وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"كيان" تختتم حملتها "كوني Anti"

نشر بتاريخ: 17/12/2016 ( آخر تحديث: 19/12/2016 الساعة: 14:46 )
"كيان" تختتم حملتها "كوني Anti"

الجليل – معا - في محاضرة امام العشرات من النساء في عرابة، بالتعاون مع مجموعة "اطياف"، اختتمت جمعية "كيان"- تنظيم نسوي، هذا الأسبوع، حملتها "16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة"، والتي أطلقتها بالتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء (25.11.16) وانتهت في اسبوع حقوق الإنسان (10.12.16)، وجاءت تحت عنوان "كوني Anti".

وشملت الحملة على العشرات من الفعاليات والأنشطة منها؛ المحاضرات التوعوية للنساء وطلاب المدارس، عروض مسرحية وأخرى فنية هادفة، وقفات احتجاجية استقطبت عشرات النساء والشباب، ورسم جداريات احتجاجية عملت على تشخيص الوضع وحث الجمهور على اتخاذ موقف قيميّ من العنف المستشري في مجتمعنا عامةً، وضد النساء خاصةً، أملا في اخذِ دور فعلي للحد من هذه الظاهرة.

وتميّزت الفعاليات والأنشطة المختلفة بتوزعها الجغرافي والجندري ومن حيث الجيل، فلم تقتصر على منطقة واحدة، إنما امتدت لتشمل مجد الكروم، عرابة، عسفيا، حيفا، شفاعمرو، يافة الناصرة ومناطق أخرى، كما وأنّه وفي معظم الفعاليات شارك رجال وشباب، خاصة من القيادة، مسجلين موقفًا ضد العنف بشكل عام وضد النساء بشكل خاص.
وسجلت الحملة مشاركة فعالة لقرابة الـ 570 طالبًا وطالبة في معظم الفعاليات والأنشطة، مما يقع ضمن أهداف وعمل جمعية "كيان"، التي تؤمن بضرورة رفع الوعي خاصةً لشريحة الشباب، الأمر الذي يساهم في الحد من ظاهرة العنف ضد النساء مستقبلا، وذلك ايمانًا بان ظاهرة العنف هي قضية مجتمعيّة ومواجهتها وعلاجها هو مسؤولية تقع على عاتق الجميع وليس على النساء فقط.
وكشفت المشاركة في الفعاليات والأنشطة، والتي كان عددها 18 فعالية، عن رفض المجتمع لظاهرة العنف، كما وكشفت عن حالات عنف مخفيّة تشجعت الضحايا وعرضتها على الملأ، ففي ندوة في عسفيا شاركت إحدى ضحايا العنف تجربتها المريرة مع العنف للنساء المشاركات مما دفع إلى التعاطف معها ومساندتها، الأمر الذي يؤكد انّ العنف موجود في كل مكان رغم محاولات اخفائه وتجميل الواقع غالبًا.
اضف إلى ذلك، عززت الأنشطة والفعاليات معرفة المشاركات والمشاركين بأنواع وانماط العنف، فلا يقتصر العنف على الجسدي أو الكلامي إنما هنالك أنماط أخرى منها الاقتصادي والسياسي والطائفي وغيرها من الأنماط والتي تؤثر بشكل مباشر على مكانةِ المرأة في المجتمع والتعامل معها بشكل دوني مقارنة مع الرجل.
وفي حديثٍ مع رفاه عنبتاوي، مديرة جمعية "كيان" شكرت بداية كافة الطواقم التي عملت على إنجاح والنهوض بالفعاليات ضمن الحملة، سواءً من طاقم كيان أو من منتدى جسور النسائي القطري الذي تأسس عام 2012، مشددة على الدور الهام والفعّال الذي قامت به النساء القياديات والمجموعات النسائية الناشطة في الحقل في سبيل ترجمة رسالة "كيان" إلى فعاليات على أرض الواقع، موضحة أنّ "كيان" تنشط منذ عام 1998 من أجل إحقاق العدالة الاجتماعيّة والمساواة الجندرية والحدّ من جميع أشكال التمييز ضدّ النساء، ومؤكدة انّ علاج ظاهرة العنف تجاه المرأة لا يمكن فصله عن حقيقة كون المرأة ما زالت تعاني من تمييز مجتمعي بكافة مجالات الحياة، فلا يمكن الحد من العنف ضدها ما دام مجتمعنا ينظر اليها ويعاملها كـ "ضلع قاصر" ويحد من السقف الذي يمكن ان تصله مقارنة بالرجل.
وأوضحت عنبتاوي أنّ الفعاليات والأنشطة التي نُفذت ضمن الحملة تميّزت بتنوعها وأخذ بعين الاعتبار ضرورة رفع الوعي المجتمعي عامة، وليس حصره في شريحة النساء، بل طالت الرجال والشبيبة، ومن كافة المناطق.
وأكدت عنبتاوي أنّ الفعاليات وإن خُصصت لنبذ ظاهرة العنف ضد النساء إلا أنها ليست بمعزل عن تحديات ومأزق مجتمعنا، فهي رافضة للعنف بشكل عام، وتأخذ بعين الاعتبار أنّ مجتمعنا أقلية تعاني من التمييز والتهميش مما يعني انه معنّف بطبيعة الحال.
اما، سليم صليبي، رئيس مجلس مجد الكروم المحلي والذي شارك في الفعاليات التي نظمت في مجد الكروم، فقال معقبًا: من الواضح أنّ العنف المستشري في مجتمعنا عامةً تحول إلى ظاهرة مخيفة ومقلقة قد تدفعنا إلى التفكير بجدية بأمن وآمان أطفالنا وأولادنا. فالعنف بكافة اشكاله بصورة عامة، وضد النساء، بصورة خاصة مرفوض، فهو يعيق تقدم مجتمعنا حضاريًا وثقافيًا وإقتصاديًا وفي كل المناحي.
وأضاف: وسط غياب وتقصير من الشرطة في فرض الآمان علينا أن نتكاتف مجتمعيًا لمحاربة ظاهرة العنف. الآليات المتاحة لدينا هي التوعية المجتمعية، لذا هنالك ضرورة وحاجة لأن تتكاتف كل المؤسسات، من مجتمع مدني وسلطات محلية، لكي تعمل سويةً على وقفها.
وقال: للأسف المعطيات في الآونة الأخيرة مقلقة بشكل عام، إلا أنّ المقلق أكثر هو شرعنة المفاهيم الخاطئة في مجتمعنا، فلم نعد نسمع فقط عن قتل النساء تحت مسمى "شرف العائلة"، إنما نضع كل جرائم قتل النساء والتي تكون ضمن تصفية حسابات في هذه الخانة، وكأن لها الشرعيّة، وكأنه مسموح سلب إمرأة، أو أي شخص، حقه بالحياة لأسباب ومفاهيم مغالطة وخاطئة.
الطالبة صبا مسلم، من حركة "يافتنا"- للقيادة الشابة، والتي شاركت في عددٍ من الفعاليات في يافة الناصرة أكدت بدورها أن الفعاليات ساهمت في صقل وبلورة شخصيتها، مؤكدة رفضها إلى كافة انواع العنف الممارس على النساء. وأوضحت مسلم أنّ للشباب دور فعال في بلورة وصقل الوعي العام وتغيير المفاهيم الخاطئة التي تربينا عليها للأسف وأنّ الفتيات قادرات على إحداث التغيير، أي تغيير يرغبن به، فالقوة لم تعد حصرًا على الرجل فقط.
يُشار إلى أنّ هذه الحملة تأتي امتدادًا للحملة العالميّة تحت ذات الاسم، التي تعود تاريخيّا إلى عام 1991، عندما قررت 23 ناشطة من شتّى أنحاء العالم، بعد تخرّجهن من مركز القيادة العالمية للنساء في جامعة روجترز في ولاية نيوجيرسي وعودتهن إلى بلادهن، تنظيم هذه الحملة التي تستمرّ لـ 16 يومًا لمناهضة أنواع العنف ضدّ المرأة كافة، خاصّة العنف الجنسي، وذلك من أجل رفع الوعي وحشد الجهود، والدعوة لمناهضة عدم المساواة والتمييز بين الجنسين. وتتبنى اليوم الكثير من الأطر الاجتماعيّة والجمعيّات، عالميا، هذه الحملة، وتحييها سنويًا في ذات الميعاد، حيث انضمت "كيان" إلى هذه الأصوات.
وهذا العام اختارت جمعيّة "كيان"- تنظيم نسوي شعارًا يستبطن تلاعبا لغويا بين العربية والإنكليزية بعنوان "كوني Anti" لتُطلق حملتها أسبوعيْ مناهضة العنف ضدّ المرأة، بعد أن أطلقت الشعار "كفى، صمتنا يقتلنا" في الحملة السابقة.
وتأتي هذه الحملة في ظلّ تزايد العنف وجرائم قتل النساء داخل أراضي 48 إذ قتل منذ بداية هذا العام 11 امرأة ونحو 120 امرأة في العقد الأخير.