|
اجتماعات الكابينت في حرب غزة الأخيرة تظهر للعلن
نشر بتاريخ: 24/01/2017 ( آخر تحديث: 26/01/2017 الساعة: 13:24 )
بيت لحم - معا - كشف موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" يوم الثلاثاء جانب من النقاشات التي دارت في المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" قبل بدء الحرب الاخيرة على قطاع غزة وأثناء الحرب، وجاء هذا الكشف بعد تسليم مراقب اسرائيل القاضي المتقاعد يوسف شابيرا تقريره حول الحرب أول أمس لرئيس لجنة مراقبة "الدولة". وتكشف النقاشات التي دارت في هذه الاجتماعات عن خلافات واضحة بين وزراء "الكابينت" وكذلك قادة الجيش والتي كادت تصل لمرحلة الانفجار، وتبين أن حكومة نتنياهو مع الجيش الاسرائيلي لم يكن لديهم خطط واضحة لمواجهة خطر الانفاق الهجومية لحركة حماس، بالرغم من تأكيد الجميع على الخطر الحقيقي لهذه الانفاق والتي قد تساهم في تغيير جوهري في الحرب. وبدأ موقع الصحيفة بالاجتماع الذي جرى يوم 30 من شهر حزيران عام 2014 ذلك اليوم الذي عثر فيه الجيش الاسرائيلي على جثث المستوطنين الثلاثة بعد مرور 18 يوما على خطفهم، وكانت الاجواء في هذا الاجتماع مشدودة جدا في الوقت الذي لم تبدأ الحرب بعد، ولكن في المستوى الأمني الكبير للحكومة الاسرائيلية بدأت فعليا تهب رياح الحرب. وقال الوزير نفتالي بينت "الرد حتى الان ضعيف ودون المستوى على هذه العملية، يوجد في قطاع غزة عشرات الانفاق المعدة لخطف الجنود، وهي ليست هناك حتى تصدأ"، واستخدم هذه العبارة لمهاجمة وزير الجيش موشيه يعلون على تصريحاته قبل حرب لبنان الثانية والتي قال فيها "أن صواريخ حزب الله سوف تصدأ في المخازن". واستطرد نفتالي بينت "يجب اتخاذ الاجراءات على خط التماس"، ورفض وزراء "الكابينت" خطة بينت للبدء فورا وتدخل رئيس الوزراء نتنياهو وقال "الانفاق تشكل تهديدا حقيقيا على اسرائيل ويمكن ان تغير الميزان بيننا وبينهم"، ووجه حديثه لوزير الجيش "بوغي : اطلب منك تقديم خطة غدا تتضمن السيطرة على الفتحات"، رد وزير الجيش يعلون بالقول "يوجد خطة"، فرد نتنياهو "انا لا اعرف هذه الخطة"، وهنا ينتهي الموقع من هذا الاجتماع لينتقل الى الاجتماع الذي جرى في اليوم التالي الأول من تموز وهذا ما جرى فيه: يتضح من الاجتماع الذي جرى في الأول من شهر تموز 2014 بأن الهدف والتوجه كان لاحتواء الموقف، حيث سمعت اقوال من وزير الجيش بوغي يعلون أكثر حذرا ومحسوبة في مواجهة موقف نفتالي بينت الذي طالب بالتحرك الفوري في عملية ضد قطاع غزة، وقال يعلون "حماس ليس لديها نية لتشغيل الانفاق بشكل استباقي، حذار من سوء التقدير"، فرد بينت "في حادث جلعاد شاليط هل كان عندهم سابقة"، فرد يعلون "لا"، هنا تدخل نتنياهو واوضح بأنه حتى الان مع سياسة ضبط النفس "الهدف – الاحتواء" . مع ذلك استمر نفتالي بينت في الدفع نحو عملية فاعلة ووجه سؤال الى وزير الجيش "هل تعتقد بأنه اذا لم نقوم بعمل شيء، هم سوف يحتوون الموقف ؟"، فرد يعلون "نعم"، وهنا تدخل الوزير جلعاد اردان وتحدث متحديا وزير الجيش فيما يخص الخطط العسكرية لمواجهة الانفاق بالقول "على احتلال قطاع غزة وضعت خطة، أجاب بنفسه طبعا لا، على مواجهة الانفاق أيضا لم تضع خطة"، فرد يعلون بالقول "يوجد خطة للانفاق"، قائد الجيش بيني جنتس شارك في النقاش وقال "حماس لا تريد العمل والمواجهة، هم قالوا على اذاعتهم بأنهم ارتكبوا خطأ في عملية الخطف" . اجتماع "الكابينيت" يوم 2 من شهر تموز 2014 والذي كان واضحا فيه وفقا للتقديرات العسكرية والأمنية بأن حماس لا تريد المواجهة وغير معنية بالحرب، حيث قال وزير الجيش يعلون "انا ضد عملية عسكرية ضد فتحات الانفاق، لأن ذلك قد يدفعنا للدخول الى القطاع"، وتدخل رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية افيف كوخافي وقال "هناك عشرات المؤشرات التي تدل بأن حماس لا تريد المواجهة" .
اجتماع يوم 3 تموز 2014 الذي استمر فيه النقاش حول الانفاق الهجومية خاصة مع وجود معلومات أمنية لدى اسرائيل عن نفق هجومي كبير قبالة "كرم أبو سالم"، وهذا النفق ينقل رسائل واضحة عن حماس وما لديها، وهنا يقوم رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو بطرح سؤال على قائد الجيش جنتس لأحدى الخيارات للعمل ضد هذه الانفاق "تفجير فتحات الانفاق هل تعطل استخدام الانفاق ؟" يرد قائد الجيش "لست ادري، قد تعرقل" .
اجتماع الكابينيت يوم 7 تموز 2014 اليوم الفعلي للبدء في الحرب، وقد سبق ذلك اليوم عدة هجمات نفذها سلاح الجو الاسرائيلي ضد بعض الاهداف في قطاع غزة، وكذلك قصف صاروخي من قطاع غزة الى اسرائيل جرى من قبل تنظيمات فلسطينية مختلفة، ويمكن شاركت حماس في عمليات قصف محددة، ولكن يوم 7 تموز كان مختلفا عما حدث منذ اليوم الذي عثر فيه على جثث المستوطنين الثلاثة، فقد بدأت فعليا الحرب وحماس قصفت بعشرات الصواريخ اسرائيل، وبدأت اسرائيل بتجنيد جزء من الاحتياط ومع كل ذلك والتطورات الميدانية فأن وزير الجيش كان يسعى لوقف الحرب والاحتواء، وهذا جزء مما دار في الاجتماع .
اجتماع الكابينيت في 8 تموز 2014 وهو اليوم الثاني للحرب وقامت اسرائيل باستدعاء 40 الف جندي احتياط، واستمر النقاش حول طبيعة العملية العسكرية الاسرائيلية ووسط مطالبات بتوسيعها وهذا بعض ما ورد في الاجتماع : اجتماع الكابينيت يوم 10 من شهر تموز 2014 والذي شارك فيه قائد الجيش في المنطقة الجنوبية سامي ترجمان، لاقناع الوزراء بتطبيق الخطة العسكرية المعدة سلفا في الجيش تحت عنوان "الدفاع المسبق"، والتي هدفها تدمير الانفاق على عمق كيلو متر من الجدار الحدودي مع القطاع، ووقف وزير الجيش يعلون مع قائد الجيش جنتس ضد هذه الخطة، ولم يتبناها "الكابينت" في هذا الاجتماع، وبدأ الجيش الاسرائيلي في عمليته البرية ضد الانفاق يوم 18 تموز، بعد احباط تسلل عشرات المسلحين لحماس من نفق قبالة "كرم ابو سالم"، وهذا ما جاء في الاجتماع : سامي ترجمان "يوجد تهديد استراتيجي يمكن في كل لحظة استخدامه ضدنا، يوجد على الاقل 9 انفاق تجاوزت الحدود ووصلت الى مناطقنا"، نتنياهو "هل يجب الاستمرار بالقصف والنار أو نحتاج لعملية برية ؟"، قائد الجيش جنتس "انا ضد العملية البرية، هناك نتائج جيدة حتى الان، وحماس تتلقى ضربات قوية، والانفاق خطر معقول" .
اجتماع الكابينيت في 27 تموز 2014 والذي كان مسرحا للنقاش الحاد والذي اصبح سمة لاجتماعات "الكابينت" وكان هذا الاجتماع على شفى الانفجار، خاصة بعد قيام الوزير نفتالي بينت بالتواصل مع عدد من ضباط الجيش في المواقع القتالية على حدود قطاع غزة، حيث قال وزير الجيش يعلون بغضب "انت لن تدير لي الجيش، انت لا تأتي من الميدان لتقول لي، ليعملوا كذا ولا يعملوا كذا، هل تسمع ؟" فرد بينت بالقول "انا هنا، عندما لا يقولون الحقيقة"، يعلون "انا اقول الحقيقة"، فرد بينت "حتى الان ليس لدينا علم بوقف اطلاق النار"، فرد يعلون "هل على ان اقدم لك تقريرا"، فرد بينت "بالتأكيد"، ولم يكتف بينت بهذا النقاش الحاد مع وزير الجيش ولكنه توجه بحديثه الى قائد الجيش جنتس وهاجمه بشكل مباشر قائلا "انا اتوقع منكم القدوم الى الكابينت مع خطط عملياتية وروح قتالية، وانا لا اقول خطط لتدمير الانفاق، عليكم ان تكونوا الخيول الراكضة وليس الثيران الكسولة" . |