|
ردا على خطيب الأقصى
نشر بتاريخ: 26/02/2017 ( آخر تحديث: 26/02/2017 الساعة: 11:30 )
الكاتب: محمد خضر قرش
الجهل والفكر الضال والتساوق مع السياسة
الأميركية هي من أسباب استمرار هزائمنا تكثر في فترات التراجع والضعف والهوان والانحسار– كما هو حالنا في فلسطين اليوم - تفسيرات وحكايات كثيرة عن أسباب الهزائم، تماما كما حصل بعد نكسة حزيران 1967،حيث انبرى الشيوخ ورجال الدين في حينه بتفسير وتبرير النكسة ببعدنا عن الدين؟.وها هم يطلون علينا اليوم ومن منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى ويقولون لنا شيئا مماثلا ولكنه يحمل في طياته إساءات بالغة لصبايا ونساء فلسطين الماجدات. فحينما يتفوه خطيب الأقصى بكلمات اقل ما يقال فيها بأنها ليس فقط غير صحيحة وإنما تحمل تجنيا وقدحا وذما على أخواتنا وبناتنا وأمهاتنا وزوجاتنا. فحينما يقرر من على المنبر بأن سبب هزائمنا هي" الكاسيات والعاريات والمتمايلات من الفتيات والنساء "!!هكذا إذن وبدون مقدمات قرر خطيب الأقصى يوم الجمعة الماضية الموافق 17/ شباط وبأعلى صوته وبحماسة منقطعة النظير وبصوت جهوري بدون تلعثم ما يعتقد بأنه سبب الهزائم.من المؤكد أن الخطيب ليس له علاقة أو معرفة بوطنية نساء ولا صبايا فلسطين وغير مطل على قدرتهن ودورهن في كل مراحل النضال الوطني الفلسطيني ضد كل الاحتلالات المتتالية العثمانية والبريطانية والإسرائيلية. لذا فمن الأهمية بمكان الرد على الخطيب بنقاط لتفنيد كل ما جاء في خطبته غير الموفقة والظالمة والتي تجاوزت الحدود بإساءته لفتيات ونساء ومناضلات شعب فلسطين وتحميلهن سبب الهزائم، لذا وحتى لا تسول له نفسه بتكرار هذه الأقاويل الداعشية فسنرد عليه ردا مختصرا وموضوعيا ومؤدبا لوقفه عند حده. 1-كاتب المقال ومئات معه على استعداد لمرافقة الشيخ ملقي الخطبة من شمال فلسطين إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها بمرافقة جهاز تصوير إعلامي متخصص ليصور ويوثق أين هن النساء والفتيات العاريات الكاسيات المتمايلات فإن وجدنا فله الحق فيما ادعاه وإن لم نجد فعليه ومن نفس المنبر أن يعتذر لنساء فلسطين علنا ويكف نهائيا هو وبقية أقرانه عن تكرار هذه المعزوفة الداعشية الدخيلة على مجتمعنا الفلسطيني. 2- وما سبق ينطبق تماما على كل بنات ونساء فلسطين في دول اللجوء والشتات والمخيمات بمعنى أن الزيارة ستكون في الداخل والخارج على حد سواء. 3- الكاسيات العاريات والمتمايلات موجودات في الشواطئ والمدن التركية حيث سلطان الإسلام اردوغان يحكم ويدير شؤون الدولة. فلماذا لا تتم الإشارة إلى الدولة العثمانية العلية.!! 4- نساء فلسطين منذ قرون وهن يناضلن جنبا إلى جنب مع رجالهن وإخوانهن وأبناء مدنهن وقراهن صابرات مجاهدات قانتات مؤمنات متصديات بإيمان وثقة وببسالة وشجاعة للمحتلين من كل الجنسيات الذين وطأت أقدامهم الهمجية أرض فلسطين. 5- نساء فلسطين من أمثال سميحة خليل وعصام عبد الهادي وزليخة الشهابي وفدوى طوقان ومئات غيرهن كن قدوة ومثالا يحتذى بهن في الشجاعة والصبر والمواجهة والعطاء والتحمل اللامحدود وبناء المجتمع وتربية الأجيال في ذات الوقت.فعندما تراخى الرجال عن حماية الأقصى أسرعن للتصدي لقطعان المستوطنين والدفاع عنه بكل صلابة وتحدي شهد له العالم كله. 6- نساء وفتيات فلسطين في أرض الإسراء والمعراج وخارجها وبكافة مناطق الشتات قدمن وما زلن عشرات الشهيدات والمعتقلات والأسيرات في سبيل الدفاع عن فلسطين وتعرضن مرات عدة للضرب والاهانة والاعتقال من قبل قوات الاحتلال على مرأى من الرجال بما فيهم خطباء الأقصى، الذين وقفوا عاجزين عن حمايتهن من جنود الاحتلال ومستوطنيه. 7- نساء فلسطين وفتياتها لم يكن يوما غير مناضلات عزيزات ماجدات رائعات قويات شجاعات مؤدبات يملكن عزيمة لا تلين ولا يعرفن عبارات العاريات الكاسيات المتمايلات، فهذه الكلمات تعكس حالة مطلقيها ونفسيتهم المريضة لا أكثر. 8-منبر صلاح الدين الأيوبي في المسجد الأقصى المبارك ليس مكانا للإساءة لنساء فلسطين ونضالاتهن فعلى من يقف عليه أن يحترم ويقدر ويشيد بنساء فلسطين. ما ذكره خطيب الأقصى في اليوم المشار إليه يجب أن لا يتكرر وان يقدم اعتذارا لكل الماجدات الفلسطينيات ويوضح ما جاء في خطبته المشئومة. 9- أما سبب الهزائم المتتالية فهي في الجهل وتفشي ظاهرة الفكر الضال الداعشي وعدم الأخذ بناصية العلم والتوقف عن الخزعبلات وبث سموم التخلف في صفوف شعب فلسطين والتساوق مع سياسة الولايات المتحدة الأميركية صديقة وممولة الاحتلال الإسرائيلي وسياسة التفريق بين المسلمين والعرب على أساس مذهبي وطائفي ووضع كل أموال العرب في البنوك الربوية الغربية وخاصة الأميركية منها وصداقة الأنظمة العربية والإسلامية للاحتلال الإسرائيلي ووقف المساعدات بأنواعها عن شعب فلسطين واعتراف كل الدول الإسلامية عدا إيران وباكستان وماليزيا بإسرائيل ،بل أن بعضها يقيم أحلافا معها للتآمر على الدول العربية والإسلامية. هذه هي من أسباب الهزائم وليست الكاسيات العاريات المتمايلات. على بعض خطباء الأقصى أن يتقوا الله في كل ما يقولونه ويخشون يوم الحساب. |