|
الحديث ذو شجون كل عام ورياضتنا بخير بقلم **فايز نصار
نشر بتاريخ: 25/12/2007 ( آخر تحديث: 25/12/2007 الساعة: 15:24 )
بيت لحم - معا - في مثل هذا اليوم قبل عام ، كتبت في هذا المكان عن عام 2006 ، تحت عنوان " من غير مطرود " لأن كان قاسيا على أعصاب الفلسطينيين ، من كل النواحي ، ولم اعلم يومها أن السنة الجديدة ستكون أكثر إيلاما ، وأشد ايجاعا على قطاع الرياضة والشباب ، وان نصبح بصدد عام أدخلنا التاريخ ، من باب الفضائح والفساد !
و" من غير مطرود" نقول لسنة 2007 ، وهو يقلب صفحاته الأخيرة ، لعل السنة القادمة تشهد عودة رياضيي فلسطين إلى رشدهم ، والتقائهم على مائدة الحوار ، التي تقدم المصالح العليا لرياضتنا وشبابنا على كل المصالح الأخرى ، شريطة أن يحتكم الجميع للقوانين والأعراف الرياضية ، وان يتحلى الجميع بالنزاهة وحسن النية ! "من غير مطرود " يجب أن تكون صرخة الشرفاء في هذا الوطن ، في وجه من أوصلوا الوطن إلى هذه الحالة ، من الشَرذمة الرياضية ، وأولئك الذين يصفقون للانشطار السياسي ، الذي سببه الانقلاب غير المبرر ، والذي انعكس سلبا على كل القطاعات ، وخاصة قطاع الشباب والرياضة ، الأكثر تأثرا بغياب اللحمة الوطنية ! لا اختلاف بين المختلفين ، على أن الرياضة الفلسطينية دفعت ثمنا غاليا لنزيف الوطن ، جراء العدوان الإسرائيلي ، وحصاره الهمجي لشعب فلسطين ، وخاصة في المحافظات الجنوبية ، ولا ينبغي أن يختلف الخيرون على أن الحالة الغريبة ، التي وضعنا فيها قصار النظر ، كانت أكثر ايجاعا وايلاما لهذا الشعب المسكين ! ولست هنا بصدد الكتابة في السياسة ، لأن للسياسة أهلها ورجالها ، ولكن بناء هذا الوطن تتضاغرُ فيها الأعمدُ لحمل السقف ، وسيكون الوضع غير طبيعي ، عندما يصيب الوهن أهم الأعمدة ، ولا ينبغي لفاهم أن يختلف على كون قطاع الشباب والرياضة يمثل أهم الأعمدة ، لان الشباب هم حماة الوطن ، ووقود معاركنا في السلم والحرب ! المهم أن هذا الشباب تعرض لجملة من المجازر الرياضية ، خلال السنة التي تولي دبرها هذه الأيام ، وكانت البداية بنتائج كارثية لمعظم المنتخبات الوطنية ، التي خرجت خاوية الوفاض من كل معاركها ، فكانت الهزيمة القاسية من سنغافورة ، التي لم تعرف مدارسها قوانين كرة القدم إلا منذ سنوات ، وكانت الخسارات الدرامية لأشبالنا ، حتى أمام بنغلادش ، التي لا أردي ان كانت حكومتها تضع في مخططاتها شيئا عن كرة القدم ، وكانت الخسائر والخسائر ...! ولا يجب أن ينصب كلامنا على كرة القدم ، ولكن كرة القدم قبلت لنفسها أن تكون الأكثر شعبية ، والأوسع انتشارا ، ولذلك تكون شاهدا على الرياضات الأخرى في السراء والضراء ، ونجاحاتها تنعكس على الرياضات الأخرى ، كما أن إخفاقاتها تدمي قلب الرياضات الأخرى ! وإذا كانت كرة القدم عينة مثالية للحديث لردتنا الدولية في الميادين ، فإنها تشكل عينة أخرى لردتنا الأخلاقية ، في التعامل مع آثار تلك النتائج ، وتعاطينا مع الملفات ، بحلوها ومرها ، وجاءت جدية السيدة الوزيرة في فتح ملف الاختلاسات المالية ، من صندوق اتحاد كرة القدم لتكشف المستور ، لأن تحويل الملف إلى السيد النائب العام ، جعل كل المتورطين يضعون أيديهم على قلوبهم ، خاصة وان تداعيات الجريمة قد تجر الى الفلقة أقدام أناس غير المتهمين ، من المحرضين والساكتين ، والسكوت على الجريمة ، وعدم التبليغ عن المجرم في الوقت المناسب ، يشكل مشاركة تعاقب عليها كل الأعراف ! ويبدو أن المعركة حول الاختلاسات ، أربكت بعض الذين يخشون على مستقبلهم ، ولذلك وسعوا ميدان المعركة ، مما ساهم في فتح ملفات جديدة ، في انتظار تحرك المعنيين في الأصل من رواد الملاعب ، من أعضاء الهيآت العامة في الأندية من خلال انتخابات جديدة في كل الخلايا الرياضية ، ليقول الجمهور كلمته ، في القاعدة ، حتى يشارك الجميع في صنع القرار ! "من غير مطرود" نقول لسنة 2007 ، و"من غير مطرود" نقول لسنة الفساد الرياضي ، و"ميت هلا" نقول لسنة 2008 ، لعلها تكون سنة الإصلاح الرياضي الشامل ، ولعلها تكون السنة التي يهدي المولى عزوجل فيها الفاعلون في القطاع الرياضي ، فيصلح حالهم ، أو يأخذهم بعيدا عن كلكل القطاع الرياضي ، إذا أصروا على المضي في غيهم ، وكلنا ثقة في النيابة الفلسطينية ، لكشف المستور ، وإعادة الأموال المسروقة ، ومعاقبة من تثبت إدانته ، من الحرامية ، والمتواطئين مع الحرامية ! وكل عام ورياضتنا بخير ! والحديث ذو شجون [email protected] |