|
هل يصلح (ترامب ) أخطاء أوباما الكارثية
نشر بتاريخ: 04/01/2017 ( آخر تحديث: 04/01/2017 الساعة: 12:04 )
الكاتب: غسان مصطفى الشامي
أسابيع قليلة تفصلنا عن استلام الرئيس الأمريكي الجديد " دونلد ترامب" سدة الحكم في البيت الأبيض، وذلك في العشرين من شهر يناير الجاري، حيث تواجه الرئيس الجديد الكثير من المشاكل والعقبات الكبرى التي تعج عالمنا اليوم والتي سببها الرئيسي الإدارة الأمريكية التي أججت الحروب الداخلية وأثارت الفتن في عالمنا العربي؛ حيث اعتبرت المراقبون والسياسيون أن الرئيس الأمريكي أوباما من أكثر رؤساء أمريكا دورا في دعم الحروب والفتن الداخلية في عالمنا العربي؛ ونشير هنا إلى إحصاءات ومعلومات أوردتها الوكالة الأمريكية أن مصانع السلاح الأمريكية باعت في عهد الرئيس أوباما سلاحا لإحدى الدول العربية بحوالي 48 مليار دولار ، فقد خسر الأمريكان الكثير خلال حربهم في العراق التي كلفت الخزينة الأمريكية مبالغ باهظة، وبعدها فطن الأمريكان إلى ضرورة إشعال الحروب الطائفية الداخلية وبدأت أجهزة الاستخبارات العالمية تجند الجيوش المرتزقة من أجل إشعال هذه الحروب في كافة مناطق في عالمنا العربي وبدأت المؤامرات الأمريكية تجد طريقها للتنفيذ من خلال تأجيج الصراعات الداخلية في عالمنا العربي، وقد طالب الرئيس ( ترامب ) الدول العربية صراحة بأن يدفعوا أموال لأمريكا من أجل حمايتهم.
إن الإدارة الأمريكية ارتكبت خلال سنوات حكم أوباما كوارث وجرائم وفوضى خلاقة وتأجيج بؤر الصراعات والنزاعات الطائفية في عالمنا العربي؛ بل إن كلمة أخطاء هي قليلة في وصف هذه الجرائم التي أشعلتها إدارة أوباما في العديد من الدول العربية . إن صمت إدارة أوباما على ما يحدث من قتل وجرائم يومية في سوريا جعل روسيا التي تتطلع أن يكون لها دورا في العالم العربي تتدخل بل من أجل حماية نفوذها ومصالحها، بل إن التدخل الروسي في المنطقة العربية له أبعاد كارثية على الوطن العربي برمته في مقابل مكاسب تحققها روسيا في أن يكون لها موضع قدم في العالم العربي، وها نحن اليوم نرى الأوضاع الأليمة والصعبة في سوريا، ونرى التدخلات الغربية في ما يحدث في سوريا،أما ما يحدث في العراق واليمن فهي ليست بعيدة عن عيون الإدارة الأمريكية بل إن مراكز الاستخبارات ومراكز صنع السياسات في أمريكا تعد تقارير يومية عن ما يحدث في العراق واليمن . إن السنوات الثمانية الماضية في حكم أوباما خلفت الكثير الكثير من الأخطاء الكارثية بحق عالمنا العربي وبحق العالم أجمع؛ ولم تساهم الإدارة الأمريكية يوما في وقف شلال الدماء في عالمنا العربي، بل ولم تساهم في نشر السلم والأمن العالمي، والأمر ليس مقصورا على العالم العربي، بل إن الولايات المتحدة الأمريكية شاركت في دعم مخططات الانقلاب الأخير في تركيا، ولما فشل هذا الانقلاب أعلنت الإدارة الأمريكية مؤخرا استنكارها لهذه المحاولة ودعمها للديمقراطية في تركيا . إن تركة الرئيس أوباما ثقيلة، وهناك الكثير من الصعوبات والعقبات ستواجه الرئيس الأمريكي في السنة الأولى من حكمه و في المائة يوم الأولى فأمامه الكثير من القضايا الهامة أهمها العلاقات مع روسيا، والتجارب النووية في كوريا الشمالية والعلاقات مع إيران والأحداث الجارية في عالمنا العربي، والعلاقات مع الكيان الصهيوني وسط مواصلة الكيان جرائمه بحق الأرض والإنسان في فلسطين وغيرها من القضايا الهامة . إن المتابع لخطابات الرئيس الأمريكي الجديد (ترامب ) خلال حملته الانتخابية يشعر أن سنوات حكمه ستكون سوداء على العالم، وستزداد المعاناة والآلام أكثر ولن يمتلك الحكمة للتعامل مع الكثير من القضايا، ولكن ستكون هناك خطوط حمراء لا يجب أن يتجاوزها الرئيس الأمريكي في التعامل مع القضايا، وأبرزها حماية الكيان الصهيوني وضمان أمن (إسرائيل) وهذا ما تعهد به ترامب مرارا وأكد على العهد الأمريكي في حماية الكيان، بل إن الإدارة الأمريكية ضعيفة في الضغط على الكيان في وقف بناء المستوطنات أو فرض أي قرار يلزم الكيان بوقف بناء الاستيطان أو وقف مصادرة الأرضي في الضفة والقدس أو وقف مخططات تهويد المسجد الأقصى، وسيعمل ترامب على دعم الكيان في كافة القرارات التي تتعلق في التعامل مع الفلسطينيين والعرب . إن الأخطاء الكارثية التي ارتكبتها إدارة أوباما بحق أرضنا المحتلة وبحق العالم لن يستطع (ترامب ) أن يصلحها أو أن يجد لها حلول، بل إن سياسية ( ترامب ) ستتماشى مع ما تتطلبه المصالح الأمريكية في العالم العربي وما يحمي نفوذ الأمريكان ويحمي أمن الكيان الصهيوني في ( الشرق الأوسط ) . |