|
مهرجانات فتح وانتخابات حماس..!!
نشر بتاريخ: 03/02/2017 ( آخر تحديث: 03/02/2017 الساعة: 16:01 )
الكاتب: سميح خلف
هجرت فتح نظامها الاساسي منذ عقود، ولم تعمل به الا في حدود يخدم الفئة المتنفذه والمتمترسة في مواقعها من القمة الى المستويات الوسطى في تنظيمها ان وجد وفي عسكرها واجهزتها الامنية ، وانتقلت من عمل فاعل ومنضبط لاطرها الى مهرجانات استعراضية سواء في مناسبات او مؤتمرات واستحقاقات لعقدها لتجديد حيوية اطرها، ولكن هيهات وبدون جدوى ، ومن جوهر المأساة الفتحاوية الاستدلال على تلك الحالة من خلال عدد مؤتمراتها لعمر يناهز 52 عام من انطلاقتها والتي تمثل 7 مؤتمرات وفي خروقات واضحة لنظامها الاساسي بل كانت ارادة عقد المؤتمرات مرتبط بمناخات تريد قيادتها التاريخية ان تستثمرها ليس بصدد تجديد الحياة التنظيمية واحيائها بل لاعادة التوازنات وتقييمها في داخلها وتمرير نهج اخذ حركة فتح لمزيد من التهتك زمنيا .
مؤتمرات فتح مؤشرا على حالة الانفلاش والصراعات والتي لا تعتمد على ركائز تنظيمية منضبطة اوعلى عضوية منضبطة مكتملة العضوية بناء على النتظام ايضا ، قد استفزني في السنوات الاليات لعقد مؤتمراتها في الداخل فكم اصابتني حالة الغثيان والقرف والحسرة لما هو من سلوك للتحضير لعضوية مؤتمر المناطق والاقاليم تلك الاطر التي تمثل ركائز القوة للحركة ،لا افهم كيف يعمل التنظيم ان وجد..!! جمع اسماء وقد يكون من السجل المدني ... ومن يظفر من يجمع اسماء اكثر ، ومواليين له ليفرض نفسه على الاطار ، طبعا غاب السلم التنظيمي بل تم الغاء المستويات المتوسطة في الاطار القاعدي ومناطق فارغة وخاوية بين مستوى عنصر ولجنة المنطقة ، قد يأخذنا هذا السلوك وهذا المظهر للعودة للخلف عدة عقود عندما همش التنظيم في الساحة اللبنانية ولصالح المليشيا والاجهزة ..... التنظيم هو الرافد الاساسي ومن المفروض ان يغذي ويعزز ويبني القوى المقاتلة وباقي مؤسسات الحركة كالامن والشئون الاجتماعية والتعبوية والاعلامية وغيره ، غاب الكفاح المسلح ولم يعد هو الوسيلة لتحقيق اهداف فتح التي انطلقت من اجلها ن فكان للامن والاجهزة نصيب الاسد في صناعة التوازنات بين قياداتها التاريخية والذي يعتمد عليه عباس بشكل اساسي لتنفيذ وتمرير متجهاته السياسية . محاولة تمرير ان فتح حركة جماهيرية هو هدف لتجاوز النظام واهدار الطاقات الفاعلة في البنية الثورية وتقليص عمل التنظيم الى انشطة افراح ووفيات وغيره من انشطة اجتماعية ، تنظيم غير معد تعبويا وثقافيا ، اتذكر منذ عقود انتهت التعميمات ولم يعد يعمل بها داخليا ، وان بادر احد الكوادر في اقليمه يتعم بتجاوز التوجهات والقيادة فاقتصرت التعميمات على كلمة الراحل صخر حبش او خالد الحسن في نشرة رأينا في تجميد واضح لعمل الاطر في الاقاليم والمناطق وحتى هذه النشرة لم تعد موجودة بغياب صخر حبش . بالتأكيد ان فتح تركت مناطق فراغ كبيرة وكثيره في ادائها تلك المناطق بالحتمية الفيزيائية والطبيعية يجب ان تملاء من قوى اخرى . فلنستشعر مدى الخطورة التي تحدق بحركة فتح بالاحتكام للظواهر التي تقود فعلها وميكانيزمات عملها وخاصة في مؤتمرها الانفصالي السابع الاخير الذي بدأ بحفلة وانتهى بحفله ، حفلة يشترط لدخولها فرز امني فاصبحت الاجهزة فوق التنظيم هذا الفرز الذي لا يعتمد على تحديد متجهاته بمدى التزام الحضور بادبياتها بل بمقدار الوفاء لنهج السيد عباس بخطوطه العريضة التنسيق الامني وهو مخالف للنظام والادبيات بل نصوص تعاقب وطنيا تلك الظاهرة والمسؤلين عنها والولاء لما يسمى المقاومة الذكية التي تتيح للاحتلال التمادي في سلوكياته العدوانية ، المؤتمر السابع الذي بدأ بالرقص وهز الوسط وانتهى بهز الوسط والرقص في مظهر يتنافى كليا مع منطق اي حركة تحرر "" هز الكتف بحنية """!! دليل مسخرة ولا مبالاة وتدمير لهذه الحركة ، اغنية دخلت على فتح في استبدال لاناشيدها الثورية التي تعتمد على الكلاشنكوف وثوري يا جماهير ارض المحتلة ، والغريب ايضا ان تلك الثقافة اتت مواكبة لاوسلو ، والاغرب الان تشكيل لجنة لتعديل النظام الاساسي بما يتوافق كونها حزب يعبر عن قيادة الاقطاع السياسي لفتح . اتذكر ايضا عندما اقرت حكومة رامي الحمد الله الانتخابات المحلية في اكتوبر الماضي وتشكيل القوائم التي كان مقر عملها في الكواليس المعلنه والمقاهي وكل شيء مكشوف والاتيارات السيئة للاسماء التي لا تخلو من تجمعات ومراكز قوى وعشائر وقبائل دليل ساطع بعدم وجود تنظيم وتوجهات والتزام ، وامام خصم قوي ومنضبط ويعمل بسرية مطلقة ويجيد استخدام الوقت والظرف والدخول الى مناطق الفراغ حتى كادت حماس ان تفوز في كل منطق غزة والبعض في الضفة ، فتح لم تتعلم من ازماتها السابقة على مدار عقود عندما خسرت الانتخابات البلدية في السابق . مهرجانات فتح والتي لا تعبر في ادائها عن سلوك تنظيمي بل الفوضى بحد ذاتها والتناحر والشلل يعني ذلك غياب اللتنظيم وروح التنظيم حتى اصبحت حماس تعرف كل شيء حتى ما تفكر فيه قيادة فتح قبل ان ينزل على مستويات القاعدة ... ونقول فتح ستنتصر ...؟؟!! في بناء هلامي انفلاشي . بالمقابل من منكم يعرف بماذا تفكر حماس ..؟؟!! من منكم يعرف كيف يعمل تنظيم حماس ...؟؟ من منكم يعرف كيف ترشح حماس قادتها ومن هم ....؟؟ بالتاكيد ان حماس ملأت مناطق الفراغ بجدارة وبنت اجهزة قوية ، وبنت مؤسسات اقتصادية ، وتمتلك تنظيم قوي منضبط له مبدأ العقاب والثواب ن لا تفرط بعناصرها كما تفعل قيادة فتح بل لا تقصي احدا الا المخالف وبدرجة مخالفته . هل يمكن لقبضايات فتح ان يعرفوا شيئا عن انتخابات حماس التي يقال تبدا اليوم لتجديد قياداتها ومجالس الشورى لها في المناطق ومن ثم انتخاب قياداتها السياسية والعسكرية والمؤسسات الاخرى ...؟؟ هل احد يعرف اسماء المؤتمر او المرشحين ..... كما تعرف حماس كل شيء يتداول على القهاوي والحانات لتجمعات فتح وليس تنظيم .... بالتاكيد لا ...؟؟ وان كانت التكهنات تقول ان حخماس وامام متغيرات اقليمية وباحترام لنظامها الداخلي قد تجدد المكتب السياسي ورئيس مكتبها السياسي بما يتوافق مع المرحلة ..... كثير من القول ...؟؟ كثير من وضع الابجديات والمعاني في مكانها بعيد عن العنترية .... وجموع منفلشه مسطحة ثقافيا وانضباطا .....والتزاما ..... وهذا هو المطلوب بان تكون فتح امام خصم ومنافس قوي ضعيفة مهلهلة متصارعة ، فلم يعد السيد عباس يحتاج لتنظيم فتح بل لديه ما يكفيه من الاجهزة الامنية ، بل قد يلاحق من يريد ان يعمل فتحاويا بالرجوع لنظامها ، وهذه مهرجانات فتح وانتخابات حماس .... فاتقوا الله يا اولي الالباب لعلكم تفلحون. |