وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عام جديد

نشر بتاريخ: 31/12/2016 ( آخر تحديث: 31/12/2016 الساعة: 21:13 )
عام جديد
الكاتب: صادق الخضور

أنطوي صفحة؟ أم هي تطوينا؟ أنفارق ذكريات أم أن مجرّد تسمية "ذكريات" تعني أنها توطنّت في الذاكرة ولن تغيب؟ فالعام يمر، بالحلو وبالمرّ، ويحمل معه قفزة أخرى من القفزات على سلّم العمر.
نسأل الله دوما التوفيق، فآمالنا مع نهاية كل عام تستجمع قواها، تلملم ما تناثر من خيوطها، وعبثا نحاول، ونواصل التشبّث بالأمل، وهذا جزء من تكويننا، علينا الاعتراف بأنه وكلما زادت الآلام تزايد منسوب الاستشراف، والدعاء إلى لله دوما بأن يحمل القادم معه مزيدا من تباشير الفرح، والاستقرار الصحي، والخير والنماء لفلسطين حاضنة أمانيننا ومهد طموحنا.
عام ينقضي، هل كان طويلا؟ ربما هو كذلك لمن لم يجدوا فيه إلا شقاوة، ألم يقولوا:
تطول بي الليالي وهي قصيرة .... وفي كل ليل لا يسرّك طول
وقالوا:
فيا لك من ليلٍ كان خيوطه...... بكلّ مغار افتل شدّت بيذبل.
لذا لم يكن غريبا أن الشعور بالوقت بالنسبة لنا في فلسطين هو الأطول، فالاحتلال طال، ولا زال جاثما فوق نفوسنا وأرضنا، وكلما تحدثوا عن أطول ليلة في العام وتناسوا أطول احتلال في العالم، زادت حيرتنا، فكلاهما ظلام، وإن كلام ظلام الليل مهما طال منقشع لا محالة!!!!!
سؤال بديهي، كلما طالعنا التلفاز أو سمعنا الإذاعة: ما أمنياتكم في العام الجديد؟ وفي كل عام عام يتجدد السؤال ولا يتغير الحال، لكن ومن باب التجديد تأتي الإجابة من جديد، مع أنه في الحقيقة لا جديد.
مع نهاية كل عام، تجتاح مواقع التواصل الاجتاعي موجة تعليقات على العام الذي كان، تتباين التعليقات، وكلٌ يقيّم العام من زاويته، والناس إمّا جريح أو ذبيح، أو سعيد- وهذا استثناء- ، أو طامح، وفي الحالات كلها تطفو المشاعر، والبعض يقيّم بناء على آخر فترة، وينسى أن صفحات السنوات حافلة بسجّل تراكمي.
عامٌ يمر مرور الكرام، هذا للبعض، وكضيف ثقيل الظل للآخرين، ونفتح عيوننا على صفحة عام جديد.
يستقبل البعض العام بدعاء وابتهال، والبعض بغناء صاخب، والبعض بدموع على من فارقوا، وكأن التباين في أجواء الوداع لعام واستقبال آخر انعكاس لما يحويه الواقع من مفارقات.
عامٌ يفارق، وآخر يحلّ مكانه، تتبدل التواريخ، لكن ما شهدته من أحداث يظلّ ماثلا لا يفارق، ومع إطلالة عام جديد، نسجّل أمانيننا بأن يحمل القادم معه بمشيئة الله خيرا وفيرا للجميع، للأفراد وللوطن، فهنا على أرضنا تطيب الوداعة، ويتزايد منسوب القناعة، وكأننا نستحضر ما قاله جبرا ذات يوم: " كسرة خبز من بلد الخبز تكفيك".

نفارق عاما، ونرحّب بعام جديد على وقع ميلادين؛ ذكرى ميلاد مجيد، فكل عام والطوائف المسيحية بألف خير، وذكرى ميلاد انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة " فتح" في ذكراها الثانية والخمسين، فكل عام وأنتم بألف خير، هي تهنئة مضاعفة وتمنيات بالخير لا يخبو وميضها.