|
مسرح الحرية يستمر في عروض مسرحية "مروح ع فلسطين"
نشر بتاريخ: 08/02/2017 ( آخر تحديث: 08/02/2017 الساعة: 15:33 )
جنين- معا- استمر مسرح الحرية العروض الجديدة لمسرحية "مروح ع فلسطين" في مخيم جنين، بدعم من الصندوق الثقافي الفلسطيني التابع لوزارة الثقافة الفلسطينية.
ويأتي هذا العمل المسرحي التفاعلي كونه أداة للتغيير المجتمعي تم إنشاؤه في العام 2016 من إنتاج مسرح الحرية، وإخراج "ميكائيلا ميراندا"، وأداء كل من معتز ملحيس، ورنين عودة، وأمير أبو الرب، وأسامة العزة، وإيهاب تلاحمة، وشهد سمارة، بمشاركة موسيقية من نبيل الراعي وسامر أبو هنطش. يشار الى أن هذا العمل الفني هو محاولة لتوثيق الحياة الفلسطينية من خلال قصص حقيقية تم تجميعها من أماكن مختلفة من فلسطين كالأغوار والمناطق المحاذية للجدار والمخيمات وصولا إلى تجمعات البدو، ودارت الأحداث داخل مربع أبيض على خشبة المسرح ولعبها الممثلون في إطاره فقط، فبدأ العرض بالمشهد الذي رسم فيه الممثلون صورة لتمثال الحرية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهنا برزت المفارقة بين الشعارات الأمريكية وبين الواقع المعاش الذي يحمل شعار الحرية المزيفة، وكيف هي نظرة المجتمع الأمريكي للشعوب العربية وخاصة فلسطين. وانتقلت الأحداث بانسيابية للحديث عن حياة الشاب الفلسطيني جاد والمولود في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يعود لأول مرة في حياته إلى زيارة موطنه فلسطين، رغبة منه بعرفة المزيد عن شعبه وهويته ليكتشف أن الواقع يختلف كثيرا عما يراه في وسائل الإعلام أو بما تلقاه في المجتمع الأمريكي، ثم يعود محملا برسالة من أخته أمل إلى صديقتها ريما التي تعيش في حي الشجاعية في غزة، فيصل أولا إلى مطار في تل أبيب ومن ثم لا يعرف كيف يصل إلى الضفة الغربية وبالتحديد جنين، ومن ثم يجد شابا عربيا يساعده ويوصله إلى جنين، ليمكث عند صديقه الذي يشاركه رحلة البحث عن ريما. ومن جنين انطلق جاد وصديقه محمود في العرض للبحث عن ريما وخلال رحلة البحث هذه ينقل الممثلون المشاهد بين المناطق الفلسطينية بواقع الحياة فيها بتفاصيلها وزواياها التي نعيشها ونراها، وتحدث عن المعاناة التي يواجهها الفلسطيني من الوقوف على الحواجز للتفتيش و التعرض خلالها للقتل والضرب والاعتداء والرجوع دون العبور. كما تحدث العرض عن إضافة جميلة جدا تدور حول المفارقة في حياة الشعب الفلسطيني الذي ينام على صوت الرصاص والضرب والقتل والجو الملوث برائحة الدماء ليستيقظ مع أصوات آذان الفجر وصياح الديك ليمارس طقوس حياته اليومية كأن شيئا لم يكن. وبين العرض أن جاد يقف حائرا ليصل في النهاية إلى أن هذه الأرض تستحق التضحية والدماء من أجل البقاء والحياة الحرة الكريمة والحق في الوجود واستحقاقه رغما عن الظلم والاحتلال، ويرى في المشهد الأخير مخيم الدهيشة في بيت لحم الذي رأى فيه الشهداء كأنه شارع طويل يصل إلى حي الشجاعية، وهذه كانت هي رسالة جاد الذي عاش في الولايات المتحدة الأمريكية لكل المغتربين عن أوطانهم بأن يعودوا حتى ولو كانت الظروف صعبة وأليمة لكن الأرض والشعب يستحق. ورأت شيرين جرار أمينة سر مجلس إدارة مسرح الحرية أن العرض مميز ويقدم رسالة جميلة جدا لكل المغتربين تحمل في طياتها دعوة للعودة وتحد لكل الصعوبات، وأن عنوان المسرحية كان موفق جدا ومناسب لفكرة العرض، وشكرت بدورها مسرح الحرية على حرصه وتمسكه دائما بتأدية دوره في ترسيخ مفهوم المقاومة الثقافية من خلال أعماله ونشاطاته. أما المتطوعة عتاب هارون (صديقة المسرح والمشاركة المتفاعلة مع أنشطته)، أشارت الى قوة العرض الذي كان فقط ممثلين داخل مربع صغير بدون إضافات تجميلة ولا ديكورات لكن العرض كان قادرا على إيصال رسالته وفكرته وبقوة وكيف له القدرة على لمس القلوب والمشاعر وتحريكها بأن هذه الأرض تستحق أن نتمسك بها بشوارعها، وناسها، ومآسياها وقصصها. وأضافت أن العرض رسالة محفزة على التمسك بالأرض والتشبت بها لكل شاب فلسطيني يفكر بالهجرة والغربة عن وطنه. يشار إلى أن هذه العروض ستستكمل في الجامعات الفلسطينية ومنطقة جنين في شهري آذار ونيسان بدعم من وكالة التعاون السويدية للتنمية الدولية "سيدا" وبالتعاون مع شبكة الفنون الأدائية الفلسطينية. |