وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عبد الرحمن: حماس تصطنع التطرف وتغذيه كتعبير عن فشل عملها للمصلحة الوطنية

نشر بتاريخ: 26/12/2007 ( آخر تحديث: 26/12/2007 الساعة: 18:26 )
رام الله - معا- لم يستبعد احمد عبد الرحمن الناطق الرسمي لحركة فتح أن يكون التنظيم المشوه والمسمى "فتح الإسلام" الذي ليس له علاقة بفتح أو بالإسلام، قد تسلل إلى قطاع غزة في ظل الانقلاب الذي قامت به حركة حماس.

وقال عبد الرحمن في حديث لإذاعة صوت فلسطين صباح اليوم: أن هذا التسلل قد يكون تعبيراً عن حاجة لأجهزة مخابرات عربية واقليمية لإظهار مزيد من الفوضى والانقسام في الساحة الفلسطينية وإفقاد القضية الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية الصورة التي تتمتع بها على مدى أربعين عاماً، وهو أنها حركة تحرر وطني تسعى لتحرير أرضها من الاحتلال الإسرائيلي وتحظى بالعطف والتأييد من الرأي العام العالمي وبالتضامن الدولي الواسع، وما أدى إليه من اعتراف عالمي بها وصدور قرارات دولية لصالح القضية الفلسطينية وتأكيد الحقوق الوطنية الفلسطينية.

وأوضح أن هناك من يحاول توظيف كلمة فتح وكلمة الإسلام (وفتح والإسلام بريئان من هذا التنظيم) لتشويه صورة القضية الفلسطينية وضرب التعاطف الدولي مع قضيتنا ووصفنا بالإرهاب.

وحمل عبد الرحمن حركة حماس مسؤولية فتح هذه الثغرة في الجسم الفلسطيني بانقلابها الأسود على الشرعية في قطاع غزة.

وقال أن واقع التطرف والتبعية الذي خلقته حماس بانقلابها في قطاع غزة، يشكل الأرضية المناسبة لنمو مثل هذه التنظيمات الإرهابية، بل تجد من يغذيها.

واستغرب عبد الرحمن كيف أن عصابة العبسي المسماة"فتح الإسلام" أعلنت في بيان لها أنها قصفت سيدروت بصاروخ وأن الانقلابيين يدعون أنهم لم يروا أو يسمعوا بذلك وكأنهم فقدوا حاسة السمع والبصر.

وقال: أن جزءاً من" ألاعيب الانقلابيين في حماس" هو أن يتبنوا تنظيمات في غاية التطرف وظيفتها المرحلية التخويف وبث الرعب والإرهاب تحت مسميات الزرقاوي وبن لادن. مشيرا الى أن مجموعة العبسي نعتت نفسها باسم "كتيبة بن لادن".

وحذر من خطورة وجود مثل هذا الاسم او غيره في فلسطين على القضية الفلسطينية .

وقال: كل سيغلق أذنيه ويرفض أن يسمع أي شيء عن فلسطين اذا كانت قضيتها في أيدي إرهابيين على وزن الزرقاوي وبن لادن والعبسي.

وكرر عبد الرحمن القول أن حماس تتحمل كامل المسؤولية "عن هذه الصورة البشعة التي أوصلت إليها قضيتنا الفلسطينية".

ولفت الى ان هذا المسلسل من التطرف يصطنعه" الانقلابيون" وربما يغذونه أيضاً كتعبير عن فشلهم في العمل من أجل المصلحة الوطنية وبالتالي يهربون الى الأمام من تطرف الى تطرف مشيراً الى انهم استخدموا تعبيرات كثيرة في الفترة الماضية واليوم جاء دور عصابة العبسي.

وأكد عبد الرحمن أن الشعب الفلسطيني على درجة عالية من الوعي ليعرف الغث من السمين ويعرف من يخدم قضيته ومن يدمر هذه القضية ويسيء اليها.

وحول المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي في ظل القرارات الاستيطانية، قال عبد الرحمن: لا بد أن ندرك الأهداف الإسرائيلية من وراء التصعيد الاستيطاني المكشوف والمفضوح لأنه يقترن بآخر قرار دولي باستئناف المفاوضات الثنائية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وأوضح أن إسرائيل كلما خشيت أن تفرض المفاوضات عليها في مراحل لاحقة أن تتخلى عن الأراضي المحتلة أو تنسحب منها، تبدأ بخلق وقائع مصطنعة على الأرض كما يجري حالياً في القدس بإحاطة المدينة بجدار استيطاني كثيف، وكتل إسمنتية لفصلها بالكامل عن الضفة الغربية، بحجة أن القدس قد ضمت اليها، وهو القرار الذي لم يعترف به أحد في العالم.

وقال ان كل ما تقوم به إسرائيل وتفعله هو لتعطيل الحلقة الراهنة من الصراع الفلسطيني_ الإسرائيلي وهو صراع المفاوضات.

وأضاف: ان إسرائيل تدرك أن استمرار المفاوضات الثنائية وسط تأييد دولي سوف يترتب عليها نتائج لا تستطيع السيطرة عليها، لذلك تحاول وقفها من الآن.

ودعا عبد الرحمن الى عقد مؤتمر دولي وتدخل دولي للإشراف على مفاوضات الوضع النهائي لاستحالة وصول الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الى اتفاق في مفاوضات مباشرة بينهما.

وقال: ليكن واضحاً ان الجانب الفلسطيني سوف يستمر بالتفاوض وسوف يستمر أيضا في رفضه للاستيطان.

وقال أن إسرائيل تراهن على ما تعتقده الوضع الصعب الذي يعيشه الفلسطينيون، وعلى تنازل فلسطيني في موضوع هنا أو هناك.مؤكدا أن إسرائيل تخطئ في اعتقادها هذا.

وأشار إلى موقف الرئيس أبو مازن برفض تغيير المرجعيات التفاوضية أو التنازل عن أي من حقوقنا التي نصت عليها قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وخارطة الطريق وقرار مجلس الأمن 1397.

وقال: ان هذا الموقف يجب أن يكون واضحاً للجمهور الفلسطيني بأننا لا نجلس على طاولة المفاوضات للمساومة على حقوقنا بل على العكس من ذلك، نذهب لنقول للإسرائيليين يجب عليكم أولاً وقف الاستيطان وسوف نستمر في هذا الموقف ولن يؤثر في الموقف الفلسطيني أي عامل من عوامل الضغط الإسرائيلي الحالي.

وأكد أن الأرض الفلسطينية المحتلة عام 67 كاملة والقدس الشرقية كاملة وقطاع غزة كاملاً، هي في القانون الدولي أرض فلسطينية، وكل ما تقيمه إسرائيل عليها من استيطان ومن جدار هو لاغ وغير شرعي كما جاء في قرار محكمة العدل الدولية.

وأشار عبد الرحمن الى القرار الصادر عن مجلس الأمن بخصوص جبل أبو غنيم والذي أبطل فيه البناء الاستيطاني في هذا الجبل.

ودعا عبد الرحمن "الى مزيد من الصمود والصبر الفلسطيني والتمسك بالحقوق حتى نصل الى المحطة الثانية من المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية وهي محطة إجبارية وتتمثل في مؤتمر دولي للسلام يقرر حل الدولتين ويجبر إسرائيل على الانسحاب الكامل والشامل من الأراضي الفلسطينية والعربية وفي مقدمتها القدس الشريف".