|
أحببتُها لأنها كانتْ تختلف عن الأخريات
نشر بتاريخ: 28/12/2016 ( آخر تحديث: 28/12/2016 الساعة: 09:59 )
الكاتب: عطا الله شاهين
سألت نفسي ذات يومٍ لماذا أحببتُ تلك المتسولة بعدما تعرفت عليها وقتما رأيتها تقف ذات مساء على الرصيف وتستجدي المارّة، فأنا لم أجدها مختلفة عن الأخريات، إلا في رغبتها للحبّ الصادق، ورغم أنني اكتشفت رغبتها حينما شاهدتها أول مرة وعرفتُ من نظراتها بأنها ربما ستكون امرأة متعطشة للحب.. أتذكّر ذات يوم حينما مررنا سوية من أمام محلّ زارا تلك العلامة الفاخرة لملابس النساء، ورأت في الفيترينا فستانا، فقالت أرغب أن تشتري لي هذا الفستان، فقلت لها أعدكِ، ولكن ليس الآن، وتمتمتُ في ذاتي من أين لي ثمن هذا الفستان؟ فأنا طالبٌ معدم، وشعرتُ بأنها لم تصدقني، فقلت لها في أقرب فرصة سأشتري لكِ الفستان .. أحيانا أراها مشاغبة في الحبّ، وكأنها تريد القول بأنها تختلف عن الأخريات، لكنني لم أر أي اختلاف فيها سوى شغبها الصامت والصاخب، حينما تثير فيّ شهوة الحبّ .. لم تستمرّ علاقتي بتلك المتسولة، التي تركتْ التسول بسببي، فمن أول معرفتي بها قلت لها انسيي التسول، وبالفعل استطعت أن أمنعها عن الذهاب إلى الطرقات للتسول، رغم أنها كانت تتوق للتسول، لكنني أقنعتها بأن التسول لا يليق بها.. فلماذا أحببت تلك المتسولة لا استطيع الإجابة ربما، لأنها كانتْ تختلف عن الأخريات في كل شيء حتى في الصمت..
|