وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حماس ضحك جحا

نشر بتاريخ: 26/01/2017 ( آخر تحديث: 26/01/2017 الساعة: 18:53 )
حماس ضحك جحا
الكاتب: محمد اللحام
تقول قصة المثل التونسي "اقبل الناس على جحا وهو يبيع كرات كبيرة من الخيط يصلح للنسيج فاستغربوا من حجمها الكبير وثمنها الزهيد واقبلوا على شرائها وهم يضحكون وهو يقول لهم: " الضحك نهار السدوة وعندما عادوا إلى منازلهم وشرعوا في السدوة وجدوا وسطها كرات الحنضل لفّ جحا حولها قليلا من الخيط". " السدوة هي النول".
وهذا كان حال أغلبية الشارع الفلسطيني الذي اشترى كرات حماس الكبيرة التي سوقتها وغلفتها بألوان المراحل، فمن الغلاف الديني وهو البضاعة الأكثر رواجا، إلى غلاف المقاومة التي فصلتها على مقاس مصالحها، إلى أغلفة الحلول الاقتصادية والاجتماعية لاستنهاض الحالة الفلسطينية وبناء الدولة.
بالنتائج حماس كانت مجرد أوهام مزقت بقايا الوطن بين ضفة وغزة، وقابلت التضحيات الجسام من سكان قطاع غزة بنكران وعذاب وملاحقة وفقر وتشرد حد ركب البحر حيث المجهول.
فالشعب في غزة واجه عدوان الاحتلال الإسرائيلي ثلاث مرات بدموية عالية، خرج منها بحوالي 5 ألاف شهيد وعشرات آلاف المصابين، مخلفة دمارا شاملا على كل الأصعدة، بينما حماس تقول أنها انتصرت! وذهبت لإطلاق أسماء "معركة الفرقان ومعركة العصف المأكول ومعركة حجارة السجيل" والحقيقة أنها ليست بمعارك بل حرب وعدوان غاشم على شعبنا، ولكن لحماس كرات جحا بذلك حد وهم الانتصار.
وتأتي حماس لتقول أنها تريد حكومة توافق، وتعمل على منع الوزراء من العمل حتى منعتهم يوما من الخروج من الفندق بغزة، وتقول أنها تريد انتخابات بلدية، وتسقط وتحذف قوائم فتح من الترشح، وتقول نريد مصالحة في كرة اكبر بكثير من كرة جحا بممارسة الاعتقالات وإصدار أحكام وصلت للإعدام بحق أبناء فتح في إجراء هستيري ينسف أي مصداقية، ويؤشر لحقيقة رغبة حماس للبقاء على أشلاء غزة.
فحماس تعلن أنها تريد وتريد وهي لا تريد سوى حماس ومصالحها التي انحسرت في حالة نفعية لنخبة مستفيدة حد التخمة من واقع الحال، وقليل من الفتات لبعض الأنصار الذين يطمحون بنهم لحصة أفضل من كعكة الغلابة في غزة التي تعيش في ظلم وظلام.
فأزمة الكهرباء وخروج الناس للشارع ما هو إلا خروج لرفع الصوت في وجه القمع المتمثل بعصا تحمل اسم الدين والمقاومة زورا وبهتانا، وما استعانة حماس بإعلام الإخوان المسلمين مثل "الجزيرة" لتزوير حقيقة الأمور في أزمة الكهرباء وغيرها إلا تعبيرا مكثفا عن حالة فشل إعلام حماس الداخلي في تسويق روايات حماس، ومحاولة ترحيل فسادها وعجزها وفشلها في إدارة أزمة صغيرة مثل الكهرباء لكي تبقى حالة التسول الحمساوي الخارجي قائمة ومزدهرة باسم الغلابة ،وكرات جحا جديدة لإنقاذ سمعتها في الخارج.
كرات جحا لم تحتج لوقت طويل حتى اكتشفها الناس الذين خدعوا بينما ضحك جحا في حينه، ولكن بالتأكيد ضحك جحا عفوا ضحك حماس هنا لن يطول من خلال استغلال أخلاق الفصائل الوطنية التي تسعى لمعالجة الوضع الأقرب للمقبرة "قطاع غزة" بفعل الاحتلال الإسرائيلي الذي ترتبط مصالحه تماما مع الحفاظ على سيطرت حماس على قطاع غزة ملغية الوحدة الجغرافية والسياسية مع الضفة الغربية.
فحماس اليوم تحوي سجونها عشرات ممن أطلقوا صواريخ، أو حاولوا ذلك من الجماعات السلفية أو الفصائل الأخرى وخرج الزهار" راجع شهر 7-2010 قناة العالم" ووصفهم بالخونة وبالمشبوهين والصواريخ بالعبثية، وهي نفس العبارة التي أخذتها حماس على الرئيس عباس قبل سنوات ولكن الزهار يحتكر كرات جحا الدينية والمقاومة. وإذا كانت أحكام الإعدام الأخيرة لأبناء فتح بغرض الابتزاز الداخلي فاعتقد ان حماس تعدم نفسها وشعبنا بهذه الأساليب التي تنم عن عقلية عبثية كارثية.
لو قدر لجحا العودة فمن المؤكد انه سيطلب تعلم كرات جديدة من حماس.