|
حماس بقلم رصاص
نشر بتاريخ: 13/01/2017 ( آخر تحديث: 13/01/2017 الساعة: 18:41 )
الكاتب: محمد اللحام
يبدو أن حركة حماس تراهن على أنها مصدقة ومنزهة عن الخطيئة، وهي صاحبة الذاكرة والذكرى دون سواها، وتتعامل وفق ذلك دون أن نعرف هل هي تدرك أم لا تدرك أن هذه الوضعية أحد مراحل الحالة المرضية في علم النفس، والتي تؤدي بصاحبها لهاوية الجنون. حركة حماس وسلسلة من التصريحات والبيانات، تكشف عورة منسوب الكذب والتضليل الذي تمارسه في خطابها المرتجف جدا في الآونة الاخيرة، أمام حقائق معاشة يسهل دحض الرواية الحمساوية التي لم تجد من يشتريها سوى من لف لفيف حماس من انصار ووسائل إعلام.من أبرز التصريحات في أزمة انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة، والذي تديره وتدوره حماس، تأتي على القول بان الازمة تتحملها حكومة الرئيس عباس المسؤولة عن الشركة، وفي نفس الوقت تمنع وتقمع حد اطلاق النار كل متظاهر يخرج صارخا بحقه بالكهرباء في مفارقة غريبة. وخرجت معظم قيادات حماس لتقول: اننا على جاهزية لتسليم ملف شركة الكهرباء لحكومة الرئيس ولكن بشروط!! ماذا نفهم؟! هل هنالك عاقل بالغ راشد عنصر قائد في حماس يفسر لنا التناقضات ويجيب على سؤالنا ؟ اذا كانت الشركة مسؤولية الرئيس فكيف تريد ان تسلمها حماس للرئيس؟! واذا كانت هي من تنفي ادارتها ومسؤوليتها عن الشركة كيف تعلن استعدادها لتسليمها للرئيس !! حماس تتعامل مع الجمهور الفلسطيني على ان ذاكرته قصيرة، وان التاريخ مكتوب بقلم رصاص يسهل عليها مسحه وإعادة كتابة ما تريد كيفما تريد حتى بالتدليس، ان الاسلام دخل فلسطين معها وان النضال لم يكن قبلها وهي صاحبة الطلقة الاولى في الثورة ضد الاحتلال كما جاء في ادبياتها الجديدة، وانها صاحبة اول عملية وهذا يذكرنا بالدكتور محمود الزهار عندما شغل منصب وزير الخارجية وزار الصين وقال بمعنى "فتحنا الصين" وكانت حركة فتح قد نسجت علاقات مع الصين وافتتحت مقرات فيها قبل انطلاقة حماس بربع قرن. محاولة حماس اعادة صياغة الوعي والثقافة وفق مقاصاتها فشلت فشلا ذريعا ومريعا، لان الوعي الجمعي للشعب الفلسطيني اكبر بكثير من "نطنطات" حزبية مراهقة تتاجر بالحالة الجمعية لحساب حالة حزبية تبيع الوهم، عبر استبدال مصطلح وحقيقة عدوان الاحتلال على الشعب الى مصطلح انتصارات جلبت الدمار والخراب. التذاكي "الاستعباطي" لدى حماس دفعها لتسيير مظاهرات في ملف الكهرباء وإحراق صور الرئيس، املا منها بتسويق بضاعة تالفة وكمحاولة للالتفاف على الغضب والسخط الشعبي على دكتاتوريتها بالحكم بالحديد والنار وضمن ثقافة قلم الرصاص الذي لن يمحي من ذاكرة الناس محاولات الحزب الوطني في مصر من حرف بوصلة الجماهير بواقعة الجمل وغيرها من الاساليب التي فشلت في اسكات صوت الناس الذين كسروا حاجز الصمت في ملف الكهرباء وصرخوا بوجه حماس، بأننا لن نسكت بعد اليوم رغم كل اشكال التخويف. فحماس بقلمها الرصاص واهمة، وبرصاصها الموجه للناس خاسرة. |