|
(73) عائلة مقدسية في ضيافة برج اللقلق
نشر بتاريخ: 20/02/2017 ( آخر تحديث: 20/02/2017 الساعة: 16:25 )
بقلم :ياسين الرازم
ان توفر الرغبة الصادقة للعمل وخدمة المجتمع أمر في غاية الأهمية وشرط أساسي لتحقيق النجاح المأمول والوصول الى الهدف المنشود ،ومهما كان الأمر صغيراً او بسيطاً قد يكون من الصعب تنفيذه والوصول به الى بر الامان اذا لم تتوفر لدى القائمين عليه الرغبة الاكيدة والايمان بالعمل وأهميته ،وان ما يزيد العمل جمالاً ونجاحاً والقاً هو توفر المهنية والمصداقية والشفافية لدى الاشخاص المنفذين للعمل أو المؤسسات القائمة عليه . جمعية برج اللقلق المجتمعي في البلدة القديمة من القدس مثالاً حياً وصارخاً ، يستحق الوقوف امامه مطولاً والحديث عنه بحرية واسهاب ، خاصة بعد تلك الانجازات التي حققتها ادارة الجمعية خلال السنوات السابقة، والتي نجحت في تحويل المكان من مجرد مقر كغيره من مقرات المؤسسات المقدسية الى نقطة جذب واستقطاب ايجابية للشباب المقدسي ومؤسساته المجتمعية والثقافية والشبابية والرياضية فبات يحتضن الفعاليات المتنوعة والبطولات الرياضية في قاعاته ومرافقه وملاعبه ،وليس ادل على هذا القول من تسابق المؤسسات الداعمة للتعاون مع ادارته والعمل في اروقته وفوق قطعة الارض التي تعد الاكبر بعد المسجد الاقصى من حيث المساحة داخل البلدة القديمة ،تلك الارض التي كانت مهددة بتمدد السرطان الاستيطاني اليها وابتلاعها لولا الشرفاء من ابناء المدينة في رابطة الجودو والكراتيه والهلال المقدسي والراحل فيصل الحسيني والهيئات الادارية التي تعاقبت على هذه المؤسسة وصولاً للإدارة الحالية التي توجت جهود كل من سبقوها بهذه الانجازات وهذه الاعمال الرائعة . مؤخرا خرجت علينا ادارة الجمعية بفكرة رائدة غير مسبوقة في المجال المجتمعي والرياضي ،عندما اعلنت عن تصديها لتنظيم بطولة بكرة القدم للعائلات المقدسية ، فكان الاقبال على التسجيل يفوق كل التوقعات والحسابات عندما اعلنت ثلاثة وسبعون عائلة مقدسية رغبتها بالمشاركة في هذه التظاهرة الاجتماعية والرياضية المقدسية ،وبنظره موضوعية نجد ان هذه البطولة تخرج عن كونها بطولة رياضية لأنها اكبر من ذلك بكثير، فهي مبادرة خلاقة تهدف الى التماسك والترابط وزيادة اللحمة بين ابناء المجتمع المقدسي بكافة اطيافه وتشجع العائلات بشيبها وشبابها على زيارة البلدة القديمة واحياء اسواقها وازقتها والمشاركة في اللقاءات والجلسات الحوارية التي ستعقد بعد كل لقاء كروي عوضاً عن انها تتيح الفرصة للشباب المقدسي لنسج العلاقات والتشبيك لتنظيم فعاليات رياضية ومجتمعيه شبيهة بالمستقبل . نختم حديثا بالقول ان العمل في القدس يحتاج فقط الى النية الصادقة والرغبة الأكيدة في ان يكون لكل منا بصمته الايجابية والمؤثرة للحفاظ على القدس بعيداً عن كل الشعارات (والأجندات ) الشخصية والحزبية . |