وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

البرغوثي يدعو الى اشتراط المفاوضات بوقف الاستيطان والجدار والعدوان

نشر بتاريخ: 12/12/2007 ( آخر تحديث: 12/12/2007 الساعة: 18:29 )
رام الله -معا- اكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ان المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية التي انطلقت اليوم تتم في ظل استمرار اسرائيل في التوسع الاستيطاني بشكل جنوني ودون تراجع عن الخطة الاستيطانية من خلال توسيع مستوطنات قائمة وانشاء بؤر استيطانية جديدة وعدم تفكيك أي بؤرة على الاطلاق.

وقال البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده في رام الله ان ما يجري امر في غاية الخطورة وهو تكرار لما جرى في نهج اوسلو على شكل اسوا واخطر عبر استمرار التوسع الاستيطاني في ظل وجود مفاوضات.

ودعا البرغوثي الى القيام بثلاث خطوات سياسية هي اولا : اشتراط المفاوضات بوقف الاستيطان والجدار والعدوان وثانيا: ضرورة توجه منظمة التحرير بقرار لاهاي الى الامم المتحدة لفرض عقوبات على اسرائيل لعدم تنفيذها القرار الذي مضت عليه ثلاث سنوات ونصف وثالثا: دراسة مسالة الاعلان عن حدود الدولة الفلسطينية من الجانب الفلسطيني على كامل الاراضي المحتلة عام 67 بما فيها القدس اذا استمرت المماطلة الاسرائيلية وعدم التوصل الى حل نهاية العام القادم لمواجهة امرهم الواقع بامرنا الواقع.

اسرائيل تستهتر بالجميع
واضاف البرغوثي ان اسرائيل تستهتر بالجميع وان اقصى ما صدر عن اطراف المجتمع الدولي التي تعهدت بتوفير دعم لعملية السلام هو مجرد ملاحظات بسيطة مثل ان الاستيطان يعرقل السلام وهذا كلام لا يؤدي الى نتائج مشددا على ان المجتمع الدولي وخاصة اميركا قادر ان اراد على ممارسة ضغط على اسرائيل لوقف كل النشاط الاستيطاني فورا وكذلك الاتحاد الاوروبي الذي يستطيع فعل ذلك من خلال ربط الاتفاقات الاقتصادية مع اسرائيل باشتراط وقف الاستيطان .
البدائل الفلسطينية للمفاوضات العبثية
واكد البرغوثي ان لدينا بدائل عدة وان كل من يعتقد بانه ليس لدينا بدائل سوى الوقوع في الفخ الاسرائيلي فانه مخطئ ولايؤمن بقدرة شعبنا ولايثق بنضال الشعوب وارادتها.

واضاف ان البديل يتمثل اولا : في استعادة الوحدة الوطنية واستعادة استراتيجية وقيادة وطنية موحدة للشعب الفلسطيني وثانيا :ان تعلن السلطة الفلسطينية فورا ان لديها ثلاثة شروط لاي مفاوضات وهي وقف شامل للاستيطان بما في ذلك النمو الطبيعي للمستوطنات ووقف البناء في الجدار العنصري فورا ورفع الحصار والتراجع عن اعلان غزة منطقة معادية ووقف الاجتياحات في الضفة الغربية وغزة ومعالجة فورية لقضايا الحل الدائم وبدونها تصبح عملية المفاوضات ستارا لما تقوم به اسرائيل وثالثا: دعم واسناد الكفاح الشعبي الجماهيري السلمي ضد الاستيطان والجدار والعدوان ورابعا:استنهاض اوسع حركة تضامن دولي مع شعبنا حتى لا يضلل العالم بان المفاوضات تجرى في اجواء سلام في حين تستبيح اسرائيل شعبنا .

وشدد البرغوثي على اننا بحاجة الى استعادة روح الانتفاضة الاولى التي صادفت ذكراها العشرين قبل ثلاثة ايام وروح تحدي الاجراءات والقانون الاسرائيلي ومواجهة الامر الواقع بالامر الواقع وتنظيم الذات والاعتماد على النفس وروح القيادة الموحدة والوحدة الوطنية التي كانت الاساس الراسخ لنضال شعبنا وانتزاع زمام المبادرة .

وقال ان المفاوضات بدون كفاح لاتؤدي الا للرضوخ للطرف الاخر اوالمراوحة في المكان كما جرى خلال الاربعة عشر عاما الماضية.
مخاطر انابوليس
واشار البرغوثي الى ان الامر الخطير الذي جرى بعد اجتماع انابوليس هو اعلان اسرائيل على لسان معتدليها ومتطرفيها بان القدس خارج اطار التفاوض وانهم عندما يجيبون على مسالة التوسع الاستيطاني في جبل ابو غنيم بالقول انها منطقة في القدس مثلما صدر عن حاييم رامون ويولي تامير اللذين يعدان من المعتدلين فهذا يعني ان اسرائيل بمجموعها ترفض طرح قضية القدس للتفاوض وهذا يفسر ما قلناه سابقا لماذا رفضت اسرائيل في وثيقة التفاهم في انا بوليس ادراج أي ذكر لقضايا الحل النهائي.

واوضح البرغوثي مخاطر العدوان الاسرائيلي على شعبنا في الضفة والقطاع متسائلا كيف يستطيع مفاوضون فلسطينيون ان يجلسوا مع الاسرائيليين ويبتسموا لهم وعمليات القتل والتدمير تجري بهذا الشكل الوحشي والاجرامي خاصة ضد القطاع الذي يجري اجتياحه بشكل منهجي ومنظم يدل على ان اسرائيل تحضر لاجتياح شامل على غرار ما فعلته في مدن الضفة قبيل الاجتاح الشامل عام 2002 .

واشار البرغوثي الى ما قامت به قوات الاحتلال في نابلس واقتحام كل مراكز الاعلام ويغلق محطة افاق التلفزيونية رغم حديث الجميع عن ان المدينة نموذج للاستقرار الامني وعشية ذهاب دايتون الى نابلس للتحقق من مدى توفر الاجراءات الامنية فيها متسائلا عن مفهوم الامن الذي يكون فيه وجود للشرطة الفلسطينية صباحا وللجيش الاسرائيلي ليلا ويصبح كل مواطن وكل مؤسسة معرض للاعتداء والاستباحة والتدمير من قبل الاحتلال .

واكد ان اسرائيل لاتريد ان تفاوض بل ان تملي الامر الواقع على الارض عبر التفاوض والتوسع الاستيطاني ورفض بحث القضايا الجوهرية كالقدس واللاجئين وعمليات الاجتياح وهذا يحمل في طياته خطرا كبيرا في ان تتحول المفاوضات الى ستار تستخدمه اسرائيل للتغطية على جرائمها وتخفيف الضغط الدولي عليها وان تتحول كل عملية السلام الى وسيلة لتعميق الانقسام الفلسطيني الداخلي عبر التركيز على جانب واحد من خارطة الطريق وهو الالتزامات الفلسطينية الامنية مما يشير الى ان اسرائيل تسعى الى تكريس فكرة دولة في حدود مؤقتة وان تصبح الحكومة الفلسطينية حكومة بانتوستان ونظام ابارتهايد وتكريس نظام فصل عنصري شامل .

واضاف البرغوثي انه عندما لايسمح للفلسطيني سوى باستخدام 50 مترا مكعبا سنويا من المياه في الضفة الغربية بينما يسمح للمستوطن باستعمال 2400 متر مكعب سنويا أي بمعدل اربعين ضعف المواطن الفلسطيني وعندما يدفع الفلسطيني ضعف ثمن الكهرباء والماء مما يدفعه الاسرائيلي الى جانب فصل الطرق الى درجة وصفها العديد من زعماء العالم بانها اسوا من نظام الفصل العنصري الذي كان قائما في جنوب افريقيا فاننا اذن نتحدث عن نظام ابارتهايد وان ما يعزز ذلك هو استمرار اسرائيل في بناء جدار الفصل العنصري .

وقال البرغوثي انه لايمكن الحديث عن أي عملية سياسية بمعزل عن قطاع غزة الذي هو جزء لايتجزا من الارض الفلسطينية.
غزة تعيش موتا بطيئا
واضاف ان مليونا ونصف المليون مواطن يتعرضون في قطاع غزة لعملية تنكيل وعقاب جماعي لاتوصف تجاوزت كل الاعراف والمعايير يجب ان تشكل حافزا لكل فلسطيني ليرفع صوته المطالب برفع الحصار عن غزة.

واشار البرغوثي الى ان هناك 91 دواء من بين 416 دواء حيوي غير موجود اطلاقا في القطاع وان 188 مادة طبية اساسية من بين 596 مفقودة أي ثلث المواد الطبية الى جانب جزء كبير من اجهزة المختبر والاشعة والعمليات والجراحة لاتعمل على الاطلاق.

واوضح ان 32 مواطنا مريضا توفوا منذ حزيران الماضي نتيجة منعهم من مغادرة القطاع للعلاج في الخارج وان هناك 782 مريضا يعانون الان وتتعرض حياتهم للخطر بسبب منعهم من السفر للعلاج بسبب عدم توفر العلاج لهم في القطاع وان من سمح لهم بالسفر هم مئة فقط.

وحول نقص الغذاء في القطاع اشار البرغوثي الى ان 41% فقط من الاحتياجات الغذائية الاساسية تم توفيرها لغزة خلال شهر اكتوبر ونوفمبر الى جانب نقص كبير في حليب الاطفال معربا عن استغرابه مما ستحدث به المشاركون في مؤتمر باريس المقبل عن الرفاهية في الاراضي الفلسطينية بينما لايجد اطفال غزة كاسا من الحليب.

واكد ان الاسعار شهدت ارتفاعا بنسبة تتراوح بين 11% و 46% خاصة الطحين والارز وهي مواد يستهلكها بشكل اساسي الفقراء الذين وصلت نسبتهم الى 80% .

وقال ان محطات تنقية وضخ المياه تفتقد الى 50% مما تحتاجه من الوقود وهذا يؤثر على كل عملية سلامة مياه الشرب في القطاع وان 23 بئر مياه من اصل 149 بئرا لايتوفر لهل الوقود الكافي مما جعل 210 الاف مواطن لايحصلوا على المياه الا لساعة او ساعتين يوميا.

حجم العدوان الاسرائيلي خلال المفاوضات
368 شهيدا في اقل من عام

واشار البرغوثي الى ان اسرائيل شنت 3055 هجوما على شعبنا منذ كانون الثاني الماضي وحتى اليوم منها 1748 في الضفة و1307 في القطاع.

وقال انه منذ الاعلان عن انابوليس في تموز الماضي نفذت اسرائيل 1290 اجتياحا منها 675 في الضفة و 615 في القطاع مما يشير الى ان السلوك الاسرائيلي لم يتغير.

واضاف ان عدد الشهداء الذين قتلوا منذ كانون الثاني حتى اليوم بلغ 368 مواطنا منهم 86 في الضفة 281 في القطاع بينهم 43 طفلا في حين ان اسرائيل قتلت 186 فلسطينيا بينهم 32 في الضفة و 154 في غزة بينهم 16 طفلا منذ الاعلان عن انابوليس في تموز الماضي فيما بلغ عدد الجرحى خلال العام الجاري 1604 منهم 938 في الضفة و 666 في غزة منهم 265 طفلا.

وقال انه خلال تلك الفترة لم يقتل سوى 10 اسرائيليين بينهم 5 في اسرائيل و5 في الاراضي المحتلة وانه منذ الاعلان عن انابوليس لم يقتل سوى 4 اسرائيليين بينهم 3 جنود قتلوا خلال اعتداءات قام بها الجيش الاسرائيلي في الاراضي المحتلة الى جانب مستوطن واحد.

واكد البرغوثي ان امن الفلسطينيين هو المهدد وليس الامن الاسرائيلي كما تدعي اسرائيل مشيرا الى نسبة عدد القتلى من الجانبين كانت بلغت في الفترة بين اعوام( 2000-2005) 4 فلسطينيين مقابل كل اسرائيلي في حين وصلت في عام 2006 الى 30 فلسطيني مقابل اسرائيلي واحد ،اما في عام 2007 فقد وصلت النسبة الى36 فلسطيني مقابل واحد ومنذ الاعلان عن انابوليس وصلت النسبة الى 48 شهيد فلسطيني مقابل كل اسرائيلي يقتل.

وقال البرغوثي ان عدد الفلسطينيين الذين اعتقلوا منذ كانون الثاني وحتى تموز بلغ 5046 معتقلا منها 4786 في الضفة و260 في القطاع بينهم 292 طفلا في حين ان من تم الافراج عنهم هم 900 اسير.

واوضح النائب البرغوثي انه منذ الاعلان عن انابوليس تم اعتقال 1928 مواطنا منهم 1807 في الضفة و 121 في القطاع بينهم 98 طفلا مذكرا بوجود 11 الف اسير في سجون الاحتلال بينهم اسرى امضوا ثلاثين عاما.


النشاط الاستيطاني

وعرض البرغوثي صورا لعمليات التوسع الاستيطاني في جبل ابوغنيم تظهر حجم النشاطات الاستيطانية.

وقال البرغوثي ان اسرائيل تخادع العالم باعلانها عن عدم بناء مستوطنات جديدة في حين انها تواصل توسيع المستوطنات القائمة لانها ليست بحاجة الى مستوطنات جديدة في ظل وجود 121 مستوطنة في الضفة و12 مستوطنة في محيط القدس يسكنها 447 الف مستوطن يضاف اليها 105 بؤر استيطانية ليصل مجمعها الى 238 بقعة استيطانية ومستوطنة.

واكد ان خارطة الطريق نصت على تفكيك جميع البؤر الاستيطانية في اذار 2001 وتجميد الاستيطان الا ان اسرائيل لم تفعل ذلك .

واضاف ان حركة السلام الان الاسرائيلية اشارت في تقريرها الشهر الماضي الى ان عمليات التوسع الاستيطاني مستمرة في 88 مستوطنة حاليا مؤكدا انه الى جانب طرح عطاء لبناء 307 وحدات استيطانية في جبل ابوغنيم فانه تم الشروع ببناء نقاط استيطانية في منطقة e1 لربط الاغوار بمعاليه ادوميم وشطر الضفة الى قسمين.

واكد النائب البرغوثي ان اسرائيل اصدرت منذ عام 2003 وحتى عام 2007 ستة عطاءات لبناء 2536 وحدة استيطانية في جبل ابوغنيم .