وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قصة غير مكتملة: سامر بني عودة "فص ملح وذاب" ؟!!

نشر بتاريخ: 09/02/2017 ( آخر تحديث: 12/02/2017 الساعة: 21:49 )
قصة غير مكتملة: سامر بني عودة "فص ملح وذاب" ؟!!
بيت لحم - تقرير محمد اللحام - معا- هروب الشاب سامر بني عودة من مستشفى "هعيمك" في مدينة العفولة داخل الاراضي عام 1948 بتاريخ 29/1/2017 اثار موجة من التداعيات الاخبارية والمتابعة للأمر على اكثر من جهة وصعيد.
سامر الذي كان معتقلا لدى جيش الاحتلال، اثار لغط كبير ليس في حيثيات هروبه فحسب بل وفي مكان تواجده بعد مرور حوالي الاسبوعين على عملية الهروب.
من هو سامر؟
في البداية حاولنا ان نتعرف على شخصية سامر بني عودة لنجيب على سؤال من هو؟
سامر علي عبدالقادر بني عودة من مواليد قرية طمون قضاء طوباس شمال الضفة الغربية، من مواليد 3/ 3 /1984، درس في القرية حد الثانوية التي لم يكملها بفعل الاعتقال من قبل جيش الاحتلال الذي اتهمه انه محسوب على حركة الجهاد الاسلامي.
اعتقل بتاريخ 10 /7 /2004 حتى 19/ 9 /2005 وفي المرة الثانية اعتقل بتاريخ 30 /8 /2013 حتى 9/ 2 /2014 والمرة الثالثة كانت بتاريخ 19/5/2014 حتى 2/3/2015.
وسامر متزوج ولديه اربعة ابناء نصفهم ذكور والنصف الاخر اناث.
يمتلك سامر بعض الاراضي في القرية، وكذلك مزارع "بركسات" للدواجن، ليمارس التجارة بجانب الزراعة في عمله الذي يشكل له مصدر الدخل.
خرطوش منتصف الليل
صباح 29 /1/ 2017 الساعة الثانية بعد منتصف الليل كان سامر في منطقة قريبة لمزرعته مع مجموعة من الاصدقاء يمارسون هواية صيد الغزلان في منطقة رعوية "الحديدية" يسكنها البدو إلا ان الصيد محظور فيها حيث داهمتهم قوات جيش الاحتلال واعتقلته مع الشقيقين صقر ومعن بشارات ابناء المختار عبد الرحيم وابن قريته عاهد بني عودة، وبحوزتهم بندقية صيد من نوع خرطوش.
كيف عرفت العائلة بخبر اعتقاله قال شقيقه عبد القادر ان اهل المنطقة اتصلوا بنا.
فاق الجميع على خبر هروب اسير فلسطيني من سجون الاحتلال وكانت التفاصيل تقول انه هرب من عيادة سجن العفولة ..ولكن كيف ولماذا ؟
حاولنا الاستفسار من رئيس نادي الاسير الفلسطيني محمود صوافطة حول العادة بالإجراءات الطبية للمعتقلين.
قال صوافطة ان العادة تجري ان يتم تحويل المعتقلين من المنطقة الى مركز الاعتقال حوارة، الذي يشتمل على عيادة طبية يتم عرض المرضى على ما يتوفر من ممرضين فيها.
وعن نقل سامر الى العفولة يقول: انا لا استطيع ان اجزم حول السبب لان أي من المحامين لم يزوروه ولكنني اعتقد مجرد اعتقاد ان نقله للعفولة قد يكون نتيجة تعرضه للضرب او لمصاب طبي كانت تقديرات الاحتلال بضرورة نقله لمستشفى العفولة.
كيف هرب سامر ؟
اما عن هربه وطريقة الهرب فلا يوجد جواب جازم وحاسم إلا اننا استمعنا لرواية محلية تقول انه وبحكم توقيفه على خلفية غير امنية هذه المرة فان الاحتياطات الامنية لا تكون بمستوى تلك المستخدمة مع المعتقلين الامنيين، وبالتالي فان القيود الحديدية "الكلبشات" يتم فكها من يديه او اقدامه عند الدخول للمستشفى.
وتم ادخال سامر للطبيب بغرض الفحص وعلى ما يبدو ان الطبيب انتهى من فحصه وطلب منه الخروج من العيادة ليدخل مريض ثاني.
وعندما خرج سامر وجد مجموعة الجنود المكلفة بمرافقته قد انشغلت بأمر ما ساعده على الخروج بشكل طبيعي، وإكمال المسير خارج المستشفى لتختفي اثاره.
وعندما دخلت المجموعة الى عيادة الطبيب وجدت مريض اخر، وأدركت انها وقعت في ازمة لم تستطع تداركها رغم محاولات البحث التي فشلت، لتعلن الجهات الاسرائيلية في النهاية عن خبر هروب الاسير سامر بني عودة.
يتضح ان ما بين اعتقال سامر وهروبه مجرد ساعات وهو المعتقل في الثانية صباحا والمعلن عن هروبه في ظهر نفس اليوم.
اخبار وبيانات متضاربة
بعد ثلاثة ايام من الهروب انتشر خبر على بعض الوكالات والمواقع وصفحات التواصل الاجتماعي ان اجهزة الامن الفلسطينية اعتقلت سامر في طولكرم.
والمتتبع يجد ان معظم مصادر خبر اعتقال سامر من قبل قوات الامن الفلسطينية هي مصادر اخبارية قريبة ومحسوبة على حركة حماس دون الاخذ برواية المتحدث باسم الامن الفلسطيني وهو امر يأتي ضمن حالة المناكفة السياسية الحزبية في ظل حالة الانقسام الداخلي وهو امر اصبح معهود.
حتى عائلته انقسمت في مواقفها بين بيانات نسبت لهم، بعضها يتهم السلطة الفلسطينية باعتقاله والبعض الاخر يبرئ السلطة وينفي ان يكون ابنها معتقل لدى اجهزتها الامنية.

اين سامر ؟
السؤال المباشر لشقيقه حول معلوماتهم عنه؟
يقول عبد القادر شقيقه الذي يعمل في وزارة الاوقاف الفلسطينية: اننا لا نعلم شيء عنه او عن مكان تواجده رغم ان لدينا اعتقادات ولكنها ليست جازمة، ونحن قبل هذه المرة لم نرغب بالحديث للإعلام في هذا الامر.
كيف كان الاجراء من قبل الامن الاسرائيلي ومداهمة البيت او الاتصال الهاتفي؟
يرد عبد القادر: ان الامن الاسرائيلي لم يداهم بيتنا ولم يتصل بنا للسؤال عن سامر بالمطلق.
اللواء عدنان الضميري المتحدث باسم الاجهزة الامنية كان قد خرج للإعلام نافيا نفيا قاطعا ان تكون الاجهزة الامنية اوقفت او احتجزت سامر.
سؤالنا كان للواء الضميري عن مدى اصراره على الرواية الاولى او أي تغير حصل بالأمر في الايام التي تلت ذلك؟
يعود اللواء الضميري للتأكيد ان الاسير سامر بني عودة لم يتم توقيفه من قبل الاجهزة الفلسطينية ويوضح الضميري "في البداية كانت الشائعة ان جهاز الاستخبارات الفلسطينية هو من اوقف سامر وقد اتصلت بالاستخبارات الذين اكدوا بشكل قاطع انهم لم يعتقلوه. وقبل خروجي للإعلام اجريت اتصالاتي مع كافة الاجهزة الامنية التي نفت لي أي معرفة بالأمر في كافة دوائرها".
ويبين اللواء الضميري "ان الامر برمته لا يستوجب ان نخفيه لو كان عندنا، ونحن نمارس عملنا القانوني بكل شفافية، ولا يعقل ان يكون لدينا معتقل ونخفيه عن اهله وعن محيطه" .
ويضيف الضميري "ان الامن الفلسطيني تحفظ على معتقلين اخطر بكثير من بني عودة دون مواربة فلماذا نأتي اليوم لنقول عن شخص اعتقلناه انه ليس لدينا ؟".
مع نهاية التقرير قد نكون اجبنا على سؤال من هو سامر دون ان نجد اجابة على سؤال اين هو سامر.
وتبقى بعض الاسئلة العالقة في القصة وقد لا يمتلك اجاباتها سوى سامر نفسه.