|
الضفة الغربية .. الأرض المفقودة
نشر بتاريخ: 31/01/2017 ( آخر تحديث: 31/01/2017 الساعة: 10:39 )
الكاتب: غسان مصطفى الشامي
لا يتوانى الكيان الصهيوني عن الإعلان دوما عن مخططات استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، ولا يتوانى المسؤولين الصهاينة عن الإعلان عن مشاريع التهويد والتوسع الاستيطاني لضم الضفة الغربية.
إن الضفة الغربية اليوم أصبحت مستباحة أمام الكيان الصهيوني، وأصبحنا كفلسطينيين لا نملك السيطرة عليها ونخشى أن تصبح الأرض المفقودة ويطلق عليها الكيان اسما عبريا جديدا لها، فقد قسمتها المستوطنات (الإسرائيلية) وقسمتها الحواجز إلى ( كانتونات ) منفصلة ويزيد جدار الفصل العنصري من معاناتها؛ واليوم تستطيع قوات الاحتلال الوصول لأي مطلوب في الضفة المحتلة في أي وقت. تواجه الضفة الغربية المحتلة حملة (إسرائيلية) مسعورة في التهويد و التوسع والتمدد الاستيطاني لتلتهم باقي أرضي الضفة، ويواصل الكيان مشاريعه الاستيطانية وبشراسة كبيرة مستبيحا مساحات كبيرة من الضفة ضمن السياسات (الإسرائيلية) لضم الضفة الغربية وإنهاء الحلم الفلسطيني ببناء دولة فلسطينية مؤقتة على جزء من أرضنا المحتلة. إن حكومة نتنياهو العنصرية أعلنت فور تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد (ترامب ) عن عزمها بناء حوالي ( 2500) وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية مع مواصلة استكمال تهويد القدس المحتلة ببناء المزيد من البؤر الاستيطانية وضم الآلاف من الأراضي الفلسطينية حيث تم الموافقة على بناء (566) وحدة استيطانية بالقدس المحتلة، و لم يصدر عن الإدارة الأمريكية الجديدة أية بيان إدانة أو استنكار لما يحدث تجاه المخططات الاستيطانية الجديدة، الأمر الذي يعطي الكيان الضوء الأخضر للاستمرار بتنفيذ هذه المخططات والاستمرار بسياسات تهويد الضفة الغربية والقدس. وأصر رئيس الوزراء الصهيوني (نتنياهو) الذي يواجه قضايا فساد ورشاوي -الإعلان بنفسه عن مخططات بناء 2500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة المحتلة، وهي رسالة للمستوطنين الصهاينة وحزب (البيت اليهودي ) يؤكد لهم الحرص على مواصلة البناء الاستيطاني، وأنه الداعم الأكبر للمستوطنين، ورسالة أخرى للإدارة الأمريكية الجديدة مفادها أن المخططات الاستيطانية ستتواصل رغم قرارات المجتمع الدولي وعليكم دعم المستوطنين. إن أنصار ( حزب البيت اليهود ) في الكيان يدعون اليوم لاستثمار فترة إدارة الرئيس الأمريكي ترامب لإطلاق اليد في بناء المزيد من البؤر الاستيطانية في الضفة والقدس، وهي فرصة ذهبية أمام (نتنياهو) لإرضاء المستوطنين عنه خاصة في ظل مواجهته قضايا الفساد ومطالبته بالرحيل عن الحكومة. إن الضفة المحتلة محاطة بمئات من البؤر الاستيطانية ومئات الحواجز الإسرائيلية التي تقف عثرة أمام أي بناء مشروع فلسطيني أو بناء أي مشاريع إسكانية فلسطينية جديدة في الضفة، فإن المشاريع الاستيطانية لم تبق الكثير من أراضٍ أو مساحات في الضفة، وكل يوم نسمع عن مخططات استيطانية جديدة وتستهدف بالنهاية إلى ضم الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني وذلك لتصبح الضفة جزء من الكيان. إن الكيان الصهيوني يسارع هذه الأيام في تنفيذ المخططات الاستيطانية في إطار مخطط كبير يستهدف ضم الضفة المحتلة وبناء الآلاف من الوحدات والبؤر الاستيطانية فيها، بل إن حكومة (نتنياهو) تتواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة في كل ساعة من أجل إلغاء قرارات المجتمع الدولي التي تدين البناء الاستيطاني خاصة القرار الأممي الأخير الذي يحمل رقم ( 2334). إن المجتمع الدولي يقف عاجزا أمام مواصلة الكيان الصهيوني بناء المستوطنات، وما يخرج عنه عبارة عن قرارات ضعيفة لا ترقى لمواجهة الكيان الصهيوني أو فرض العقوبات عليه وإلزام الكيان بوقف جرائم سرقة الأرض الفلسطيني، كما ان التحرك العربي الأممي ليس على المستوى المطلوب ونتمنى من مجلس السفراء العرب الذي عقد قبل أيام اجتماع مطول في مقر الأمم المتحدة من أجل وضع خطة للتحرك لتفعيل قرار الأمم المتحدة (2334) ونتمنى أن تؤدي خطة التحرك العربي لمواجهة الاستيطان ثمارها والبدء بالتحرك العربي الفاعل من أجل وقف جرائم سرق أرضنا الفلسطينية ودعم ومساندة أبناء شعبنا الفلسطيني في مواجهة مخططات الاستيطان مواجهة المؤامرات الصهيونية التي تستهدف أرضنا وهويتنا الفلسطينية. يجب على الدبلوماسية العربية أن تنفض غبار الصمت عنها وتتحرك لمواجهة جرائم الاستيطان؛ وندرك أن الواقع العربي أليم ويحيا مرحلة دقيقة- لكن يجب على أشقائنا العرب أن يقفوا في وجه جرائم الاستيطان ولابد أن تتحرك الدبلوماسية العربية في لقاءات متواصلة مع الكثير من الدول والهيئات الأممية لمواجهة الخطر الاستيطاني في الضفة المحتلة والقدس . إن الكيان الصهيوني يولي اهتماما كبيرا لكافة القرارات الأممية المتعلقة بالاستيطان، بل إن هذه القرارات تشكل إزعاجا كبيرا على كافة المستويات، ويبذل جهود كبيرا من أجل الحد من تأثير هذه القرارات على مواصلة التوسع الاستيطاني وتنفيذ المشاريع الاستيطانية؛ لذا فإن الكيان الصهيوني في مواجهة مع الكثير من الدول الأوروبية التي تقاطع المستوطنين وتقاطع منتجات المستوطنات، وتدعم جهود محاربة الاستيطاني ووقف التمدد والتوسع في بناء المستوطنات . إن الضفة والقدس المحتلة في اليوم في خطر شديد جراء كثافة المشاريع الاستيطانية ومواصلة هدم المنازل في الأحياء المقدسية والهجمة (الإسرائيلية )المسعورة على قرانا في الداخل الفلسطيني المحتل، ولابد علينا تكثيف جهودنا الفلسطينية والعربية في مقاومة المشاريع الاستيطانية وفضح جرائم الصهاينة بحق أرضنا الفلسطينية المقدسة. |