|
رحل أبو علي .. وأبقى وجعه فينا
نشر بتاريخ: 10/01/2017 ( آخر تحديث: 10/01/2017 الساعة: 18:18 )
بقلم : عصري فياض
كثيرا ما كان يستوقفني على قارعة شوراع المدينة التي أحب،والحديث في الرياضة،لكن، آخر وقفتين كانتا، بعيد انتخابات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم،حيث كان مستبشرا ببداية تحرك جديد للنهوض بالحركة الرياضية الكروية في المدينة والمحافظة، وكان مضيئا بتفائله،لدرجة انه حرّك فيّ القليل من الامل بالرغم من يأسي العميق، قال سنشكل لجنة رياضية، وسيكون لي دور هام فيها وسنعمل من جديد، وفي الثانية قبل وفاته بأيام، سألته : هل من جديد، فرد بلسان متشائم لا جواب اضافته الى ما عندي من مخزون سنوات من الوقوف في المربع الاول.......... لقد كانت بداية معرفتي به من الزاوية الاعلامية الرياضية في العام 1991، عندما تم انجاز ملعب بلدية جنين وفرشه بالسجاده الخضراء الطبيعية حينها، اجريت معه مقابله عن اتمام الملعب والاستعداد لافتتاحه، فوافاني بكل التفاصيل، وكان لا يغادر شاردة ولا وراده الا وألأم بها، ولا زلت احتفظ بنسخة عن ذلك اللقاء حتى هذا اليوم، كان وجعه الدائم الملعب البلدي، فقد كان مديره لمدة تزيد على 23 عاما، وكان من أوائل من اجرى الكرة على الملعب المذكور في العام 1954، وكان ايضا من اوائل من جرى عدوا لمسافات قصيره على مضماره الترابي حينها، لقد حفر الملعب في ذاكرته حياة وعشرة استمرت لستين عاما،وما أن دخل الملعب البلدي في جنين " ملعب الشهيد ياسر عرفات" ازمته قبل ثماني سنوات، حتى كان يتابع كل تحرك من أجله، سواء كان في لجانه المتعددة، او من خلال تواصله مع اصحاب المسؤولية، وإبداءه لوضع معرفته وخبرته كونه عمل سكرتيرا لبلدية جنين فترة طويله لتحقيق غاية إعادة تاهيل هذا الملب الذي لا زال ينتظر. رجل أبو علي، عن عمر ناهز الخمسة والسبعين عاما، وفي نفسه غصة رياضية ، شكلتها ضياع ذلك الملعب الذي اضحى قضية اللاعبين والاندية والجماهير، ولم يأتي الافق ببصيص أمل في بداية غنفراجه لهذه القضية.. رحل أبو علي الرياضي الذي ما تخلى يوما عن علاقته بها، تواصلا وخدمة ومتابعة وحضورا وغيرة وعشقا لمدينته واهلها، فكانت جنازته المهيبة على امتداد طريق الراحلين من باب المسجد الكبير الى الطريق المطل على المقبرة الغربية حيث وري الثرى الى جانب من سبقوه في الحب والاخلاص لمدينتهم المضحية والمظلومة. رحل أبو علي، وترك لنا ارصفة الشوارع دون صوت وحرارة أبو علي،كانت أكثر العبارات ترددا هي " الملعب"... هذا الوجع، وهذا الحلم،الذي قضى قبل أن يطمئن عليه... رحل أبو علي رحيل القلقين، لكنه وقبل أن يسلم روحه لبارئها، ترك لنا نحن معشر الرياضيين وجعه الدائم... وكأنه روحه الطاهرة تقول..."هذا ملعب ابنائنا فلا تنسوه، ولا تهموله، ولاتتوانوا عن السعي الحثيث من أجل أن تستكملوه" لله درك يا حاج خالد...كم هو ميثاق غليظ الذي اوصيتنا به،وسيكون يوما تاريخيا في حياة المدينة الرياضي عندما نقف على بساطه الاخضر في افتتاحه الجديد، ونهدي لروحك وروح من سبقوك الفاتحة ونزف لارواحكم البشرى بإستكمال الحلم، ورحيل الوجع، والوفاء للامانه والوصية. |