وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مجموعة السيباط تنظم جلسة نقاش سياسي في جنين

نشر بتاريخ: 26/01/2017 ( آخر تحديث: 26/01/2017 الساعة: 20:00 )
مجموعة السيباط تنظم جلسة نقاش سياسي في جنين
جنين -معا - نظمت مجموعة السيباط المجتمعية التنموية التطوعية اليوم الخميس في قاعة مركز زوار جنين ورشة نقاش حوارية حول المستجدات السياسية ومدى تأثر القضية الفلسطينية من التحولات الدولية على صعيد الصيغ المختلفة في الولايات المتحدة وحجم التحديات والصعوبات التي تواجهها السياسات في أوروبا.

وافتتح اللقاء الذي اداره الصحفي طارق سويطات بالاشارة الى جملة من التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية والمتمثلة بالسياسة الترامبية الامريكية وكذلك صعود اليمين في اوروبا وابجديات التعامل مع الملف المعقدة في المنطقة وخاصة الطائفية منها ومدى انعكاس ذلك على المكانة والحضور الفلسطيني في الذهن الجمعي للمجتمع الدولي، وهذا الحديث يدور في ظلال ذكرى رحيل المفكر العربي والقائد الفلسطيني حكيم الثورة جورج حبش.

واشار بلال السعدي رئيس مجلس إدارة مسرح الحرية الى اهمية هذا اللقاء باعتباره مبادرة شبابية تجاوزت مرحلة اليأس والاحباط المفروض بسبب التردي العام في القضايا الداخلية الفلسطينية المتمثلة باستمرار الانقسام وغياب الافق السياسي، بل يعمد الاحتلال الى تأسيس لامارات فلسطينية غير متحدة، ويهدف الى اضعاف القوى السياسية والمجتمعية وتعزيز العشائرية والقبلية والوجاهية على حساب الانتماء الاشمل للوطن، في إطار اعادة بناء روابط القرى التي فرضت قبيل الانتفاضة الاولى من الحكم العسكري للضفة الغربية.

فيما اكدت الناشطة النسوية ناريمان بعجاوي على اهمية العمل الميداني في المناشطات التي تعزز من الهوية الجمعية الفلسطينية وعدم الانكفاء وراء الواقع السيء والمركب، كما دعى الدكتور محمد ابو الهيجاء من الاغاثة الطبية الى ضرورة المحافظة على المنهج الديمقراطي بالحوار وتقوية الاصوات الداعية الى اصلاح الاوضاع الداخلية الفلسطينية، بالتواصل الجيد والتشبيك لبناء توجه يحرك المياه الراكدة، وهذا ما وافقته عليه عبير عيسى رئيسة اتحاد لجان المرأة الفلسطينية باهمية العمل الجدي مع الشباب كشركاء لا كفئات مستهدفة وان تكون الوجهة نحو تشكيل لوبي فلسطيني ضاغط، خوفاً من الانحراف اما باتجاه التطبيع او التطرف، وهذا ما يجب ان نستفيد منه من عمل مقارنة مع عدونا، والتعريف بالحالة التي نعيشها كما هي، في اطار نقدوي يهدف الى البناء والتطلع للمستقبل بافق تنموي، فخطوة عملية خير من دزينة برامج.

ومن جهته فرأى عمر منصور من المبادة الوطنية الفلسطينية الى ان هناك ضرورة لاعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية، خاصة ان هناك منهجية لتدمير كافة الاتحادات التمثيلية وسط الانقسام الممؤسس والذي لا تريد اي قوة سياسية ان تنهيهه بشكل فعلي، وهذه العوامل رغم سوداوية المشهد الا انها تهيأ لمستقبل مشرف، فالنموذج الامثل ما شكلته الظروف القبلية للانتفاضة الاولى وما انتجته من انتفاضة شعبية قامت بالاساس على مفهوم تنظيف وتنظيم البيت الداخلي قبل الانتقال لمواجهة العدو، وهذا ما نحتاجه اليوم في اطار حراك شعبي يؤثر على التنظيمات السياسية جميعها بلا استثناء وينقدها بشكل علمي، فالواقع اليوم يشير الى اننا نعيش في سقف اقل من اوسلو كاتفاقية تسوية سياسية.

اما الباحث في مشروع مستقبلنا رمزي فياض فتحدث عن ضرورة خلق عقد اجتماعي فلسطيني جديد، بيحث يكون التحرك الفلسطيني على قاعدة المطالبة بميثاق جديد قائم على العدالة الاجتماعية ويتضمن نظم وسياسات متجددة وذلك باعتماد منهجية الحوار، ولكن يجب الاشارة الى ان السيناريو القادم هو اسوء ومركز الامن القومي الاسرائيلي بشكل واضح يتوقع انهيار السلطة الفلسطينية، فيما انتج مؤتمر حركة فتح المزيد من التصاعد في الصراعات الداخلية للحزب الحاكم، كما ان حل الدولتين انتهى وقضت عليه السياسات الاحلالية الاسرائيلية على الارض، واليوم هناك ضرورة للتوحد على القضايا الجمعية المشتركة والعمل على زيادة الوعي، وتعزيز الثقة بالذات الفلسطينية القادرة والفاعلة والمؤثرة، الى جانب تعزيز مفهوم الانتماء بالاهتمام بآلية العمل التطوعي التعاوني.

ووجه المجتمعون التحية لروح حكيم الثورة الفلسطينية الدكتور جورج حبش في ذكرى رحيله التاسعة، باستحضار مآثره وخصاله الإنسانية والأخلاقية، ومسيرته الحافلة بالعطاء الفكري والثوري، مستذكرين حجم الصعاب والمؤامرات، التي رافقت مسيرته، والتي تتجدد هذه الأيام بكثافة لتصفية القضية الوطنية الفلسطينية، حيث يمثل جورج حبش من مدرسة ثورية حقة، تميزت بالوعي والثقافة، والمعرفة والتجربة الغنية، والصلابة والوضوح والمبدأية الاستثنائية، والتواضع والبساطة والاحترام والشجاعة والإقدام، ستكون ملهمة لكل المناضلين في العالم.

فيما اختتم اللقاء الذي نظم في مدينة جنين بعرض جملة من التوصيات ابرزها:

1. استعادة الهدف والمشروع الفلسطيني المتمثل بالتحرير والعودة والاستقلال.

2. التأكيد على الثوابت الوطنية الفلسطينية والتي اجمع عليها الجميع وعلى رأسها حق العودة كجوهر قضية الصراع مع الاحتلال.

3. التمسك بالوحدة الوطنية الفلسطينية، على قاعدة وطنية الوحدة، وانسجاماً مع وصية الراحل جورج حبش: "أن استعيدوا الوحدة الوطنية، وانهوا الانقسام وتمسكوا بالمقاومة".

4. تكريس منهج الحوار وتعزيز مفاهيم الديمقراطية والدعوة للتجديد ومغادرة مربع التراجع والتكلّس والضعف.

5. اعادة الاعتبار للهوية الوطنية الفلسطينية في اطارها القومي والاممي، بالتحالف مع احرار العالم سعياً نحو الحرية والعدل والسلام.