|
النور باخر النفق
نشر بتاريخ: 11/01/2017 ( آخر تحديث: 11/01/2017 الساعة: 15:14 )
الكاتب: يحيى أبو قمر
في إحدى الأيام كنت اتجول في طرقات التيه ليلاً، وظللت الطريق، واذا برجل عجوز مضي عليه الدهر، فسألته وأنا ارتجف، أين مدينتي .. !! إين أنا ...
فأشار الي نفق مظلم، فظننت أنه يريد أن يرسلني للهاوية، فعدت أدراجي، فوجدته أمامي وأصر بأنه طريق آمن والأقرب لمدينتك واهلك، وأكد أنه منير، فسلكت الطريق المظلم، وانا ارتجف خوفا، واذا ببصيص الامل.. نور باخر النفق ، فتنفست تنفس الصعداء ... فاذا بأنوار مدينتنا وشوارعها العتيقة...... مضى على اتفاقيتي مدريد وأوسلو ربع قرن والمفاوضات مستمرة حول خيار الدولتين,والمفاوض الفلسطيني يسعى لتحقيق دولة فلسطينية على حدود الأراضي التي احتلت عام 1967م,والقدس الشرقية عاصمة لها,وتقدر هذه المساحة بحوالي 22% من مساحة فلسطين التاريخية , والكيان الصهيوني يراوغ بهذا الخيار, ويريد التطبيق للدولة الفلسطينية على آليته ومقاييسه، ويحاول ويفاوض من اجل الوصول إلى:- 1- الاعتراف بهودية اسرائيل. 2- إعطاء الفلسطينيين دويلة ضعيفة ومشرذمة منزوعة السلاح. 3- مصادرة معظم مصادر المياه والثروات . 4- تبادل الأراضي والسكان من اجل الحد من التعداد السكاني الفلسطيني. 5- دولة منزوعة السلاح والقوة العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية. 6- التنازل عن حق العودة وعن أرض فلسطين التي احتلت عام 1948م. خيار الدولتين قابل للتطبيق ضمن مواصفاتهم ومقاييسهم. وهموم المفاوض الفلسطيني يسعى لتطبيق الثوابت الفلسطينية وهى كالتالي :- 1- دولة فلسطينية كاملة السيادة على الأراضيالتياحتلت عام 1967م. 2- القدس الشرقية عاصمة لها. 3- حق العودة للاجئين والتعويض. سواء طبق خيار الدولة الفلسطينية على مواصفات الكيان الصهيوني أو بناء على الثوابت الفلسطينية.!!!!! هل هذه هي فلسطين ؟؟ ......أين حيفا ويافا..... ولنفترض :- وافقت اسرائيل والمجتمع الدولي على تنفيذ كافة الثوابت الفلسطينية:- 1- الدولة الفلسطينيةعلى أراضي عام 67 التي مساحتها 22% من مساحة فلسطين التاريخية,أين يافا وحيفا. وهل نتنازل ونسلم بأرض فلسطين التاريخية للكيان الصهيوني ؟؟ 2- غزة والضفة الغربية : كيف يمكن ربط التواصل ما بين غزة والضفة المنقسمة جغرافيا واجتماعيا، كيف سيتنقل أبناء الشعب والحكومة بحرية وكرامة ؟ هل القطار أو الخط الآمن والمقترحات الأخرى .... ، وسيكون المرور عبر دولة الكيان تتحكم به حيثما تشاء.. هل هذا هو الحل ؟، هذا شيء مضحك ومبكي في آن واحد. 3- القدس: القدس تعاني من خطر التهويد ،وعدد اليهود بالقدس أكثر من العرب، ومحاطة ببحر من الاستيطان يحاصر خاصرة وقلب القدس كيف سنتخلص من هذا الخطر. 4- حق العودة والتعويض : معظم أبناء الشعب الفلسطيني من اللاجئين، وحوالي 66.7% من سكان غزة لاجئون، وحوال 26%من سكان الضفة لاجئون، وغالبية الفلسطينيين بالشتات هم لاجئون، ومخيمات اللاجئين بالشتات تفوق مخيمات الداخل. إذاً في حال تطبيق حق العودة سينتقل معظم الشعب الفلسطيني إلي دياره التي هجر منها، وسيبقى جزء بسيط من الفلسطينيين في أراضي عام 67،كيف ستقام دولة فلسطينية ومعظم شعبها لاجئ وسيعود إلى دياره، حتى أصحاب القرار الفلسطيني معظمهم لاجئون، اذاً لمن ستقام الدولة ؟؟؟. وبحالة تطبيق حق العودة للاجئين، سيشكلون اغلبية، وضمن انتخابات ديمقراطية سيفوز الفلسطينيين، وبذلك سيكون عندنا دولتين فلسطينيتين ، الأولي داخل اراضي الـ67، والثانية على أراضي 48.. هنيئاً للجامعة العربية سيزداد عدد الدول العربية. ولماذا لم نختصر الطريق ونسلك طريق النفق الذي ينتهي بالنور وتكون دولة واحدة، لنبدأ بالمقاومة من أجل إنهاء الفصل العنصري ، وتحقيق حقوق الانسان والحرية والعدالة والمساواة. ونناضل من أجل دولة ديمقراطية واحدة، والفلسطينيون يشكلون عدد أكثر من اليهود وبانتخابات ديمقراطية ستكون الدولة لأصحاب الحق، دول أوروبا والعالم المتحضر يعيش على ارضها مواطنون من عدة قوميات وجنسيات واعراق وديانات مختلفة، ودولة جنوب افريقيا أكبر مثال الكل يعيش بحرية وبأمن وسلام واستقرار ومساواة وعدالة. |