|
باريس عاصمة الانوار على هامش مؤتمر الدول المانحة لفلسطين
نشر بتاريخ: 17/12/2007 ( آخر تحديث: 17/12/2007 الساعة: 11:35 )
باريس- تقرير معا- جئنا الى باريس بدعوة من وزارة الخارجية الفرنسية لتغطية فعاليات مؤتمر الدول المانحة للدولة الفلسطينية والذي يعقد في باريس اليوم 17/12/2007.
باريس مدينة الانوار كما أسماها اهلها, ليس بها فرق بين ليل او نهار فهي مدينة تعج بالحياة وبحكم قرب اعياد الميلاد المجيدة تراها مضاءه في كل مكان. في باريس الاف المقاهي فأهلها يعتبرون ذلك جزءاً من الثقافة العامة بحيث تراهم رجالا ونساءً شيبا وشبانا يجلسون على المقاهي يشربون القهوة ويتحاورون مبتسمين مشعين بأمل الحياة ونورها. وعند منتصف اليوم اي في حوالي الساعة الثانية عشر ظهرا تتحول هذه المقاهي فجأة لتقديم وجبات سريعة لمواطني باريس. لا يكاد يخلو شارع من عشرات المقاهي, بل يمكن القول لا يكاد يخلوا جزء من الشارع من مقاهي والغريب ان جميعها يؤمه الناس كل يوم وتفتح ابوابها حتى منصف الليل جميع ايام الاسبوع. باريس أيضا مدينة الانفاق او ما يسمى بالقطار الارضي وبها خمس منظومات مختلفة فوق بعضها البعض اذ تضطر احيانا ان تنزل تحت الارض لحوالي مئة متر لتصل الى قطارك وهي مركبة ولها الوان مختلفة منها الاحمر والازرق والاخضر وغيرها. الباريسيون يعلمون كيف يستخدمون هذه التكنولوجيا في المواصلات, بل يمكن القول ان معدل كل باريسي ان يعيش يوميا من ساعتين الى ثلاث في هذه الانفاق ليذهب الى عمله ويعود, والغريب انها مزدحمة بشكل لا يوصف, وبالتأكيد فسرها في متناول الجميع حيث بامكانك شراء كارت بمئة يورو لاستخدامه طوال الشهر مهما كان عدد المرات التي تستخدمه. ومؤخرا عمدت شركة المواصلات لتوفير دراجات هوائية يستخدمها الذين سيسيرون لمسافات طويلة وتجد لها مصفات في كل شارع. في باريس حاولت الحكومة منع التدخين في الاماكن العامة العام الحالي, الا ان الامر لم ينجح وعليه فان هناك محاولة اخرى مع بداية العام القادم تحت طائلة المسؤولية الا ان الفرنسيين شعب يعشق التدخين. في باريس لا يعرف الملل طريقه اليك فانت تعشق بها كل شيء فهي جميلة وأهلها بشوشين مبتسمين يزيدهم جمالا اخلاق عالية, وفي باريس لا خوف على العربي من اللغة فالكثيرون يتحدثون العربية لانهم من اصول عربية وكذلك الانجليزية اما اجمل ما في باريس فتلك اللغة الفرنسية التي بها تصرف خاص بالادب وأكثر كلمة سمعتها منذ وصولي اليها منذ خمسة ايام كلمة "بردون" اي اسف- بالعربية- الا ان الباريسيين الذين سألتهم لم يكونوا يعلمون عن مؤتمر المانحين لفلسطين شيئا فهذا امر (السياسة) لا يعنيهم, وكم اغبطهم على ذلك. |