|
سحر النتشة.. حبس منزلي وفعلي والتهمة "حب الاقصى"
نشر بتاريخ: 06/01/2017 ( آخر تحديث: 06/01/2017 الساعة: 11:00 )
القدس- معا- التواجد في المسجد الأقصى ومحبته كان سبباً لاعتقال السيدة سحر النتشة (48 عاماً)، وعزلها 11 يوماً في السجن الانفرادي، إضافة الى الحبس المنزلي وصولا الى السجن الفعلي. عزل انفرادي وتضييق.. أما المدة الأطول والأصعب على السيدة النتشة فكانت بالاعتقال والعزل الانفرادي مدة 11 يوماً، وذلك بتاريخ 21-3-2015 بالقرب من باب حطة، حيث تعرضت للتحقيق 6 مرات وتناوب على ذلك 8 محققين وتنقلت من سجن الرملة الى المسكوبية بسيارة البوسطة. وعن ظروف السجن والتنقل قالت النتشة :"تعتبر البوسطة مأساة بحد ذاتها، بسبب منع شرب الماء أو الذهاب الى دورة المياه، عدا عن القيود بالأيدي والأقدام طوال الوقت ويستمر ذلك لساعات طويلة". وقالت :"مررت بظروف صعبة، فلم أشرب الماء ليومين، وكانت الفرشة رقيقة وسيئة (أقل من 2 سنتيمتر) ومبللة ورائحتها عفنة، وبداخل الغرفة يتواجد الحمام المتسخ بفعل القاذورات وعظام الدجاج، لكني أخذت قوتي من القرآن الذي لم اتركه". وأضافت :"خلال اعتقالي تمت مداهمة المنزل ومصادرة الأجهزة والهواتف، وتم فحص جميع ما صودر، لكن ذلك كان محاولة لتضخيم الموضوع، وقد تركز التحقيق على الصور التي اقوم بالمشاركة لها والأختام عليها على صفحة الفيسبوك، كما تم التحقيق عن نساء اخريات". ولفتت النتشة أن المحققين ركزوا على صورة قديمة نشرتها على صفحتها لعمليات (دهس وطعن والقاء حجارة)، مؤكدة خلال التحقيق أن حسابها "الفيسبوك" تعرض للسرقة وتم وضع الصورة وهي لم تنته لذلك، حتى حقق معها حولها. الحبس المنزلي.. وبعد ذلك أفرج عن النتشة وبقيت في الحبس المنزلي المفتوح حتى صدر الحكم عليها نهاية شهر تشرين ثاني الماضي، بالسجن الفعلي لمدة 3 أشهر. وخلال الحبس المنزلي عقدت حوالي 8 جلسات بين تأجيل ومرافعات وقراءة لائحة اتهام. والى ذلك تقول السيدة النتشة :"الحبس المنزلي تدمير للنفسية وكأنك تعيش في عالم آخر، في إحدى المرات خرجت من المنزل الى المحكمة، شعرت بحزن شديد بالوحدة والغربة وأنا في المدينة، لم اتمكن من الذهب الى الطبيب للعلاج، أبنتي أنجبت ولم اتمكن من الذهاب معها، زوجي ذهب الى المستشفى يومين ولم اتمكن من التواجد معه والعناية به، وابني كان طالب بالثانوية العامة ولم اتمكن من التواجد في حفلة تخرجه من المدرسة". وأشارت أن الاحتلال منعها من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والهواتف الذكية، كما منعها من التواصل مع الصحافة، طوال فترة الحبس المنزلي (8 أشهر). وأكدت أن الحبس المنزلي يأتي للحد من حرية الكفيل، وهو ليس لشخص فقط إنما لاسرة كاملة. السجن الفعلي.. وتستعد النتشة لقضاء مدة 3 أشهر في الحبس الفعلي، وهي فترة تعتبر من أصعب فترات حياتها، لأنها ستترك عائلة خلفها بحاجة لرعاية واهتمام، وستبعد عن الأقصى. وتقول :"سأترك بيتي وزوجي المريض وأترك الاولاد..اعتقالي ظلم.. لماذا اعتقالي والحكم علي فقط لاني اتواجد في المسجد الأقصى..". وتؤكد النتشة أن الحكم والحبس المنزلي لم يكسر أرادتها لأن الأقصى هو العقيدة، لكن أكثر ما ستفتقده هو تواجدها في الأقصى والتمتع بروحانية الاقصى". وأوضحت ان ابعادها عن وملاحقة حلقات العلم التي كانت تعقد في المسجد الاقصى أدى الى تفكك "أسرتها" الثانية، لأنها تعتبر نفسها مع أخواتها المشاركات في حلقات العلم أسرة واحدة، هدفها تعلم القرآن والتجويد والصلاة في الأقصى، مشيرة أن الذهاب الى السجن بمثابة الذهاب الى مجهول. معنويات عالية رغم تضييق الاحتلال.. ورغم تعرضها للاعتقال والحبس المنزلي وصولا الى السجن الفعلي، عدى عن التهديدات والتهم، والتضييق على زوجها المريض بحرمانه من "تأمين العجز" كونه يعاني من تلف بالأعصاب، الا أن معنوياتها عالية. وقالت :"أوصي الاولاد بأن يهتموا بأنفسهم وبوالدهم، وأوصتهم بالتماسك خاص أن غيابها كأم سيترك أثراً كبيراً، وهو ما يهدف اليه الاحتلال، لأن الأم اساس كل بيت وأسرة، وباعتقالي يفككون الأسرة"، كما أوصتهم بزيارة الأقصى والصلاة فيه. السيدة سحر النتشة أم ل6 بنات وأبن واحد (اكبرهم 28 عاماً وأصغرهم 14 عاماً)، ولديها 12 حفيداً. ولم يكتفي الاحتلال بالحكم على السيدة النتشة بالسجن لمدة 3 أشهر، إنما أعاد فتح ملف "الاعتداء على عضو الكنيست عن البيت اليهودي "شوليه معلم رفائيلي" ومن المفترض أن تعرض على المحكمة مجددا، حيث تصدت مجموعة من المصلين لعضو الكنيست لدى صعودها الى ساحة قبة الصخرة بالهتاف وحينها اعتقلت النتشة وتعرضت للاعتداء. تقرير ميساء ابو غزالة |