|
"ايه" في امل
نشر بتاريخ: 05/12/2016 ( آخر تحديث: 05/12/2016 الساعة: 21:22 )
بقلم: ماسة المصري
يومٍ جديد، صباح روتيني اخر، يشبهُ ما سبقهُ من الأيام؛ في طريقي المعتاد مروراً بِـ وسط البلد، اوزع إبتسامات الصّباح كعادتي اليومية للاشخاصٍ لا اعرفهم، ايمانا بأن الابتسام في وجهِ الناس صدقة، شأني كشأن أي عبدٍ طموح بالنجاة، فجمع الصدقات من هنا وهناك. اشتريت قهوةَ الصّباح من بائعٍ متجول عند ميدان المنارة ، مررت بِـ بقالة حمدت الله على وجودها ، فما زالت تبيع الصحف اليوميّة التي انقرضت مُنذ زَمَن نظراً للمد التكنولوجي الواسع. لست كأي زبون عند البائع، بَل عدت مميزةً جداً ، فانا الوحيدة التي داومت وما زلت أخصص يومياً وقتاً اضافياً لشراءِ و قراءة الصحيفة صباحاً، ألقيت الصّباح على ذلك الكهل، اهديتهُ ابتسامةً رقيقة ومضيت، لعلي أصل باكراً هذه المرة الى جامعتي، وبعد صراع فيِّ البحث عن مكان لي، نجحت واخيراً في الحصول على مقعد بين رجلين كادحين احدهما يبحث عن علمٍ و الآخر عن لقمة عَيْش. أكمل روتيني نشاطهُ بعدما أشعل ذلك السائق محرك سيارتهُ، وبدأت أنصت لتلك المذيعة ذَات الصوت القبيح، واتعجب كعادتي من لغتها العربية الركيكة، على امل ان تتعلم في يومٍ من الايام من اخطائها التي باتت تتكرر كروتيني. زاد انزعاجي، بصوت صراخ السائق، وتذمرهُ من الازمات التي باتت تحاصرنا من جميع الجهات والطرق، فلم تعد رام الله تلك المدينة الهادئة، اصبحت تعج بالمؤسسات والشركات و الموظّفين. غصة الروتين التي لا تنتهي؛ " قامت قوات الإحتلال الاسرائيلي بهدم بيت فلان" "اعتقالات هنا وهناك"، كابوسٌ دائم يحاصرنا لا مهرب منهِ .. وفجأة، و تصديقاً لمقولة "ويخرج من قلب الصَّخْر ورداً" سيطرت فيروز بصوتها الدافئ على الأجواء "في أمل .. إيه في أمل". |