وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حضر قداس منتصف الليل: الرئيس عباس يقلد غبطة البطريرك ميشيل صباح وسام نجمة القدس .. العام القادم عام امن وازدهار

نشر بتاريخ: 24/12/2007 ( آخر تحديث: 24/12/2007 الساعة: 12:13 )
بيت لحم- معا-حضر الرئيس محمود عبّاس الليلة، قُدّاس منتصف الليل، والذي أقيم في كنيسة المهد بمدينة بيت لحم بمناسبة بدء احتفالات عيد الميلاد المجيد لدى الطوائف المسيحيّة، التي تسير حسب التقويم الغربي.

وحضر إلى جانب الرئيس، د. سلام فياض، رئيس الوزراء، ووزيرا السياحة د. خلود دعيبس، والحكم المحلي د. زياد البندك، والطيِّب عبد الرحيم، أمين عام الرئاسة، ود. رفيق الحسيني، رئيس ديوان الرئاسة، ونبيل أبو ردينة، الناطق باسم السلطة الوطنيّة، وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينيّة، ونوّاب المجلس التشريعي، وقادة الأجهزة الأمنيّة، إضافةً إلى صلاح التعمري، محافظ بيت لحم، ود. فيكتور بطارسة، رئيس بلدية المدينة.

وخاطب غبّطة البطريرك ميشيل صبّاح، بطريرك طائفة اللاتين في القدس وسائر الديار المقدّسة والأردن، في عِظة قدّاس منتصف الليل، السيّد الرئيس محمود عبّاس قائلاً: نصلّي من أجلكم في هذه الليلة المقدّسة، حتى تقوموا بمهمَّتكم الصعبة، لإقرار الأمن وللعودة بالشعب إلى وحدته وصنع السلام.

وتضرّع غبطته إلى الله عز ّوجل أن يمنح السيِّد الرئيس النور والحكمة والشجاعة لذلك، ومن أجل كلِّ حكّام هذا البلد وكل حكّام بلدان الشرق الأوسط، ليمنحهم الله المقدرة معه على تحقيق السلام والاستقرار، هنا وفي المنطقة كلّها.

وأشار غبطته في القُدّاس، الذي عاونه فيه النائب البطريركي، الأب فؤاد طوال، والمطران كمال بطحيش، إلى أنّه في عيد الميلاد لا بدَّ من أن نفهم رسالة هذه الأرض الشموليّة، حيث تظهر لنا إرادة الله في هذه الأرض، من خلال الكتب المقدّسة ومن خلال التاريخ، إذ هو نفسه الموحي بالكتب المقدّسة وهو سيِّد التاريخ، وقد جمعنا هنا عبر العصور، يهودا ودروزاً ومسلمين ومسيحيين.

وأضاف: "علينا اليوم الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، أن ندرك وأن نقبل هذه الدعوة الشمولية، يعني أن نقبل بمشيئته تعالى لهذه الأرض، فنصبحَ بذلك قادرين على صنع السلام فيها، فأيُّ استثناء يلغي الآخر أو يُخضِعه لاحتلال أو لأيِّ نوع من الإخضاع لا يتَّفق مع دعوة هذه الأرض، هذه أرض لله، ولا يمكن أن تكون للبعض أرضَ حياة وللبعض الآخر أرضَ موت أو إقصاء أو احتلال أو سجون سياسيّة، كلُّ من جمعهم الله هنا، وهو سيِّد التاريخ، يجب أن يجدوا هنا الحياة والكرامة والأمن.

وشدّد على أن الكلُّ يعلم كيف يُصنَع السلام، وأن الكلُّ يعلم ما هو حقٌّ لكلٍّ من الشعبين الساكنين هنا، وليس على الضعيف أن يستمرَّ في الخضوع وفي تجريد نفسه، بل القويُّ الذي بيده كلُّ شيء هو، الذي يجب أن يزهد بما ليس له ويردُّه لمن جرَّده منه، إذ ذاك، ومع توفُّر الإرادة الحازمة لصنع السلام، .يمكن لكلِّ القضايا الصعبة أن تجد حلاً لها.

وأوضح أنّ على القيادات الدينية مسؤوليّة ولها دور في توجيه المؤمنين، وفي تثبيتهم في طرق العدل والحقّ، وفي الوقت نفسه في طرق المغفرة، التي تغفر وتطالب بالحقوق كلِّها، وفي طرق التعاون مع كلِّ إنسان ذي إرادة صالحة.

وقال: أسأل الله لكم عيد ميلاد مليئاً بالقداسة، نصلّي في هذه الليلة المقدّسة لكم جميعاً، مؤمنين والمسيحيّين عامّة في فلسطين وإسرائيل والأردن وقبرص، نصلّي من أجل المتألّمين والمرضى، ومن أجل الأسرى في السجون السياسيّة، ليمنحهم الله أن ينعموا بحرّيتهم وكرامتهم، نصلّي من أجل جميع حكّامنا حتى يروا العدل ويدخلوا في طرق السلام وتكون لهم الشجاعة ليمنحوا شعوبهم هِبة السلام، للعالم المسيحيّ كلّه، من بيت لحم، نسأل الله عيد ميلاد سعيداً ومليئاً بالقداسة. آمين.

وتمنّى غبطته أن يأتي العيد في العام القادم، وقد تحقّقت أماني الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة، داعياً إلى توحيد الصف الفلسطيني والابتعاد عن كل الخلافات، التي من شأنها خدمة الاحتلال.

وكان الرئيس محمود عباس وصل مساء امس الى مدينة بيت لحم للمشاركة في احتفالات اعياد الميلاد وكان في استقبال سيادته لدى وصوله المدينة محافظ المدينة وكبار المسؤولين عسكريين ومدنيين وجمع غفير من المواطنين.

وقال الرئيس لدى وصوله المدينة ان السنة القادمة ستكون سنة امن واستقرار وازدهار اقتصادي للمدينة .

وأضاف سيادته في تصريحات للصحفيين بعيد أدائه صلاة المغرب في مسجد الرباط في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية: نرجو الله أن يكون العام القادم عام الاستقلال للشعب الفلسطيني، ليحصل على دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وأدى الصلاة إلى جانب الرئيس أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم ورئيس الوزراء د.سلام فياض وعدد من السادة كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين.


كما قدم الرئيس ابو مازن تهانيه للطوائف المسيحية التي تسير على الحساب الغربي بمناسبة العيد. كما وصل الى المدينة في وقت سابق رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض .

وقام الرئيس عباس بتقليد البطرريك ميشيل صباح وسام نجمة القدس تقديرا لما قدمه لفلسطين والشعب الفلسطيني.

وألقى أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم كلمة، أشاد فيها بمناقب البطريرك صباح.
وقال: إنها للحظة حافلة بالبهجة والسعادة، ونحن نجتمع اليوم تحت رعاية السيد الرئيس، حفظه الله، وبحضوره، لنعبر باسم سيادته، وباسم الشعب الفلسطيني عن التقدير والتكريم لأحد أبرز أبناء فلسطين ورجالاتها المخلصين الذي حمل وطنه في قلبه وعقله.

بدوره شكر البطريرك صباح السيد الرئيس على تكريمه، وقال: باسمي وباسم إخوتي رؤساء الكنائس، الشكر لكم لفتتكم الكريمة وأسال الله لكم نعمته وبركته الإلهية، مشيراً إلى ان هذا الوسام لكل إخوته الأساقفة رؤساء الكنائس في القدس، الكاثوليكية والأرثوذكسية والإنجيلية، وهو وسام للخدمات التي تقدمها الكناس كلها في هذه الأرض الفلسطينية المقدسة، وهو وسام لكل المسيحيين، ووسام مواطنة لهم جميعاً، مواطنين كاملي المواطنة ومن ثم كاملي المشاركة في بناء هذا الوطن.


وكان غبطة البطرريك ميشيل صباح وصل ظهر امس الى المدنية في موكب رسمي حيث سينراس هذه الليلة قداس منتصف الليل في كنيسة القديسة كاترينا الرعوية في كنيسة المهد يرافقه المعاون البطريرك الاسقف فؤاد طيوال والمطران كمال بطحيش ولفيف من المطارنة والكهنة ومختار ووجهاء وأبناء الرعية اللاتينية ومخاتير ورجالات والشخصيات الفلسطينية .

وكانت أجواء الفرحة والبهجة خيمت اليوم على مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح عليه السلام, وهي تحتفل بعيد الميلاد المجيد وفق التقويم الغربي, وذلك رغم ما تفرضه اسرائيل من اجراءات واغلاقات زادت من صعوبة عيش المواطنين في هذه المدينة المقدسة.

ومنذ ساعات الصباح توافد الالاف من المواطنين والحجاج والسياح الاجانب الذين وفدوا من مختلف انحاء العالم للمشاركة في الاحتفالات التي بدأت بعزف الفرق الكشفية التي جابت شوارع وساحات المدينة.

ودعا العقيد داوود غيث مدير عام شرطة بيت لحم السياح والحجاج القادمين الى المدينة المقدسة للتجوال في ارجاء المدينة واسواقها, مؤكداً انها "مدينة آمنة".

وأشار غيث الى الاجراءات الامنية المشددة التي اتخذتها الشرطة والاجهزة الامنية الفلسطينية لتنظيم الاحتفالات, ولتمكين المحتفلين والفرق الكشفية من السير بحرية ودون عوائق في شوارع وساحات المدينة.

وقدم الشكر لاهالي بيت لحم على تعاونهم مع الشرطة, وتفهمهم للاجراءات التنظيمية التي اتخذتها والتزامهم بايقاف سيارتهم بعيدا عن وسط المدينة لتمكين الكشافة والوفود المشاركة والبطريرك من السير بيسر وسهولة.

وكانت قيادة منطقة بيت لحم قد اعلنت عن تعزيز قواتها المتواجدة في المحافظة بقوات اضافية, في اطار استعدادات قوى الامن الجارية لاستقبال اعياد الميلاد المجيدة, بهدف توفير الاجواء والظروف المناسبة للاحتفالات.