وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الهيئة العليا للوقاية من المخدرات تصدر تقريرا حول دور الأسرة الفسطينية في وقاية ابنائها من المخدرات

نشر بتاريخ: 15/12/2007 ( آخر تحديث: 15/12/2007 الساعة: 19:00 )
القدس -معا- قامت الدائرة الثقافية في الهيئة الوطنية العليا للوقاية من المخدرات والتي يرأسها أدهم شاهين بإعداد دراسة حول دور الأسرة الفلسطينية في وقاية ابنائها وحمايتهم من الانحرافات السلوكية وخطر المخدرات وذلك بالتعاون مع دائرة الأبحاث والدراسات في الهيئة .

وبينت الدراسة بأن الأبناء يكونون أكثر عرضة للوقوع في الخطأ والإنحراف عندما تكون الأسرة فاشلة في الحفاظ على التواصل مع ابنائها، بعكس الاسرى التي تتشارك مع ابنائها في التربية والعلاج والحوار والإرشاد وتساعدهم في التعرف الى الإشارات التحذيرية للإنحراف وتعاطي المخدرات .

دور الأسرة الأساسي:
.............................

تعتبر الأسرة المجتمع الإنساني الأول الذي يمارس فيه الإنسان أول علاقاته ولذا هي المسؤولة عن إكساب الفرد أنماط السلوك الاجتماعي وكذلك اكسابه العادات والتقاليد والمعتقدات، لذا تعتبر الأسرة هي اللبنة الأساسية في تنشئة الفرد وهي الركيزة الأولى والحاضن الأول والخلية الإجتماعية؟

الأسرة والوقاية من الإنحرافات:
....................................
وافاد ادهم شاهين رئيس الدائرة الثقافية وقسم الدراسات والابحاث في الهيئة الوطنية العليا بان هذه الدراسة والتي قام بها المختصون من الدائرة الثقافية في الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الآفات الاجتماعية اثبتت بأن العامل الرئيسي والهام في انحراف الأبناء وابتعادهم عن الطريق المستقيم تتمثل في عدة مناح هامة جداً وذلك بعد مراجعة طاقم الباحثين لأكثر من خمسين أسرة في منطقة القدس وستين عائلة موزعة في مناطق الضفة الغربية (الخليل ،بيت لحم،رام الله ، نابلس جنين، وقلقيليه) .

وقد تمثلت هذه العوامل بغياب الرقابة الحقيقية من قبل الأسرة والدلال الزائد وعدم متابعة الأبناء ومشاكلهم والإهمال الزائد والعنف الأسري والقسوة في التربية وتحديد وتحجيم والإستهتار بقدرة الأبناء. حيث دلت الدراسة أن هنالك الكثير من الأسر تمارس اعتقادات خاطئة وسلوك خاطيء غير الذي يقولون مما يفقد الأبناء الوازع الأخلاقي واحترام الأبوين بل تكون العلاقة مبنية على الخوف بدلاً من الاحترام والصراحة.

ومن هنا يكمن دور الأسرة الهام في الوقاية من الانحرافات بتعليم ابنائها المخاطر الحقيقية للإنحراف وكذلك إطلاعهم على المخاطر الناجمة عن تعاطي المخدرات والإدمان عليها وتعليمهم المباديء الأساسية للصحة العامة وكيفية حماية انفسهم وضرورة وضع حدود لسلوكهم وعدم تخطي هذه الحدود وإظهار تجارب عملية لتعاطي المخدرات والخمور وأثرها على الإنسان والمجتمع وان الإمتناع عن تعاطي المخدرات والكحول هو سلوك ديني نهت عنه كل الأديان السماوية والأعراف الإنسانية. وإن مساعدة الأبناء باكتساب المهارات التي ترفع من قدراتهم لمساعدتهم لمزيدا من الثقة بأنفسهم وعدم الإكتراث والإهتمام لتقليد الآخرين. وهذا يحتاج أن يكون هنالك سياسة تربوية والتزام من الوالدين واقناع الأبناء بأن الأسرة هي المجتمع الإنساني الأول الذي من خلاله سيكون الإنطلاق الى المجتمع الأكبر والى الحياة بشكل عام.

العوامل التي تدفع الأبناء للإنحراف وتعاطي المخدرات والكحول:
................................................................................

وبينت هذه الدراسة من خلال اللقاء بعدد من الأبناء والشباب موزعين على كافة المحافظات في الوطن وخاصة في مدينة القدس بأن العوامل التي تؤدي الى تعاطي المخدرات كثيرة فقد أجاب 40% من المستطلع آرائهم بأن الواقع السيء والظروف الإجتماعية والإقتصادية الصعبة هي وراء تعاطيهم للمخدرات من أجل التخفيف والهروب من صعوبة هذه الظروف ، إلا ان الأمور كانت عكسية تماماً فازدادت الأمور صعوبة وسوءاً وأجاب 10% منهم بأن آبائهم كانوا يتعاطون المخدر ويشربون الكحول وتعاطاها هو لأن والده لا يستطيع أن يمنعه طالما هو يتعاطى ذلك لأنه يعتبر أباه القدوة والنموذج ، فمن هنا وجب على هؤلاء الآباء التوقف فوراً عن استعمال المخدرات والكحول والرجوع للتحلي بالخلق الحسن السليم من أجل ان يحفظوا ابناءهم من السلوك المنحرف وتعاطي المخدرات . وان توقف الآباء عن التعاطي هو عامل أساسي في وقاية ابنائهم.

كما أفاد 45% من المستطلعين بأنهم كثيرا ما يتعرضون لضغوط من أصدقائهم، حيث تهدف هذه الضغوط الى الزامهم بحكم المجموعة ليكونوا مقبولين فيها. وكلما اقترب الأبناء من سن المراهقة اصبح ضغط الأصدقاء أكثر وأقوى وهذه الضغوطات وإن كانوا من رفاق السوء تؤدي إلى تعاطي المخدرات.

أما ما تبقى وهو 5% تعاطوا المخدرات بطرق الصدفة والبعض منهم نتيجة لأصابتهم بأمراض مزمنة لا يمكن الشفاء منها وأيضا بسبب الفضول وحب التعرف على الأشياء ولكن هذه الفئة من الآبناء والشباب سرعان ما يعودون الى الطريق السليم والصواب ولا يمكن لهم ان يدمنوا أو ان ينحرفوا لأن لم تكن هنالك نوايا مبيتة أو رفاق أو أب سيء أو أي سبب يمكن لهم الإعتماد عليه للإستمرار في انحرافهم وتعاطيهم للمخدرات والكحول .

التواصل والتدخل الوقائي مع الأبناء:
............................................

ورات الدراسة بأن التواصل والتدخل مع الأبناء وايجاد قنوات للإتصال بهم من خلال الحديث عن مشاكلهم والأزمات التي يمكن ان تعترض الشباب وتعليمهم فن الاستماع والحديث وبنفس الوقت الاستماع لأفكار ومعتقدات ووجهات نظر الأبناء فإن ذلك يؤدي الى تشجيعهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم .

كما دعت الى ان تتركز الأهداف لهذا التدخل بتدريب الأبناء على المهارات وكيفية التعامل ممع المواقف والقدرة على الإحتمال لكافة الضغوطات وان يكون الحديث معهم ممهداً من خلال ثقافة تعطيهم المعرفة الكافية عن الحجم الحقيقي للإنحرافات وتدعيم قدراتهم بالمفاهيم الأساليب السليمة لإتخاذ القرارات الصائبة ومقاومة ضغوط الأصدقاء والمجتمع وتقليل اللهفة على الدخول في تجربة تعاطي المخدرات او شرب الكحول ومن اجل استدامة هذا التواصل يجب ان يكون هنالك مشاركة مما بين الأسرة والمدرسة بتعويد الطلبة على السلوك الناضج والرقابة المشتركة .

خاتمة:
........

هنالك مواقف كثيرة مؤلمة ومحبطة للشباب كالتفكك الأسري والرسوب في المدرسة وعدم الثقة في النفس وخيانة الأصدقاء وعدم ايجاد العمل المناسب ووفاة احد الوالدين او كلاهما او الفشل في علاقة غرامية او الفشل في علاقة صداقة مما يجعل الشاب عرضة للبحث عن وسائل السعادة من أي مصدر كان خاصة بعد مروره فيما ذكرنا سابقاً من تجارب وضغوطات ، فتجده يقع فريسة سهلة لرفاق السوء والتجارب الضارة التي يعتقد بأنها ممتعة له وهي في الواقع تدخله في دائرة يصعب عليه الخروج منها كالإنحراف وتعاطي المخدرات وشر الكحول . فلذا يجب الإهتمام في إعداد برامج وقائية بأساليب تعليمية سليمة من خلال مشاركة الشباب بهذه البرامج وبحث مشاكلهم وخاصة من قبل الأسرة لتقوية دفاعاتهم ضد الإنحرافات وإقناعهم بأن النضج السليم والصحيح في ظل اسرة قوية ومتماسكة هو الوسيلة الصحيحة للسعادة والإستقرار والتطور والنجاح وان العكس يؤدي الى التدهور وتعليمهم كيف يقول لا عندما تلزم ان يقولها وبحكمة .