافاتهم ودولهم وتجسد في عمل وميثاق منظمة الأمم المتحدة التي جاءت لتكون مظلة لكافة دول وشعوب العالم، التي أكد ميثاقها على عالمية حقوق الإنسان وضرورة العمل من اجل حمايتها من أي اعتداء أو انتهاك. على الرغم من أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان جاء بمثابة انتصار لصوت الإنسانية من اجل كرامة العيش وحرية التعبير والتنظيم والعمل والحق في الوطن ومنع التعذيب والتأكيد على المساواة بين الرجل والمرأة والذي جسدته الثلاثون مادة التي احتواها الإعلان. تمر الذكرى التاسعة والخمسون في وقت تزداد فيه الانتهاكات على المستوى الدولي تحت عناوين مختلفة ومنها يافطة محاربة الإرهاب والقرارات التي اتخذتها الكثير من الدول بهذا الخصوص، حيث وباسم محاربة الإرهاب حصل ولازال الكثير من الاعتقالات لأصحاب الرأي وتزايدت موجات التمييز العنصري والديني. فهل سينخفض صوت الأخلاق إلى أن يهدأ ضجيج القوة وينجلى غبارها ؟ وتصرخ الإنسانية لإحصاء خسائرها المعنوية بعد ما تداوي جراحها ، وتلملم نثارها من بين أنقاض الدمار والخراب الذي خلفته القوة الأمريكية المتعسفة ؟ وأي احتفال هذا الذي يحتفله العالم بذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، حيث أهدرت كرامة الإنسان في غوانتانامو وأبو غريب والسجون الإسرائيلية كافة ،وبعض السجون العربية وللأسف التي تدار لحساب أمريكا ولحساب أنظمة أخري بحيث تكتظ بروادها الذين حرموا الحرية وحرموا نعمة اجتماع شمل الأسر وغيب الآلاف في السجون وأنتهكت كل معايير حقوق الإنسان . إن وكالة البحر الأبيض المتوسط للتعاون الدولي إذ تندد باستمرار انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني والعراقي والعربي بسائر تلاوينه القومية والعرقية والدينية في سائر أقطار العروبة، لتناشد الجميع بالوقوف أمام هذا التردي الخطير لحقوق الإنسان ، وتناشد جميع منظمات حقوق الإنسان في العالم للتضامن من أجل إعادة الحقوق للإنسان التي فقدها في كل مكان . واننا نوجه الدعوة لكافة المنظمات والمؤسسات والأفراد المعنيين بحقوق الإنسان في كافة بقاع العالم لتفعيل دور المنظمة الدولية، وتخليصها من الهيمنة التي تكبل أعمالها، وتحرفها عن مبادئ وجوهر الإعلان. ونقول انه مالم تتحقق العدالة التي تحدث عنها الإعلان فلن ينتهي العنف، ولايمكن أن تتحقق العدالة في ظل استمرار سياسة الاحتلال بالقوة الغاشمة المستهترة بكل القيم والمعايير الدولية، لذا فان التفاف دول وشعوب العالم على مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، يرسي مبدأ الحرية ويحقق العدالة ويبعد العنف والتهديد باستعمال القوة إلى الأبد وهو القوة الحقيقية في مواجهة الظلم والاستبداد. |