وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وفد من الآباء الكهنة ورعاة الكنائس في الجليل يزور القدس

نشر بتاريخ: 01/02/2017 ( آخر تحديث: 01/02/2017 الساعة: 12:30 )
القدس- معا- وصل الى مدينة القدس، اليوم الأربعاء، وفد من الاباء الكهنة ورعاة الكنائس من مختلف الطوائف المسيحية في منطقة الجليل الاعلى، وذلك في زيارة تحمل الطابع الروحي للاماكن المقدسة في القدس وبيت لحم وبهدف لقاء عدد من رؤساء الطوائف المسيحية.
استهل الوفد المكون من 20 كاهنا زيارته لمدينة القدس صباح اليوم بجولة داخل كنيسة القيامة في البلدة القديمة حيث كان في استقبال الوفد المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الذي رافقهم في هذه الجولة مقدما لهم بعض الشروحات والتوضيحات كما اقيمت صلاة خاصة على نية الوفد امام القبر المقدس ومن ثم توجه الجميع الى كاتدرائية مار يعقوب حيث استمعوا الى حديث روحي من المطران.
استهل المطران كلمته بالترحيب بالوفد المكون من عدد من الاباء الكهنة ورعاة الكنائس الارثوذكسية والكاثوليكية والانجيلية والذين يزورون مدينة القدس.
وقال المطران إننا ندعو الى تعاون كافة الكهنة والرعاة فيما بينهم وذلك في كافة المدن والقرى تكريسا للقيم المشتركة .
ان المحبة التي يجب ان تكون قائمة فيما بيننا لا تلغي خصوصية اي كنيسة ، فليس مطلوبا من الارثوذكسي ان يتخلى عن ارثوذكسيته وعن تقاليد وتراث كنيسته لكي يكون منفتحا ومتعاونا مع الاخرين وما يقال عن الارثوذكسي يقال عن غيره ايضا.
وأضاف "نحن نؤمن بأن المحبة يجب ان تكون قائمة فيما بيننا وان نتعاون معا وسويا من اجل خدمة ابناءنا ومن اجل الحفاظ على الحضور المسيحي في بلادنا المقدسة".
وتابع: "الكثيرون من ابناء كنيتسنا الارثوذكسية ما قبل النكبة وما بعدها تركوا كنيستهم الام بسبب خلل في الرعاية وبسبب عوامل اخرى يعرفها الكثيرون وقد كان البعض يقدم لهم كل الاغراءات المادية وغير المادية لكي يتركوا كنيستهم الام ويلتحقوا بكنائس اخرى ونحن نعتقد بأن هذا لا علاقة له بقيم المحبة التي يجب ان تكون قائمة فيما بيننا".
وقال المطران حنا: "نحن في الكنيسة الارثوذكسية نتحمل القسط الاكبر من مسؤولية ترك ابناءنا لكنيستهم الام فقد مررنا بظروف مأساوية ومررنا بحقب تاريخية لم يكن فيها عندنا رعاة وكهنة قادرين على ان يقوموا بدورهم الروحي والرعوي والكنسي وهذا جانب من تاريخنا المؤلم والمحزن، واتمنى ما شهدناه في الماضي الا يتكرر اليوم وان تكون هنالك روح المحبة الحقيقية والاحترام المتبادل بين رعاة الكنائس بعيدا عن الاقتناص وبعيدا عن استغلال الخلل والضعف الذي من الممكن ان يكون قائما في كنيستنا او في غيرها من الكنائس الاخرى".
وأضاف أن كنائسنا ليست حواجز تفصلنا عن اخينا الانسان وانما هي مكان ننال فيه البركة والنعمة ونتعلم منه بأن حياتنا بدون المحبة لا طعم ولا نكهة لها .
كم انا سعيد بزيارتكم المشتركة جميعا الى مدينة القدس لكي تفتتحوا مرحلة جديدة وصفحة جديدة، ليس مطلوبا منا ان ننسى الاخطاء التي ارتكبت في الماضي ولكن ما هو مطلوب منا هو ان نعمل لكي لا تتكرر هذه الاخطاء التي تولد جرحا وألما وحزنا، مؤكدا ان تعاونكم مع بعضكم البعض انما هي شهادة قوية للحضور المسيحي في هذه الديار وعلينا في هذه المرحلة العصيبة التي نمر بها أن نتحلى بالحكمة والفكر السديد والاستقامة والوعي لكي نتمكن من التمييز ما بين الخيط الابيض والخيط الاسود.
وقال هنالك من يسعون لتشويه هوية وانتماء المسيحيين لبلدهم وقضية شعبهم ، هنالك من يسعون لاقتلاعنا من جذورنا العربية الفلسطينية ومن انتماءنا الانساني والروحي والوطني في هذه الارض المقدسة ، هنالك من يريدوننا ان نتقوقع وان ننعزل عن محيطنا وعن قضايا امتنا وشعوبنا وبدل من ان نكون مبشرين بقيم الانجيل وحاملين لرسالة المحبة والاخوة في قلوبنا يريدوننا ان نتحول الى طائفة متقوقعة ومنعزلة تعيش حالة رعب وخوف وقلق على مستقبلها.
واختتم اللقاء بأن قدم المطران للاباء بعض الاقتراحات والافكار العملية الهادفة الى مزيد من التعاون فيما بينهم خدمة للرسالة المشتركة التي يحملونها، كما قدم سيادته بعض الافكار العملية بهدف مواجهة المشاريع والاجندات المشبوهة التي يسعى البعض لترويجها في الاوساط المسيحية الفلسطينية المحلية.
كما اجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات التي قدمت. كما قدم للاباء الكهنة كتابا يتحدث عن تاريخ الكنيسة الارثوذكسية في القدس وبعض المنشورات الروحية.