|
متحدثون: سياسة ترامب تحمل مخاطر تجاه القضية الفلسطينية
نشر بتاريخ: 25/01/2017 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:05 )
غزة- معا - رأى سياسيون و"مثقفون" خلال حلقة نقاش نظمها مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية تحت عنوان " عهد ترامب وتداعياته على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، أن السياسية الأمريكية في ظل الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، تحمل كثيراً من التغييرات على القضية الفلسطينية والمنطقة، مؤكدين على ضرورة إيجاد خطة استراتيجية فلسطينية لمواجهة الانعكاسات السلبية لهذه السياسات على القضية الفلسطينية، في ظل الإعلان الصريح للرئيس الامريكي بأنه يقف إلى جانب إسرائيل في مواجهة الفلسطينيين ودعمه للاستيطان وعزمه نقل السفارة الأمريكية الى مدينة القدس، وتنكره للقانون الدولي والأمم المتحدة.
واستعرض مدير مركز أطلس للدراسات الاسرائيلية عبد الرحمن شهاب، تصريحات ترامب خلال الحملة الانتخابية وفي خطاب التنصيب وإصراره على نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس، ودعمه للاستيطان وتهديداته للخارج، والترتيبات الإسرائيلية لتجميد القرار 2334ــ ونقل السفارة، متسائلاً ماذا يجب علينا فعله كفلسطينيين لمواجهة هذه السياسية الأمريكية في عهد ترامب؟ وما الثمن الذي يمكن أن يدفعه الفلسطينيون والعرب لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مقابل التنازل عن نقل السفارة الأمريكية للقدس؟ من جانبه، أكد النائب في المجلس التشريعي جميل المجدلاوي أن عناصر ومحددات الموقف الأمريكي ثابتة بغض النظر عن هوية الرئيس الموجود، موضحاً ان هذه المحددات تنطلق من ثلاثة محاور هي الالتزام الامريكي بأمن إسرائيل، وأن إسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة هي التجسيد الوحيد للديمقراطية في الشرق الاوسط من وجهة نظرهم، وتأثيرات "اللوبي اليهودي" في أمريكا والمسيحيين الصهيونيين. وشدد على أن هذه المحددات، لا يمكن لأي رئيس أمريكي أن يحيد عنها، وهو ما يعني أنه سواء كان الرئيس هو ترامب أو غيره يمكن أن يحقق الحد الأدنى من طموح الفلسطينيين والعرب. وأكد المجدلاوي، أنه يمكن الحديث عن توجهات "ترامب" من هذه المنطلقات، لذلك الموقف الأمريكي برئاسة ترامب أو غيره، معلن بشأن التسوية على أساس دولة فلسطينية على حدود 67 وأخذ الوقائع الجديدة بعين الاعتبار في إشارة إلى (المستوطنات)، لذلك الهامش هنا يتسع ويضيق حسب ميزان القوى، حسب تعبير النائب مجدلاوي، الذي قال ان الولايات المتحدة الأمريكية على اختلاف طيف قياداتها تعتبر الفلسطينيين مسؤولين عن فشل التوصل إلى تسوية جراء رفض الرئيس الراحل ياسر عرفات أفكار نظيره الأمريكي في حينه بيل كلينتون في كامب ديفيد. وبشأن غزة، اوضح مجدلاوي ان الأمريكان يعتبرون قطاع غزة بعد عام 2005 محرراً لذلك يرون في معاداة قطاع غزة لإسرائيل غير مقبول لأنه "ليس تحت الاحتلال". ورأى النائب المجدلاوي أن لا يضيع الفلسطينيين وقتهم في الحديث عن ترامب وغيره، وأن يركزوا على اوضاعهم لأنهم هم من يقرر ماذا يفعل مع ترامب وغيره. مؤكداً أن الواقع ليس مفروشاً بالورود أمام ترامب لينفذ كل ما جاء في خطابه. خاصة وأن العلاقات الأمريكية مع البلدان العربية تضبطها محددات أبرزها أن لا يصل الأمر مع هذه الدول إلى درجة القطيعة. وأعرب عن اعتقاده أن سياسة ترامب في محصلتها ستراوح ما عهدناه مع السياسات الأمريكية السابقة، مع تعاطف أكبر نسبياً مع إسرائيل. بدوره أشار الكاتب والسياسي د. أحمد يوسف أن فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثار ضجة كبيرة ومعالجات أمريكية وسياسية غير مسبوقة ونقاشات في الشارع والنخب الأمريكية، واثار حفيظة جهات كثيرة في المجتمع الدولي للتهديدات التي أطلقها خلال حملته سواء حول أوروبا أو الصين والأمم المتحدة, لذلك الجميع يعيش حالة من القلق والترقب. وقال:" الجميع يعرف أن الرؤساء في الحملات الانتخابية يتحدثون كثيراً لجلب أصوات الناخبين، وليس بالضرورة أن يطبقوا وعودهم بعد فوزهم بالانتخابات، مضيفاً أن كل مرشح يحاول أن يراعي في خطابه الانتخابي جميع الجهات ليكسب ودها وأصواتها، لكن ترامب خسر الأقليات من أوصل عربية ولاتينية وأفرط في دعم وكسب ود اليهود. وأكد يوسف على أن وعودات ترامب أثارت الشارع الأمريكي الذي لايزال محتقناً في موضوع الرئيس، وأن التجارب السابقة تؤكد أن ليس كل ما يقال يمكن الالتزام به وتنفيذه، مشيرا إلى أن المراجعات الأمريكية بدأت بالأمس بشأن موضوع نقل السفارة إلى القدس، وهذا تأكيد على أن الحملات الانتخابية تبدأ كبيرة ثم تصغر شيئاً فشيئاً، وأمريكا دولة مؤسسات كبيرة، لذلك ليس كل ما يقوله الرئيس يستطيع تنفيذه. ورأى الدكتور يوسف، أن ترامب، وهو رجل أعمال، يفهم في المصالح التجارية أكثر من السياسة، وأن تعييناته الجديدة التي أقرها، هي ما ستبين ملامح ومسارات أمريكا في عهده، موضحاً أنه لا يمكن أن تحدد مسارات السياسية الأمريكية قبل انتهاء فترة الـ 100 يوم. وقال: أن ترامب جاء في أجواء جديدة، وهو لا يحمل أي خلفية أيدولوجية ليتعاطف مع إسرائيل، وهمه كرجل أعمال مصلحة أمريكا دون اللجوء لاعتماد الأيدولوجيات لحل الصراع. مضيفاً أن ترامب قد يفاجئنا بأشياء كبيرة جداً على الرغم من حديثه بلغة تثير القلق، بحسب تعبير د. يوسف، الذي أكد على ضرورة أن يتوحد الشعب الفلسطيني خلف "رجل واحد"، ولا يجوز في ظل وضعنا الحالي (الانقسام)، أن نكون مشتتين تجاه نقل السفارة الأمريكية للقدس، لافتاً إلى أنه منذ العام 1995 وحتى يومنا هذا يتم تأجيل قرار النقل بسبب وجود ضغط عربي ومسيرات قبالة البيت الأبيض ضد قرار النقل. بدوره وصف الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي إسماعيل مهرة، خطاب ترامب بالفاشي، وتساءل ان كان سيذهب لتنفيذ شعاراته أم أنها شعارات تهدف لجلب الجماهير حوله. مؤكدا إن المؤشرات التي تتضح منذ دخول ترامب البيت الأبيض في ال 20 من الشهر الجاري، انه كرر في خطاب التنصيب التزامه ببرنامجه الانتخابي. مضيفاً أن هذا الخطاب فيه تشابه كبير مع خطاب الفاشية الألمانية، التي تقول أن ألمانيا فوق الجميع. ولفت إلى أن ترامب وقع مجموعة من القرارات، منها إقامة الجدار مع المكسيك، وإعادة النظر في الاتفاقية التجارية مع كندا، وإلغائه اتفاقية التجارة العالمية الحرة، وكل هذا يعتبر مؤشراً على أن ترامب ذاهب لتنفيذ ما طرحه في حملته. وتساءل مهرة، " بعد حديث ترامب عن حربه تجاه الاسلام المتطرف، هل ستنجح اسرائيل بإقناعه أن الفصائل الفلسطينية تصنف ضمن هذا التوجه وبالتالي تصبح مستهدفة أمريكياً؟". ولفت إلى أن نتنياهو، اعتاد على تشبيه العمليات الفلسطينية الفدائية بعمليات اسطنبول ونيس وغيرها التي وقف خلفها تنظيم الدولة (داعش). وأضاف، أن ترامب يتحدث وكأنه لا يخضع لضوابط المؤسسة الأمريكية، وكأنها لا تعني له شيئاً. وأشار، إلى أن الفلسطينيين نظرهم متجه إلى موضوع نقل السفارة الأمريكية للقدس، وهذا الموضوع ربما يتم تأجيله وغير مطروح الأن على الأجندة الأمريكية، متسائلاً عن بقية الملفات من الانفلات في التغول الاستيطاني والارهاب الاسرائيلي والانتهاكات اليومية. وأكد أن نتنياهو اليوم، الذي أعلن عن نيته بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في معالية ادوميم وغيرها للتأكيد على أنهم أصبحوا طلقاء بعد رحيل أوباما، يستجيب لضغط اليمين الاسرائيلي المتطرف الذي يعتبر أن ترامب هو رئيس الأحلام بالنسبة لهم وفي عهده لابد أن يضموا المستوطنات الكبرى ومناطق C وغيرها من القضايا الحساسة، لكن نتنياهو هو الوحيد الذي يشعر بالذعر لانه يقف بين دعم المتطرفين له وبين خشيته من المجتمع الدولي. وأكد أن نتنياهو لديه أجندة واضحه وهي فرض أمر واقع بطريقة لا تثير الآخرين، وأن يوصل الفلسطينيين إلى اليأس تدريجياً والتسليم باتجاه السلام العربي أولاً ومن ثم السلام مع الفلسطينيين كتحصيل حاصل. وأكد مهرة، ان ترامب وطاقمه لا يدركون حجم المخاطر، وفي نفس الوقت يعتبر موقف ترامب بمثابة فتاش بالنسبة للموقف العربي، الذي لم يصدر منه موقف واضح من موضوع نقل السفارة للقدس. من جانبه رأى الكاتب والمحلل السياسي توفيق أبو شومر، أن هناك شيئا قديما قد تم تجديده الان، وهو أنه في السابق كان هناك تفكيكاً خلال الاربع سنوات الماضية، الذي طال العالم العربي ومنطقة السوق الاوروبية المشتركة. وقال:" إن هذا التفكيك يعقبه إعادة الاقتسام، والان هذا الاقتسام واقع بين روسيا وامريكا، لأن العالم قبل هذا التاريخ كان يؤثر فيه السياسيون أكثر من الاقتصادين، والان انقلبت الصورة تماماً. مضيفاً أن هدف ترامب هو تحقيق غاية السيادة الاقتصادية. ورأى أن قضية فلسطين وهي المركزية يبدو أن هناك محاولة للتخلص منها وانهاء هذه القضية بالمطلق، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود أطراف متطرفة لأنهم هم القادرون على اتخاذ القرار. أما الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، فقد أكد أن المعادلات السياسية التي منعت الرئيس السابق أوباما من تحقيق شيء، تنطبق على ترامب أيضاً. وقال:" إن وصول ترامب للحكم في أمريكا جسد معادلات جديدة وهي أن السياسة هي اقتصاد مكثف، وترامب بدأ حرباً تجارية اقتصادية قبل أي حرب أخرى، وهذه الحرب هي من ستغير المعادلات العالمية، من انسحابه من نافتا، والباسفيك، واقترابه من المحافظين في بريطانيا، وقيل أن بريطانيا هي التي نصحته في موضوع نقل السفارة للقدس. إضافة إلى أن اليمين واليمني الأكثر تطرفاً بالوصول للحكم في فرنسا، وهناك عناصر ذات بعد اقتصادي. ورأى أن المعادلات الأمريكية حتى الآن غير واضحة، ومن الخطأ رسم سياسات على ضوء ذلك. مشيراً إلى أن التقارب الروسي الامريكي، سيكون فقط في الساحة السورية ولفترة محدودة، ولن يكون مودة وعلاقات جيدة بين الطرفين مستقبلاً. |