|
وزارة الصحة تصدر كتيبا ارشاديا لمكافحة وضبط العدوى
نشر بتاريخ: 02/02/2017 ( آخر تحديث: 02/02/2017 الساعة: 15:18 )
رام الله - معا - اصدرت دائرة تخطيط الجودة في الإدارة العامة للسياسات الصحية والتخطيط في وزارة الصحة وبدعم من منظمة الصحة العالمية الطبعة الأولى من كتيب "سياسات وإجراءات مكافحة وضبط العدوى في المؤسسات الصحية" ضمن خطة الوزارة الإستراتيجية الداعمة لتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة في كافة المؤسسات الصحية.
وقال وزير الصحة د.جواد عواد ان هذا الاصدار والجهد الذي رافقه يأتي ضمن سياسات وإجراءات مكافحة وضبط العدوى في المؤسسات الصحية كترجمة عملية لأولويات وزارة الصحة في تحسين جودة الخدمات الصحية وسلامة المريض على المستوى الوطني، اذ يعتبر جزءاً رئيسياً من الجهود التي من شأنها أن تنهض بمستوى الرعاية الصحية وتعزيز جودتها ومأمونيتها، وصولاً إلى التميز في تقديم خدمات الرعاية الصحية بكافة مستوياتها، لتقليل نسبة الخطأ والمضاعفات التي يمكن حصولها نتيجة العدوى المصاحبة للرعاية الصحية أثناء تقديم العلاج للمرضى. بدوره، اشاد الدكتور نعيم صبره الوكيل المساعد لشؤون التخطيط بالجهد مبينا ان إستجابة دائرة تخطيط الجودة وفريق العمل لهذه المبادرة كانت قوية وبناءة، حيث أثمرت عن إنجاز كتيب السياسات والإجراءت الموحد لضبط ومكافحة العدوى في المؤسسات الصحية، والتي تعتبر إحدى المعايير الأساسية لمبادرة سلامة المريض، مضيفا ان هذه الوثيقة في متناول كل المتخصصين والمهتمين بأمر جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى في فلسطين، بما يسهم في تحقيق الرفعة والخير والصحة للمواطن وكل متلقي الخدمات الصحية. بدوره قال المهندس علاء ابو الرب القائم بأعمال مدير عام التخطيط بوزارة الصحة انه وتماشيا مع تطبيق مبادرة سلامة المرضى فإن مكافحة العدوى تعتبر إحدى المعايير الحرجة والضرورية، حيث أن هذا الكتيب والذي يحتوي على العديد من السياسات والإجراءات المتعلقة بمكافحة وضبط العدوى يهدف إلى توحيد إجراءات العمل المتبعة في جميع المرافق الصحية مما يعود بالنتيجة الأفضل في تقليل العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية والحفاظ على حياة المرضى والتقليل من المخاطر والمضاعفات التي من الممكن أن تحصل أثناء تلقي الرعاية الصحية. اما عبد الرؤوف سليم مدير دائرة تخطيط الجوده فأشار الى ان إطار تطبيق المؤسسات الصحية لمبادرة المؤسسات صديقة سلامة المريض التي تسعى دائرة تخطيط الجودة منذ عام 2011 إلى تطبيقها برعاية من منظمة الصحة العالمية وبتعاون وطيد مع المستشفيات التي تطبق معايير هذه المبادرة، حيث يعتبر مؤشر ضبط انتشار العدوى من أهم المؤشرات لسلامة المرضى ومأمونية الخدمة الصحية موضحا ان الكتيب يحوي على ما يقارب 60 سياسة وإجراء لمكافحة وضبط العدوى بحيث يهدف إلى توحيد هذه الإجراءات في جميع المرافق الصحية اضافة الى انه يحوي أيضاً أدوات لمراقبة وقياس عملية التطبيق بشكل مستمر من قبل فرق الجودة وسلامة المريض وضبط العدوى، وتسهيلاً لنشر وتطبيق هذه السياسات والإجراءات وأدوات القياس ذات العلاقة ما بين الدوائر والأقسام في المرفق الصحي، تم تحضير نسخة الكترونية على شكل قرص مدمج وإرفاقها مع كل كتيب، وسيتم توزيع هذا الكتيب على كافة المؤسسات الصحية العاملة في فلسطين الحكومية والاهلية والخاصة. يذكر ان مئات الملايين من الناس حول العالم يعانون من العدوى الناتجة عن الرعاية الصحية، ففي الدول المتقدمة 5-10% من المرضى يصابون بنوع أو أكثر من العدوى الناجمة عن الرعاية الصحية، بينما في الدول النامية ترتفع حدة الإصابة إلى 2-20 مره أكثر من الدول المتقدمة، ومن الممكن أن تتجاوز نسبة الإصابة بالعدوى الناجمة عن الرعاية الصحية لدى المرضى الذين يتلقون خدمات الرعاية الصحية إلى 25%، وفي أقسام العناية الحثيثة ممكن أن تصل نسبة العدوى إلى 30% والتي تعتبر من أهم أسباب الوفاة كما أنها تتسبب في إرتفاع حدة الإصابة ببعض الأمراض لدى المرضى الذين يتلقون الرعاية الصحية مما يتسبب في إهدار موارد الرعاية الصحية وزيادة التكلفة لأن ذلك يرتبط بزيادة تعاطي الأدوية وإجراء الفحوصات المخبرية بالإضافة إلى إطالة فترة البقاء في المستشفيات الامر الذي يؤثر سلباً على المريض وعائلته ووضعهم النفسي والإقتصادي والإجتماعي. ومن العوامل التي ساعدت على إنتشار تلك الأمراض في المنشآت الصحية ومن ثم التعرف عليها، التقدم التكنولوجي وزيادة اللجوء للأساليب الجراحية وزيادة أعداد المرضى المصابين بضعف أجهزتهم المناعية سواء كان ذلك نتيجة الإصابة ببعض الأمراض أو غير ذلك، وكذلك زيادة أعداد المرضى كبار السن أو الذين يعانون من أمراض مزمنة، فضلا عما سبق فإن زيادة إستخدام المضادات الحيوية وخاصه الإستخدام المفرط أو غير الصحيح لها قد أدى إلى زيادة أعداد الميكروبات المقاومة لهذه المضادات، وهناك أسباب تؤدي إلى الإصابة بالسلالات المقاومة للعلاج من هذه الميكروبات منها عدم الإهتمام بمبادئ الصحة العامة، والإزدحام الشديد، وعدم وجود برنامج فعال لمكافحة وضبط العدوى، وعدم تدريب القائمين على الرعاية الصحية وتوعيتهم بوسائل مكافحة وضبط العدوى. يشيع إعتقاد خاطئ بأن برامج مكافحة الأمراض المعدية مكلفة وتفوق إمكانيات معظم المستشفيات، ولكن العكس هو الصحيح حيث أن مكافحة العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية يعتمد على التصرف الفطري السليم والممارسات الآمنة. ويمكن أن يتم تطبيقه بأقل التكاليف، فبرنامج مكافحة وضبط العدوى المصمم بطريقه متوازنة يوفر مبالغ لا بأس بها لمؤسسات الرعاية الصحية، فعلى سبيل المثال يمكن مكافحة وضبط العدوى بين المرضى الموجودين في وحدة الرعاية المركزة عن طريق تنظيف الأيدي جيدا وعن طريق الإلتزام بالأساليب المانعة للتلوث وذلك بدلا من وصف المضادات الحيوية المكلفة التي قد تتسبب بحدوث مشكلات أخرى. أن تطبيق سياسات وإجراءات ضبط العدوى في أماكن الرعاية الصحية يعتبر الأساس للوقاية من العدوى ومكافحتها في هذه الأماكن، وتهدف هذه السياسات إلى وقاية كل من مقدم ومتلقي خدمات في الرعاية الصحية من التعرض للميكروبات المعدية والحد من حالات الإصابة بالأمراض والوفيات في حال حدوث عدوى. |