الرياضة الفلسطينية نموذج نضالي مقاوم بأسلوب حضاري
نشر بتاريخ: 25/12/2016 ( آخر تحديث: 26/12/2016 الساعة: 15:45 )
الخليل – معا - خالد القواسمي :
هنا باقون
هنا .. لنا ماض .. وحاضر .. ومستقبل
كأننا عشرون مستحيل ....... في اللد , والرملة , والجليل
يا جذرنا الحي تشبث........واضربي في القاع يا أصول
أفضل أن يراجع المضطهد الحساب.....من قبل أن ينفتل الدولاب
لكل فعل رد فعل ..... إقرأوا ما جاء في الكتاب
كلمات خطها الراحل الفلسطيني الشاعر والاديب توفيق زياد تختصر بسلاستها وسهولة معانيها تشبث الانسان الفلسطيني بأرضه وبحقوقه التاريخية وتحذر الغاصب المحتل من العبث ومحاولة طمس الحقائق وتزوير التاريخ فالجذر الفلسطيني حي ومروي بتضحيات جسام على مذبح الحرية للحفاظ على عراقة التاريخ الذي يضخ بعبقه في شريان الحاضر ويؤسس لمستقبل يلوح في الافق لينعم اطفالنا وزهراتنا وشبابنا بالحرية لتتواصل دروب العطاء والابداع في شتى المجالات حتى اقامة الدولة الفلسطينية .
وهنا نسلط جزءا من الضوء على ابداعات الرياضة الفلسطينية التي حاول الاستعمار سرقة وطمس تاريخها وتجييرها لصالحه ومواصلته وضع العراقيل امام تطورها لمعرفته التامة بأن الرياضة الفلسطينية تؤرق كيانه وتوجع خاصرته كونها وجه حضاري انبعث قبل قيام كيانه الوهمي وشاهده على تاريخ وعراقة الانسان الفلسطيني.
لنا الماضي
منذ مطلع عشرينيات القرن الماضي سطعت شمس الرياضة الفلسطينية ونثرت اشعاع خيوطها معلنة عن الحضور الدولي قبل العديد من الدول ومن اوائلها وقبل الاعلان عن قيام دولة الكيان الصهيوني وتحديدا في العام (1928) عندما اعلن عن تأسيس اول اتحاد كرة قدم فلسطيني مما لم يرق للحركة الصهيونية ذلك وبدأت تعمل تحت جنح الليل وسواده الحالك وتعد مخططات للهيمنة علية وطمس معالم البصمة الحضارية للشعب الفلسطيني لمعرفتهم التامة بأن الحركة الرياضية هي جزء من الحركة الوطنية النضالية .
وتعددت المحاولات الصهيونية بهدف ابعاد الرياضة الفلسطينية والحركة الرياضية عن الساحة بهدف تشتيت الجهد الوطني المؤطر للشباب الفلسطيني وتمهيدا لفرض واقع جديد يصب في نهاية المطاف لإقامة وطن قومي يهودي.
محطة مفصلية واثبات تاريخي
وبرزت في العام (1934) محطة مفصلية بمشاركة المنتخب الفلسطيني لكرة القدم بتصفيات كأس العالم مسجلة اول حضور رسمي أسيوي وعربي بجانب المنتخب العربي المصري آن ذاك والذي استطاع تحقيق الفوز على منتخبنا الفلسطيني لتتواصل خيوط المؤامرة لمعرفة رجالات الحركة الصهيونية بأن استمرار الحركة الرياضية الفلسطينية ما هو الا خطر داهم وتواصله يعني خلق وتربية أجيال من الشباب الفلسطيني مجهز بدنيا وحاضر ذهنيا للعمل على اظهار وابراز الهوية الوطنية الفلسطينية وسلاح حضاري يمكن فلسطين من ظهور اسمها ورفع علمها في جميع المحافل عربيا ودوليا والنجاح الرياضي حتما سيؤدي الى نجاح على الصعيد السياسي فقد ادرك الصهاينة قبل قيام كيانهم بأن المعركة الرياضية لا تقل شأنا عن باقي المعارك ولها مردود كبير ومن هنا جاءت المحاولات المتعددة والمتكررة للقضاء وعزل الحركة الرياضية.
ثورة وتوقف ومؤامرة
ومع بدء ثورة البراق في عام (1936) لغاية عام (1939) وتردي الاوضاع توقف النشاط لانخراط الشباب الفلسطيني في مجريات الاحداث و مقارعة الاستعمار واعوانه ومع انتهاء الوضع الثائر واستتباب الامور عادت عجلة الحركة الرياضية للدوران من جديد واعيد تأسيس الاتحاد الفلسطيني عام (1944) واستمر في نشاطاته ورعايته للفعاليات الرياضية حتى نهاية عام (1947) وكان قد دخل الاتحاد الفلسطيني في تحد كبير لنيل عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم لكن مؤامرة الدول حالت دون دخوله وكرست وجود اتحاد صهيوني كممثل لفلسطين ولم يكن هناك كيان قائم وهذا جزء من المؤامرة الدولية فاليهود آن ذاك كانوا أقليات متفرقة في فلسطين .
نكبة وعودة وديمومة
بعد المؤامرة الدولية وحلول النكبة وتشتت الشعب العربي الفلسطيني فكما اصاب الشعب ونهبت الارض حل بالحركة الرياضية الضياع والتشتت ومع مرور الوقت وعودة الذاكرة الفلسطينية والاستفاقة من هول المأساة وفظاعة المشهد من قتل ودمار وتخريب وتشريد نهض المارد الفلسطيني واقفا متحديا بإصرار متصديا لمحاولات الغاصب المحتل لنفي وجودنا وشطب كل ما هو فلسطيني وابعادنا عن الساحة الدولية عاد رجال فلسطين للمحافظة على الهوية الفلسطينية واثباتها وابراز الوجه الحضاري المتجدد معلنا عن نشأة الاتحاد الرياضي الفلسطيني وعودة لممارسة المهام متخذا من الرياضة ساحة للنضال وكان ذلك في العام (1962) وجاء بمثابة صفعة متجدده لمحاولات الكيان الغاصب شطب ومحو الارث الفلسطيني بكل مكوناته الثقافية والرياضية ليفاجأ بالديمومة وشعلتها المتقدة بالتفاف كبير ونجاح مستمد من روح العطاء والانتماء لتشكل اللجان الرياضية وتجلى بالانضمام الى اتحادات دولية ليتمركز في فترة من الفترات العمل والثقل لإدارة الحركة الرياضية في قطاع غزة ومن ثم الى حصن المقاومة في لبنان الى حين خروج الثورة بعد الصمود الاسطوري لشعبنا في حرب عام (1982) امام آلة الحرب الصهيونية وتعرضه لمجازر.
موقف ايطالي نبيل
وفي هذا العام استحق المنتخب الايطالي نيل بطولة كأس العالم لكرة القدم وفي لفته لها معاني كثيرة وعظيمة تسجل في التاريخ بأحرف من نور قدم كأس البطولة للمقاومة الفلسطينية ولشعبنا الفلسطيني وكأن لسان حاله يقول للغاصب المعتدي ان انتصاره ببطولة كأس العالم جاء بروح مستمدة من عظمة الانتماء والصمود الفلسطيني امام اعتى آلة حرب صمد امامها صاحب اول مشاركة اسيوية وعربية في أول بطولة لكأس العالم وهذا الكأس والانتصار يستحق ان يهدى لهذا الشعب وهي صورة معبرة لها مدلولات كثيرة اغضبت طغاة العصر الحديث على هذا التضامن المناصرة للحق الفلسطيني.
.jpg?_mhk=e571b89e27f7d15d0f3f09a92f12851a1c4aa8081a4b5ef00fdb8b5260fb82c9f2c9798e94d0f6864c75f6036eb3dff5' align='center' />
320955
409313
345768#
ملعب بيتي حلم كل فلسطيني
تثبيت الملعب البيتي لأول مرة في فلسطين وهذا انجاز كبير تحقق بعد سلسلة معارك خاضها الرجوب على كل الجبهات لتثبيت الملعب البيتي بعد وقفة عربية تشابكت مع وقفة من الدول الصديقة ليصبح الملعب الفلسطيني حقيقة ساطعة ادخلت السرور والبهجة وشهدت فلسطين افراح رياضية كروية تجسدت بافتتاحية ولا اجمل عبرت عن وحدة الدم والمصير المشترك بين الشعبين الاردني والفلسطيني وتلاحمهما في بوتقة واحده عندما حل المنتخب الاردني كأول منتخب عربي تطأ اقدامه ارض القدس العربية بعد احتلالها مجددا مواقفه الراسخة في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة قولا وفعلا بفضل قيادته السياسية والرياضية التي نعتز ونفتخر بها والتي وضعت كافة الامكانيات تحت تصرف القطاع الرياضي الفلسطيني وفتحت له كل الآفاق لتمكينه وصموده لتتقاطر بعدها الفرق والمنتخبات لكن هنالك لنا عتب على البعض ممن تساوق بنظرة سلبية وتمانع عن الحضور لفك الحصار عن هذا الشعب وتمنع بحجج واهية عن الحضور والتخفيف من معاناة فلسطين وعذاباتها ولم يسالوا انفسهم ماذا يعني اقتحام الحدود واحتضان شعب فلسطين ولم يسالوا منتخب الامارات وتونس والعراقيين والعمانيين وغيرهم ممن حلو بين ظهرانينا اخوة اعزاء يستحقون وسام الانتماء والشجاعة والاقدام ولا ننسى قادة العمل الرياضي في الوطن العربي ممن جاء ليشارك فلسطين عرسها وفرحتها بهذا الانجاز العظيم .
فلسطين تسمو بضيوفها
استضافة العديد من الوفود وكبار الشخصيات من مختلف دول العالم وفي مقدمتهم جاك روغ رئيس اللجنة الاولمبية الدولية وجوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم والامير علي بن الحسين رئيس اتحاد غرب اسيا لكرة القدم ونائب رئيس الاتحاد الدولي ورئيس الاتحاد الاردني والشيخ احمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم والوزيرة المغربية الرياضية نوال المتوكل والعديد من الشخصيات الرياضية العالمية بجانب استقباله لرجالات الصحافة والاعلام العرب ومن الاصدقاء والمناصرين للقضية الفلسطينية ورياضتها .
المنتخبات تتوافد
استضافة الفرق والمنتخبات واقامة البطولات وفي طليعتها بطولة النكبة التي لاقت مشاركة وتفاعل من الدول العربية والصديقة وحظيت باهتمام كبير لما لها من رمزية وعنوان يذكر العالم بالظلم الذي وقع على شعبنا وسرقة ارضه ووطنه وتهجير اصحاب الارض والتي لازالت معاناتهم قائمة حتى يومنا هذا.
الاعلام الرياضي العربي سفيرا لفلسطين
استضافة ملتقى الاعلاميين العرب مما لاشك فيه ان اتحاد كرة القدم الفلسطيني قد اضاف بصمة كبيرة باستضافته ملتقى الاعلاميين العرب مما اضفى رونقا وتوهجا خاصا للرياضة الفلسطينية وللإعلام الفلسطيني من خلال تلك الاستضافة النوعية وحظيت بإشادة كبيرة من جانب ضيوف فلسطين والتي مكنتهم من الاطلاع على معاناة فلسطين وشعبها ورياضييها ومعاناتهم ليكونوا سفراء لشرح المعاناة الفلسطينية وما يكابدها من مأساة ومعيقات تقف في طريق تطورها وازدهارها وحظي حضورهم باهتمام رئاسي.
حصار وتعرية
محاصرة وتعرية سلطات الاحتلال في المحافل الدولية لتعمدها اعاقة النشاط الرياضي واستهداف الرياضيين ومنعهم من التواصل واعتقالهم ومنعهم من السفر وضربها للبنى التحتية والامثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى ودم الشهداء من الرياضيين خير دليل وخير شاهد
وقصص الشهادة والدماء الزكية التي سالت من اجساد الرياضيين وروت الساحات حكايات فخر واعتزاز تملئ مجلدات .
كشف الزيف والتزوير
كشف الزيف والتزوير للحقائق ومحاولة طمس التاريخ لرياضة الفلسطينية فمنذ الايوم الاول لتسلمه رئاسة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم خلص لتجميع كافة الطاقات ووضع كافة الوثائق والمستندات لتعرية وكشف الحقائق التي جرى تزويرها لإخفاء الحقيقة الساطعة للتاريخ الرياضي الفلسطيني قبل قيام دولة الظلم الاحتلالية.
مشاركة دائمة لمنتخب يمثل وطن
المشاركة الدائمة للمنتخبات الوطنية في جميع الاستحقاقات العربية والاسيوية والدولية ولعل ذلك كان بمثابة تحول كبير ادى الى رسوخ في عملية المشاركة الدائمة في جميع الاستحقاقات الاسيوية والدولية وبشكل مختلف عما سبق وهذا نتاج جهد كبير اثمر عن تقدم فلسطيني على لائحة التصنيف الدولي .
خارطة وتشكيلة المنتخب المعتمدة خارطة الوطن بأكمله حيث نجد عناصر المنتخب الفلسطيني تمثل لاعبي الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة وفلسطينيو الداخل المحتل واللاعبين الفلسطينيين في دول المهجر والشتات مما جعل الكل الفلسطيني يجتمع في بوتقة وطنية واحدة احدثت التفافا غير مسبوق ليحظى المنتخب باهتمام عالمي من الجميع وتسلط الاضواء عليه من رجالات الصحافة والاعلام .
كسر للحصار
فتح الأفاق للفرق الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية وكسر الحصار من خلال اقامة مباريات لتحديد بطل فلسطين على صعيد بطولات الكأس بعد (15) عام من الانقطاع فكان العناق بين ابناء فلسطين في الضفة الغربية ممثلين بالنادي الاهلي الخليلي واخوتهم في قطاع غزة ممثلين بنادي اتحاد الشجاعية عناقا حارا وكذلك للمرة الثانية بين الاهلي الخليلي ونادي خان يونس وشكل ذلك تظاهرة وطنية لم تشهدها الكرة الفلسطينية من قبل وضعت الجميع تحت مظلة الوطن الواحد وكسرت شوكة الاحتلال رغم محاولاته في التنغيص والتنكيد على افراد البعث واخضاع بعضهم لساعات من الانتظار وارجاع البعض الاخر وعدم السماح له بالدخول سواء للضفة او للقطاع الا ان الإرادة الفلسطينية وبحكمة اللواء جبريل الرجوب وضعت سلطات الاحتلال في حيرة من أمره وارغمته على الخضوع وافتضاح أمره بتعطيله للحركة الرياضية بممارساته المخالفة لأبسط الحقوق والقوانين الرياضية الدولية.
لجنة تقصي ومتابعة
ومما تحقق وصب في اقنية الرياضة الفلسطينية تشكيل لجنة تقصي رياضية دولية بتكليف من الاتحاد الدولي لكرة القدم مهمتها متابعة الاشكاليات والمخالفات والمعيقات التي تواجه الرياضة الفلسطينية والتي لا تزال تقوم بمهامها للفصل في النزاع القائم لوقف التعديات والتجاوزات من قبل الجانب الاسرائيلي الهادف لتعطيل المسار الرياضي الفلسطيني.
افضل اتحاد
ومن المنجزات حصول الاتحاد الفلسطيني على جائزة أفضل اتحاد أهلي من الاتحاد الدولي لكرة القدم نتيجة الجهود الكبيرة التي بذلها من أجل تطوير كرة القدم .
حدث تاريخي في استراليا
المشاركة في نهائيات اسيا لأول مرة في تاريخ الكرة الفلسطينية التي اقيمت في استراليا عام (2015) وحظيت باهتمام عالمي وسلطت الاضواء على فلسطين وشعب فلسطين وقضيته مما ارق مضاجع طغاة العصر وشكل ضربة موجعة في خاصرته.
جائزة ابداع وتميز
حصول رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب على جائزة محمد بن راشد أل مكتوم للإبداع الرياضي كأفضل أدارى عربي عام 2012 لتجسيده حلم الرياضة الفلسطينية إلى واقع من خلال اعتراف منظمات العمل الرياضي في العالم بإسهاماته وانجازاته العظيمة على قدم المساواة مع رياضي العالم وهذا بحد ذاته وسام على قلب كل فلسطيني.
وهذا جزء يسير مما حققته الرياضة الفلسطينية في ظل باعث ثورتها الحديثة اللواء جبريل الرجوب الذي يسعى ويواصل العمل على تحقيق كافة الامنيات والتطلعات وانعتاقها من مرحلة الحصار الى مرحلة الحرية والانعتاق الكامل وفي مقدمة ذلك فك العزلة عن الرياضة في القدس واقامة دوري موحد بين اندية القطاع والضفة دون منغصات وقائمة العمل طويلة وبحاجة الى تضافر جميع الجهود والى طول نفس واصرار وتحدي وكلنا امل في انقشاع كل ما يعيق حركتنا وحرية شبابنا في ممارسة هواياته كباقي شعوب العالم .
ارجو ان نكون قد وفقنا في استعراض لمحة وجزء بسيط من مسيرة الرياضة الفلسطينية والتي سلطنا فيها الضوء على كرة القدم على وجه التحديد.
وكما قال شاعرنا الراحل معين بسيسو :
نعم لن نموت ولكننا ..... سنقتلع الموت من أرضنا