|
الطاهر: هُناك مصالح تُشكل عائقاً أمام إنهاء الانقسام
نشر بتاريخ: 11/12/2016 ( آخر تحديث: 15/12/2016 الساعة: 10:07 )
بيت لحم -معا- قال مسؤول دائرة العلاقات السياسيّة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعضو مكتبها السياسي، ماهر الطاهر، أن الوضع الفلسطيني يتطلب وقفة تقييم وعملية مراجعة شاملة وجذرية لمجمل مسار الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، تطال الفكر والسياسة والتنظيم، لبلورة رؤية وإستراتيجية عمل فلسطيني جديدة تستخلص دروس المرحلة السابقة بسلبياتها وإيجابياتها.
وأشار الطاهر في حوارٍ شامل أجرته "بوابة الهدف" بمناسبة الانطلاقة الـ49 للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الى أنه "علينا اليوم الاعتراف وبكل جرأة أن الساحة الفلسطينية تعيش في خضم أزمة تطال الفكر والسياسة التنظيم. فبعد أوسلو تعمقت حالة التشرذم والانقسام السياسي والمجتمعي وأصبحنا أمام وجود سلطتين واحدة في رام الله والأخرى في غزة". وأكد على أن القوى الديمقراطية وقوى اليسار الفلسطيني لم تتمكن لأسباب موضوعيه وذاتية حتى هذه اللحظة من أن تبلور البديل، ولا زالت تعيش حالة من الضعف والتشتت لأن قوى اليسار تعيش كذلك أزمة فكرية وسياسية وتنظيمية، وهذه الأزمة تتطلب عملية مراجعة شاملة للخروج من هذه الأزمة". وشدد الطاهر على أن "التيار الإسلامي في الساحة الفلسطينية الذي تمثَّل في حركة حماس. قد انخرط في إطار السلطة وانشغل بالسلطة ومشاكلها في قطاع غزة وبالتالي فإن هذا التيار يعيش أزماته الحقيقية المرتبطة به". وأضاف عضو المكتب السياسي للشعبية، أن الشعب الفلسطيني يبتدع كل يوم أشكال كفاحية خاصة ضمن إطار الظروف الصعبة التي يمر بها وما يحيط به من مشكلات في الواقع العربي المحيط أو مشكلات داخل إطار الوضع الفلسطيني. وأكد على أن "المقاومة المسلحة ستبقى هي الأساس وهي الشكل الرئيسي في المواجهة لأننا نواجه عدو إجلالي استيطاني يستهدف اقتلاعنا وتصفية وجودنا، وبالتالي فإن طبيعة العدو الذي نواجهه تتطلب دائما التركيز على مسألة المقاومة المسلحة". وحول انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني، يُعقّب الطاهر: "لازلنا حتى هذه اللحظة وبالرغم من كل الحقائق على الأرض التي أفرزتها تجربة أوسلو الكارثية ما زالت قيادة السلطة والقيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية تمارس ذات السياسة البائسة والفاشلة التي مُورست على مدى ربع القرن الماضي. فلا زال الرهان على المفاوضات والحلول السياسية قائماً رغم وصول ما سمي بعملية السلام الزائفة الى طريق مسدود ورغم اتضاح بؤس هذا الخيار وهذا النهج وفشله بشكلٍ كامل". وجدد الطاهر دعوة الجبهة لعقد مجلس وطني فلسطيني توحيدي شامل يضم كافة القوى في الساحة الفلسطينية ويُعقد خارج فلسطين بعيداً عن سطوة الاحتلال، داعياً لإجراء عملية مراجعة شاملة وجذرية لمسار العمل الوطني الفلسطيني ولرسم إستراتيجية عمل سياسية فلسطينية جديدة بعيداً عن أوسلو وما ترتب عنه. وحول الإنقسام الفلسطيني، يضيف: "الإنقسام أعطى مبررات وذرائع لأنظمة عربية عديدة لمحاولة التخلص من القضية الفلسطينية وأعبائها. ولم تنجح كل الجهود الذي بذلت لاستعادة الوحدة الوطنية رغم اللقاءات والحوارات الطويلة والعديدة التي جرت، ولكن من الواضح أنه لا يُوجد حتى هذه اللحظة جديّة وإرادة سياسية لإنهاء هذا الانقسام. ومن الواضح أن هناك مصالح قد تشكلت أصبحت تشكل عائقاً أمام انجاز هذه المهمة التي لا تحتمل المزيد من التسويف والتأجيل". يتابع: "إن إنهاء الانقسام يتطلب العمل الجدي لإحياء منظمة التحرير الفلسطينية وإحياء مؤسساتها ورسم برنامج سياسي يقوم على قاعدة وثيقة الوفاق الوطني والخروج من مجرى أوسلو وإجراء انتخابات ديمقراطية في كافة المؤسسات الفلسطينية دون استثناء". وعلى المستوى العربي، شدّد الطاهر على أن الجبهة الشعبية على قناعة راسخة بأهمية وضرورة تحرر الإنسان العربي وبناء مجتمعات عربية حديثة ومحاربة الفساد وضمان الحريات والقضاء على الأمية، لكن "ذلك كله يتم بسواعد شعوبنا ولا يتم من خلال التدخلات الخارجية وتدمير مجتمعاتنا ولا يتم من خلال حروب حلف الناتو وتدمير بلداننا ولا يتم من خلال ضخ الأموال والسلاح من قوى استعمارية ورجعية لتدمير سوريا واليمن والعراق وليبيا ومحاولة تدمير الجيوش العربية". أما فيما يتعلق ببرنامج العمل الوطني والحزبي للجبهة الشعبية لعام 2017، يقول الطاهر: "إننا نقول لرفاقنا في كل المواقع والساحات علينا أن ننفض الغبار عن أنفسنا وعلينا أن نعيد بناء ذاتنا وحزبنا وأن نركز على الحلقة التنظيمية لتطوير جبهتنا والنهوض بأوضاعنا على كافة المستويات الفكرية والسياسية والتنظيمية والكفاحية والمالية, ونركز على بناء الحزب الجماهيري الذي يعيش هموم الناس وآلامها". ويتابع: "على الصعيد الوطني فان الجبهة ناضلت وستستمر بالنضال من أجل تحرير كل فلسطين، إن معنى فلسطين بالنسبة لنا يعني كل فلسطين من شمالها الى جنوبها من بحرها إلى نهرها وتحرير وطننا وأرضنا كاملة عملية شاقة وطويلة وتتطلب توفير عوامل وشروط الانتصار". وختم بقوله "إننا على ثقة بأن شعبنا سيواصل الكفاح جيلاً بعد جيل لتحرير كل ذرة من أرض الوطن". |