وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رغم الحصار ... الاستثمارات تغزو قطاع غزة

نشر بتاريخ: 05/02/2017 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:05 )
رغم الحصار ... الاستثمارات تغزو قطاع غزة
غزة- تقرير معا- بالرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة، التي أفرزها الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة, منذ عشر سنوات وحالة الانقسام وارتفاع معدلات الفقر والبطالة المستشرية، دأب الكثير من رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال في القطاع إلى استثمار أموالهم في العديد من المشاريع الضخمة، بعد القبول الهائل الذي شهدته مشاريع عدة افتتحت خلال الفترة الماضية.
وكان آخر افتتاح هذه المشاريع الاستثمارية، التي تعد الأضخم على مستوى القطاع، مدينة للحوم والأسماك الطازجة والمجمدة، وكذلك افتتاح مولا يضم العشرات من المحلات التجارية، منذ بداية العام الجاري.
وبحسب مركز الإحصاء الفلسطيني، فإن معدل البطالة في قطاع غزة، قد بلغ 43.2% في الربع الثالث من عام 2016 وتجاوز عدد العاطلين عن العمل ما يزيد عن 218 ألف شخص، وبحسب البنك الدولي فإن معدلات البطالة في قطاع غزة تعتبر الأعلى عالميا ، إذ ارتفعت معدلات البطالة بين فئة الشباب و الخريجين لتتجاوز 50%.
وارتفعت معدلات الفقر والفقر المدقع لتجاوز65% وتجاوز عدد الاشخاص الذين يتلقون مساعدات إغاثية من الاونروا و المؤسسات الإغاثية الدولية أكثر من مليون شخص بنسبة تصل إلى 60% من سكان قطاع غزة، وتجاوزت نسبة انعدام الأمن الغذائي 72% لدي الأسر في قطاع غزة، وبحسب أخر إحصائية صادرة عن مركز الإحصاء الفلسطيني للفقر في الأراضي الفلسطينية في منتصف عام 2012، أي قبل تعرض قطاع غزة لحربي 2012 و 2014، فإن 38.8% من سكان قطاع غزة يعيشون تحت خط الفقر الوطني في فلسطين و الذي يبلغ 2293 شيكل، و21.1% يعيشون تحت خط الفقر المدقع والذي يبلغ 1832 شيكل.
يقول محمد الدنف عضو مجلس ادارة شركة أبناء سعيد جميل الدنف، وهم أصحاب مدينة اللحوم "MEAT CITY ": إننا نسعى من خلال إنشاء هذا المشروع الى استقطاب عدد كبير من الشباب المتعطلين عن العمل"، منوها إلى أن المشروع عين 50 عاملا كانوا عاطلين عن العمل، ويعيلون عشرات الأسر المحتاجة.

وأضاف الدنف في حديث لمراسل "معا" في غزة : " يوجد لدينا خطة للاستمرار في العمل دون توقف، وافتتاح المزيد من المشاريع في كافة محافظات غزة، بهدف توظيف عدد أكبر من العاملين، وكذلك وصول المواد الغذائية بشكلها السليم إلى المستهلك".
وأشار إلى أن المشروع يسعى إلى تطوير المنتج وتقديمه للموطن بالشكل السليم والمناسب، مؤكدا أن الأسعار تناسب جميع شرائح المجتمع، بما فيهم أصحاب الدخل المحدود.
وتابع:" إن البضائع الموجودة محلية ومستوردة"، مشددا على أنهم يعملون بشكل دائم على فتح المزيد من المشاريع بعد سقل الأفكار الجديدة والصحية التي من شأنها الارتقاء بغزة.
بدوره ، وصف المحلل و الخبير الاقتصادي الدكتور ماهر الطباع، انتشار المشاريع التجارية بكثرة في قطاع غزة، بالظاهرة الغريبة، في ظل ظروف البلاد الصعبة، نتيجة الحصار الاسرائيلي والانقسام وارتفاع معدلات الفقرة والبطالة.
ويقول الطباع في حديثه لمراسل "معا": "إننا نشهد افتتاح عدد كبير من المولات التجارية مؤخرا في قطاع غزة، بعدما كانت تقتصر على الدول المحيطة والأجنبية".

ويضيف الطباع " أن المولات بمثابة نوع من أنواع الثقافة التجارية الجديدة في القطاع، بالإضافة إلى أنها نوع من أنواع الترفيه للمواطنين الذين يتوافدون عليها".
ويعتقد أن رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال يجدون جدوى من الاستثمار، في هذه المشاريع التي تحتاج لمصاريف تشغيلية ضخمة وتحتاج للاستمرارية والاستدامة وإلى القوة الشرائية والاستقرار الاقتصادي ، موضحا وجود استثمارات بملايين الدولارات في غزة.
من جهته، يقول علي الحايك رئيس جمعية رجال الاعمال في قطاع غزة" نحن نشجع الاستثمار في القطاع لتشغيل العمالة التي انتشرت، خاصة في صفوف الشباب"، مشددا على أنه بالرغم من الاستثمارات الداخلية الموجودة، إلا أنها لا تشكل رافعة اقتصادية كبيرة للقطاع، نظرا لظروفه الاقتصادية الصعبة.
ويضيف الحايك في حديثه لمراسل معا: غزة بحاجة إلى رفع الحصار الاسرائيلي المفروض عليها، منذ عشر سنوات، بصورة كاملة، وكذلك تحقيق مصالحة فلسطينية،وهدوء سياسي وأمني واقتصادي، لجلب الاستثمارات الخارجية،وضخ الأموال لغزة"، منوها إلى أنه بدون ذلك، فإن الاقتصاد يعد في عداد الموتى".
ويشير إلى أن خسائر قطاع غزة, تقدر بالمليارات نتيجة الحصار الاسرائيلي، وأضرار الحروب الثلاثة التي شنت على غزة على مدار 10 سنوات.

ويعتبر قطاع غزة أكثر مناطق العالم اكتظاظا بالسكان حيث يقطن المليوني نسمة في مساحة 365 كيلو مترا مربعا ويبلغ طول القطاع 41 كيلومتر وعرضه يتراوح بين 5 و15 كيلومتر.

تقرير: أيمن أبو شنب