|
مؤتمر على طريقة الاحزاب الكبرى في العالم
نشر بتاريخ: 30/11/2016 ( آخر تحديث: 30/11/2016 الساعة: 16:08 )
الكاتب: بهاء رحال
دشنت فتح بالأمس مؤتمرها السابع الذي انطلقت اعماله في شكل مختلف وعلى طريقة الاحزاب الكبرى في العالم، وبشكل عصري يليق بصورة فلسطين اولاً وبالحركة التي تعتبر العامود الاساس في مكونات النظام السياسي والنضالي الوطني الفلسطيني، حيث جاءت فعالية افتتاح المؤمر بحشد دولي غير مسبوق وحضور عربي واقليمي كاف ليؤكد على ان الحركة ماضية في طريقها كحزب سياسي حاكم للسلطة وكحركة نضاليه على طريق التحرير والاستقلال وهذا تجلى من خلال عدد الوفود التي حضرت والتي دهشت والتي اعتزت بمثل هكذا مؤتمر على مستوى عال اسوة بالاحزاب السياسية الكبرى في العالم، وهذا ما جعل من الصورة تأخذ منحى آخر غير تلك التي يتداولها اعضاء المؤتمر حول المناصب داخل الاطر القيادية، بل ان الصورة التي نأخذها نحن الذين خارج المؤتمر وقاعاته هي صورة فتح التي ظهرت عليها بشكل مشرف، وهذه الصورة المشرقة تضاف الى صور عديدة قدمتها على طريق الاحزاب الحرة والكبيرة في العالم، وكحركة لها في حضورها ما يشبع القلب والعقل وما يمنح اللحظة شكلها السريالي في اطار رؤيا وطنية شاملة وفكرة لا تموت، وهذا تجلى من وحي ما شاهدناه حاضراً في المؤتمر الذي أمته وفود كبيرة وكثيرة سارعت لالقاء كلماتها شهادة عن مستوى الاعجاز الذي رأوه فيما حولهم رغم سياسات الاحتلال وغطرسة الاحتلال وعنصرية الاحتلال.
لقد افتتح المؤتمر السابع اعماله في مشهد طغى عليه شكل التضامن العالمي والدولي مع القضية الفلسطينية التي شهد المتحدثون بانه لولا فتح، لبقيت القضية عبارة عن مجموعة من اللاجئين، وهذا ما تجلى حقيقة في خطاب ممثل هيئة الأمم المتحدة الذي اشاد بدور فتح كرافعة اساسية لاحلام وحقوق وتطلعات الشعب الفلسطيني، ولم يكن موقف المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة وحيداً فقد توالت المواقف في الخطابات التي القيت على مدار اكثر من ثلاثة ساعات متواصلة، من اوروبا والسودان ومصر والاردن والاتحاد الاوروبي والاهل في داخل فلسطين المحتلة الذين جاءت رسالتهم صارخة على لسان الاخ العزيز ايمن عوده، والذي خاطب المؤتمر على الطريقة العرفاتية فاستحق كل الهتاف الذي ضجت به قاعة المؤتمر والوقوف احتراماً لخطابه الوطني العميق الذي يؤكد على ترابط هذا الشعب وتماسكه مع بعضه البعض في كل الظروف. المؤتمر لكل المراقبين جاء على مستوى عال يليق بصورة فلسطين، وبتنظيم فاق كثير من الاحزاب التي تتمتع بالاستقلال فوق أرضها، وبطريقة مهمة في حشد كل أشكال التضامن الدولي، فكانت كما في كل مؤتمرات الحركة السابقة، فلسطين الاكثر حضوراً في المؤتمر، وكان الوطن يجمع ابناء التنظيم ولم يكن مؤتمراً حركياً فقط، كما هي عادة الاحزاب الأخرى التي تجتمع لتتقاسم الادوار وتوزع المهام فيما بينهما فقط، وهذا ما شاهدناه في الجلسة الافتتاحية التي لم ترق للكثيرين من اعداء القضية الفلسطينية واعداء حركة فتح، وهذا ما سيضع الحركة امام تحديات جديدة، بعضها ما هو داخلي وبعضها ما خارجي، وتحديداً مع دولة الاحتلال التي لا يروق لها هذا الشكل المبهر من الديمقراطية الفلسطينية، فهي تعتبر نفسها الدولة الوحيدة في المنطقة القادرة على ممارسة الديمقراطية، وهذا ما قد يضع الحركة أمام مواجهة جديدة، في محاولة النيل من الصورة التي ادهشت قادة احزاب دولية وعربية ممن جاؤوا لحضور المؤتمر. وضعت فتح شكلاً جديداً لكل الاحزاب والتنظيمات الفلسطينية التي قد اصابها الحرج الشديد من مثل هكذا مؤتمر، استطاع فيه الاعضاء من ممارسة حقهم الديمقراطي، رغم كل ما احيط به من انتقادات سابقة حول العضوية وشروطها، الا انه خطوة على طريق الديمقراطية الحزبية والحركية التي تفتقدها الكثير من الحزاب والحركات الفلسطينية التي لم يمارس اعضاءها الانتخابات الداخلية منذ نشأة تلك الاحزاب والحركات، وهذا ما سيجعل من فتح تقف امام تحدي داخلي اضافي متعلق في المزيد من الانتقادات التي توجه لها، من اصوات لا ترغب بتطوير اداء وعمل الاحزاب الفلسطينية، ومن شركاء في العمل الوطني آثروا على تغييب صور الديمقراطية الداخلية، فوجدوا انفسهم اليوم أمام حرج كبير، حرج لن يكون بالشكل السهل او المقبول لدى أعضاء الاحزاب والحركات الاخرى. |