|
أيهم
نشر بتاريخ: 16/01/2017 ( آخر تحديث: 16/01/2017 الساعة: 15:57 )
الكاتب: رامي مهداوي
كنت أتابع خلال الإسبوع الماضي جريمة قتل الطفل أيهم قزمار، والمجتمع عبر عن غضبه من خلال وسائل التواصل الإجتماعي، وتسابقت أشباه المواقع الإخبارية بحصد الأخبار العاجلة، والقصص الخيالية الصفراء التي تضر أكثر مما تنفع، مما أدى الى إطلاق الشائعات المسيئة التي تنتشر كنار في الهشيم.
وكما قال لي أحد أقارب الضحية" هناك روايات كثيرة يتم تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولكنها ليست دقيقة و لا تتضمن تفاصيل كثيرة، فقط فكروا بعقولكم قبل ان تكتبوا او تحكموا و اننا على استعداد لاستقبال ايا كان ليقف على حقيقة ما جرى بعينيه . فقط اعرفوا التفاصيل و الحقائق قبل ان تكتبوا او تطلقوا احكامكم". دائماً_للأسف_ نقتل الضحية أكثر من مرة كما ذكرت في مقالات سابقة، لكن المبكي في الأمر بأن النخبة_ بالمفهوم العام_ المتواجدة في وسائل التواصل الإجتماعي متفاجأة من الحدث بل مصعوقة، وذلك إما بسبب ضعف البصر في رؤية الواقع الذي يعيشه المجتمع بشكل عام، أو غيابهم الدائم عن ملامسة الأحداث اليومية التي يعيشها الفلسطيني سواء كان في مخيم جباليا، يطا، قلقيلة، الأغوار، خانيونس، طوباس، الرام وكفر عقب وحتى في الشتات ومخيمات اللجوء.......الخ. في واقعنا الحالي هناك المئات من أطفالنا يعيشون في واقع مؤلم، نراهم بشكل يومي وكأننا لا نراهم، كأنهم أشباح بيننا في الشوارع عند إشارات المرور، في سوق الخضار والفواكه، في المستشفيات والمحاكم، حتى في نشرة الأخبار والصحف. تشير التقارير السنوية لشبكة حماية الطفولة في الاعوام 20142015 أن عدد الاطفال الذين تعرضوا لشكل من اشكال الاعتداء الجنسي او الاعتداء الجسدي او الاستغلال الاقتصادي او الاهمال وسوء المعاملة قد بلغ 1010 اطفال منهم 572 ذكور و 438 اناث. عائلات كثيرة أعرفهم بشكل شخص يبحثون لأطفالهم فقط خبز ودواء وملابس تقيهم من البرد القارص. أطفال كثر أعرفهم بشكل يومي من ذوي الإعاقة يبحثون على ضوء أمل يتمثل في إبتسامة أو هدية أو حتى "مشوار" خارج إطار المؤسسة سواء كانت العائلة أو الجمعية للتأهيل. عائلات كثر لديها العديد من الأطفال من ذوي الإعاقة أو مرضى بمرض مزمن، فأين نحن منهم؟ ام نكتفي متى سيولد الخبر العاجل؟! تعاملنا مع الطفولة الفلسطينية يجب أن يخرج من إطار المؤسسات الدولية وحتى المحلية، الى التعامل اليومي الواقعي حالة بحالة وبأسرع وقت، وعدم الإكتفاء فقط بالتقارير والأرقام لواقع الطفولة؟! فالأطفال اليوم بحاجة فعل يومي ومباشر، وهنا يأتي دورنا كمجتمع بشكل فردي بالتكاتف بالحالات التي نعلم بها، من أجل تقديم يد العون بشكل سريع أولاً ثم إستراتيجي مع جهات الإختصاص. أيضاً هناك العديد من الحالات المعدومة لأطفالنا مختبئة بحجة العيب والتقاليد وحتى الجهل في كيفية التعامل معهم، وهذه الحالات يجب التعامل معها كل حسب مسؤوليته وإختصاصه العائلي والمهني وحتى الوطني. هناك أكثر من أيهم أحياء ويحاولون التشبث بالحياة بكل قوة، اذا تركناهم وحدهم فإن الأخبار العاجلة وحدها من ستحصدهم لتنتشر الشائعات مع كل قصة، هذه دعوة الى أصحاب الضمائر الحية للعمل كل في إختصاصه دون الإنتظار، وعلى الجميع أن يتدخل لأن الخير ومد يد العون ليس بحاجة لقرار من أحد. |