وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

السوبر سياسي

نشر بتاريخ: 09/01/2017 ( آخر تحديث: 09/01/2017 الساعة: 15:32 )
السوبر سياسي
الكاتب: عوني المشني
هناك سوبر مان وسوبر باور وسوبر ستار ، وايضاً يوجد سوبر سياسي أيضا . السوبر سياسي شخص استثنائي ، لا يجوز النظر اليه من خلال معايير العامة " الرعاع " ، انه طفرة لا تحكمه قوانين الخلق والتطور ، انه مطلق الحقيقة ومطلق الإنجاز ومطلق العدالة ومطلق المنطق ومطلق الانتصار ومطلق المطلق
السوبر سياسي ينتصر دون حرب ، يقاتل دونما جيش ، يحرر وطن دون ان يخرج الأعداء منه ، يحتفل بالاستقلال دونما استقلال ، يقيم دولة دونما سيادة .
السوبر سياسي يبيع الوهم لشعبه ويشتري الوهم من أعداء شعبه وما بين الفرق في الوهم في سعر البيع والوهم في سعر الشراء يحقق الثراء والشهرة والجاه والمجد ، يستخدم أنصاف الحقائق ليمرر أنصاف الاكاذيب ، يتصرف في السياسة كتاجر وفِي التجارة كلص
السوبر سياسي يكتب مجده بدم الآخرين ، الوطن هو الخيار الثاني دوما في أولوياته ، بانتصاراته تتعمق هزيمتنا كشعب ، وبإنجازاته نبتعد عن احلامنا اكثر .
السوبر سياسي يفاوض بدون اعتبار لميزان القوى ، المفاوضات شطارة شخصية ، يقدمون أوراق قوتهم كعربون محبة قبل التفاوض ، لا يجيد استخدام إمكانيات شعبه في المفاوضات وإنما يجيد توظيف المفاوضات لانتزاع تلك المقومات من شعبه .
السوبر سياسي يعتبر الصدق سذاجة ، والثبات على الموقف دوغمائية ، والديمقراطية لعبة سخيفة ، والقانون عائق امام طموحاته
السوبر سياسي صالح لكل المراحل ولكل الازمنة ولكل المهام ، هو معيار الحقيقية ومعيار الوطنية ومعيار الأخلاق ، كلامه لا يناقش ومسلكه لا يناقش
السوبر سياسي يتحالف مع الشيطان من اجل مصالحه ، يبرر الخيانة ويعتبرها وجهة نظر ، يبيع حلفاءه عند اول منعطف ، يحمل الشيطان بيد والملاك باليد الاخرى .
السوبر سياسي لا يتوانى عن ارتكاب اي مخالفة من اجل ان يحقق مصالحة وأي جريمة من اجل ان يحافظ على مصالحة ، وأي خيانة من اجل ان لا يفقد مصالحه
السوبر سياسي لا قيمة ولا لون ولا شكل له . تنبع قيمته من موقعه الذي يشغله ، وياخد لون الموقع الذي يشغله ، وياخذ شكل الموقع الذي يشغله
السوبر سياسي يكمن نجاحه في فشل الآخرين ، يعرقل الخيول السابقة له كي يسبقها ، يُطفئ الشموع المضاءة كونه يعجز عن اضاءة شمعة
السوبر سياسي لا يجيد الاختلاف ، لا يعترف بالاخر ، لا يجيد العمل مع الكبار فيختار الصغار دوما ليرى ذاته كبيرا مقارنة بهم
السوبر سياسي لا يقرأ ديستوفسكي كي لا يعرف عقاب الجريمة ، ولا يقرأ شكسبير كي لا يكتشف الشبه بينه وبين بروتس ، ولا يقرأ كافكا كي لا يرى ذاته بين السطور
السوبر سياسي لديه دوما ما يبرر وجوده ، فالازمة ان لم يصنعها يصبح هو ذاتها ، وإذا ما حل الأزمة فانه يحلها بازمة اخرى اكبر منها ، يختلق الأزمة التالية قبل ان يحل الاولى
، وعندما لا يجد أزمة يصنعها يصبح ذاته أزمة
السوبر سياسي يصمت حيث يجب الكلام ويتكلم حيث الصمت فضيلة ، ضعيف يحث يفترض القوة قوي حيث الضعف رحمة ،
حكيم حيث الحكمة استسلام متمرد حيث التمرد تسلط .
ملاحظات : اي تشابه بين تلك الصفات وشخوص في الواقع هو من باب الحتمية الغير مقصودة ،، فسواء كان الفكر هو انعكاس للواقع او ان الكلمة قد سبقت التكوين فان التشابه يبقى ضرورة وان بان وكأنه صدفة .