|
حصار غزة : بأي حال جئت يا عيد
نشر بتاريخ: 20/12/2007 ( آخر تحديث: 20/12/2007 الساعة: 20:08 )
غزة- معا- اسراء محرم - للعيد بهجته وحلاوته التي تكمن في فرحة وسعادة الأطفال الذين ينتظرون قدومه لحظة بلحظة، ليرتدون ملابسهم الجديدة، وقد ارتسمت البسمة على وجوههم الصغيرة وسط ذويهم وأحبتهم.
فالمنتزهات تمتلئ بضحكاتهم، والسماء تتلألأ بألعابهم النارية، والأسواق تملأها ألعابهم الصغيرة المزركشة بكافة الألوان. هكذا يحتفل أطفال العالم العربي و الإسلامي بعيد الأضحى .. لكن نجد الصورة مغايرة تماما عند أطفال قطاع غزة الذين يمرون بظروف صعبة فلا يجدون في قلوبهم الصغيرة متسعًا للفرحة والابتسامة حتى في أيام العيد القليلة . ويأتي عيد غزة هذا العام بثوب ليس بالجديد ثوب يملؤه الحزن، و السجن، والحصار, فنجد عيون الأطفال ممزوجة بملامح الرعب والخوف، والفرحة والبسمة المسروقة.. , لكن يطل العيد على القطاع بأجواء ملبدة بغيوم الحصار الاقتصادي التي ما زال يعاني منها الشعب الفلسطيني كافة من شباب و أطفال وشيوخ ونساء .. فالطفل سالم المصري 10 سنوات التقت به "معا" أثناء تجولها في السوق ونظراته تتوجه للألعاب وعندما سألته هل أنت فرح لقدوم العيد ؟ فأجاب وتحولت عيناه للأرض وقال " العيد نحنا ما بنحس فيه لأنه ما معنا مصاري والعيد لأصحاب العيد " والعيد هذا العام لم أشعر بقدومه بسبب الحصار على قطاع غزة ووالده لم يعد يعمل مثل السابق . هكذا أصبح العيد بالنسبة للأطفال الفلسطينيين يومًا كباقي الأيام السوداء التي أصبحوا يعيشونها بسبب الاحتلال الإسرائيلي والحصار على قطاع غزة. أجراس العودة : العيد يمر مرور الكرام في ليلة العيد يكون الجو فيه ملئ بالفرح والاحتفال من تحضيرات لكعك العيد وذبح الأضحية والتحضير له كأنه يوم ميلاد جديد , أما الأسرى القابعين في السجون الإسرائيلية يمر العيد عليهم دون نكهة أو طعم أو حتى رائحة فيوم عيدهم يتجسد بالخروج من زنازين السجن الصغيرة لعلهم يجدوا الفرحة خارجها . فوالدة الأسير احمد أبو عمرة (30) عاماً والذي قضى 5 سنوات في سجون الاحتلال تحدثت عن ذكريات نجلها في أول أيام عيد الأضحى ودموعها تنهمر بحرقة على فراقه وبعده عنه قالت "في صباح اليوم العيد كان يستيقظ أحمد ويأتي بعجل كبير ويقوم الركوب عليها وورائه أصحابه لكي يستعدوا لذبحها . بجانب والدة أبو عمر تقف بجانبها طفلتيه حاملين بأيدهم صورة والدهم فالطفلة إيمان 8 أعوام تسأل جدتها متى سيعود أباها من السجن الجدة لم تجد مخرجا لها سوى الكذب الأبيض لتجيب " إن شاء الله العيد الجاي يا حبيبتي بيجي بابا ". وحال الطفلة إيمان كحال الآلاف الأبناء الذين يفتقدون للوالد في يوم العيد سلسبيل هي أصغر أبناء الأسير زكريا الكفارنه والوحيدة التي كانت تتمكن من رؤية أبيها قبل المنع الإسرائيلي الأخير لأهالي الأسرى في قطاع غزة من زيارة ذويهم، وتقول والدة سلسبيل : "أن سلطات الاحتلال وعندما كانت تسمح بزيارة أهالي القطاع في غزة لذويهم كانت تمنع أبناءها الكبار عدا الصغيرة سلسبيل من زيارة أبيهم، حتى بات المنع نهائيا منذ عدة أشهر". بورصة اللحوم تشتعل والأضاحي غائبة : مع بدء العيد تفاقمت أزمة نقص اللحوم واشتعال أسعارها من جراء الحصار الإسرائيلي المطبق على قطاع غزة، لن يتمكن أغلبية الفلسطينيين من شراء أضحية العيد. وقد فشلت محاولات "أبو محمد" في تدبير ثمن خروف العيد الذي اعتاد على ذبحه سنويا في عيد الأضحى، لتعطل أعماله بعد أن شدت إسرائيل الخناق حول المعابر المطلة على القطاع وشلت الحركة التجارية عشية سيطرة حركة حماس على غزة في يونيو الماضي . أما أصحاب محلات اللحوم فهم يعانون أيضا لغلاء أسعار المواشي فقال صاحب محل الشوا " إن بيع الأضحية هذا العام جدا غالي مقارنة بالأعوام السابقة الذي كان الكيلو من لحم العجل ب11 و 10 شيكل أما الآن فالكيلو الواحد بلغ18و19 شيكل وهذا أدى إلى قلة القوة الشرائية مضيفاُ إن أصحاب مزارع المواشي المعروفة في القطاع قاموا بشرائها بسعر أغلى ليقوموا بالتحكم في بيعها ويشهد قطاع غزة نقصاً حاداً في أعداد المواشي، وارتفاعاً هائلاً في أسعارها، علاوة على ما يتداوله المواطنون من عدم بلوغها السن الشرعي للأضحية، مما اعتبروه حلقة جديدة تضاف إلى حلقات الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال على قطاع غزة ومحاولتها القضاء على أدنى مقومات الحياة . |