وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ما قاله عمار العزكي بحزن عن اليمن السعيد

نشر بتاريخ: 05/03/2017 ( آخر تحديث: 05/03/2017 الساعة: 11:06 )
ما قاله عمار العزكي بحزن عن اليمن السعيد
الكاتب: تحسين يقين
لسان الحال يقول برجاء "يكفي"!
أعادتنا عبارتا الفنان اليمني عمار العزكي في اراب ايدول، إلى خطبة الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي..
"بكفي تعبنا من الحروب، خلي السياسيين يلاقوا لنا حل...".
لم تكن الفتنة قد انتقلت إلى عدة أقطار شقيقة حينما أطلت علينا ماجدة الرومي لتناشد اللبنانيين في ذكرى استشهاد جبران تويني أن يكون بلد الأرز للبنانيين جميعا، وأن يعود الأمن والمحبة إلى البلاد..وألا تنتقل الفتنة إلى بلاد عربية أخرى!
ماجدة المشهورة جدا والمحبوبة جدا كانت جريئة جدا وصريحة ومباشرة حين خاطبت حضور المحتفلين بالذكرى الأولى لاغتيال تويني قائلة بصريح العبارة دون خجل ساخرة:
بتقولوا انكم مؤتمنين على سيادة لبنان، بتقولوا انكم مؤتمنين على سلامتنا، انتو اللي فتفتوا هالبلد، انتو اللي بدكم تعملوه وطن على قد الطوائف والأحزاب، انتو اللي بدكم تعملوه على قد الكرسي، هو أكبر منكم بكثير، انتو اللي فرقتونا، انتو اللي شرذمتونا،انتو اللي قسمتونا..
"بكفي تعبنا من الحروب، خلي السياسيين يلاقوا لنا حل...".
"بكفي، اتركونا نعيش".
هكذا قال عمار العزكي كما قالت ماجدة من قبل بحزن وغضب!
"بكفي تعبنا من الحروب، خلي السياسيين يلاقوا لنا حل...".
أثرت عبارة الفنان العربي الشاب، في المشاهدين، ليس فقط على مستوى التضامن الشعوري مع بلاد العرب السعيدة، الحبيبة الشقيقة اليمن، ولا على مستوى التمني، بل على مستوى الفعل؛ فكل واحد وواحدة فينا يشعر بالفعل يتحرك في أعماقه.
ورغم الأمل بتغير الحال، وأمل قليل لكنه موجود بتغير الساسة العرب، لكن للأسف، هناك صعوبة أن يجد السياسيون العرب الحلول التي نحتاجها اليوم، لأن جزءا مهما منهم يحتاج أن يتغير ليغير.
حتى نستطيع التغيير، يجب أن نبدأ بأنفسنا كمواطنين وقادة، نحن بحاجة للتغيير.
وإن صفت النوايا، فسيجد السياسيون سبلا كثيرا لحل المشاكل العربية، الداخلية داخل الأقطار نفسها، والبينية، بين الأقطار.
لسان الحال يقول بالفعل "يكفي"!
والفعل أيها الفنان الشاب القادم من جبال اليمن السعيدة هو أن ننطلق من القاعدة، فلا يجدي كثيرا التعويل على التغيير السياسي، لأنه سيكون مرحليا، يتغير قليلا ثم يعود إلى نهجه السابق، فنحن من عقود منشغلون بنزاعاتنا، التي خسرنا خلالها الكثير، وكان الأجدى ألا نخسر، بل أن نكسب.
لعل التربية والتعليم والثقافة هي طريقنا أيها الحبيب والفنون الجميلة يا جميل الصوت والقلب والعقل والشعور؛ فحين يقتنع الساسة بضرورة عدم التدخل في التربية والثقافة لضمان عدم تكرار الحالات السائدة، فسيتخرج جيل عربي يعمل للمستقبل، لا للانشعال بثأر هنا أو هناك، بل بالأحرى سيكون الانشغال علميا وإبداعيا، عروبيا ووطنيا وعالميا.
لسان الحال يقول بغضب "يكفي"!
فعلا يكفي، لماذا نجرّب المجرّب؟ لماذا نعيد الحكاية نفسها؟ ما استفدنا من نزاعاتنا الوطنية داخل الأقطار؟ وما ربحنا من نزاعاتنا العربية؟ الجواب هو أننا كنا جميعا خاسرون. خاسرون جدا، فهل يقبل أي عاقل أن يقدم على لعبة وهو يتوقع الخسارة؟ فكيف بنزاعات لا ضرورة لها!
صوت يصرخ في البرية، كل حين يصرخ، بألم يصرخ، بحزن برثاء بجنون..لماذا؟
لسان الحال يقول من خلال الفن الجميل: "يكفي!"
"بكفي تعبنا من الحروب، خلي السياسيين يلاقوا لنا حل...".
كلمات قليلة لكن تحمل همّ العروبة واهتمامها، على مرأى الملايين ومسمعهم، تلت أغنية رائعة عن الوطن الجميل اليمن السعيد، وهي من كلمات حسين ابوبكر المحضار، غناها في الأصل الفنان الرائع حسين الجسمي وهي بعنوان "حبي لها"، لنتأملها معا:
حبي لها رغم الظروف القاسيه رغم المحن
حبي لها امي سقتني اياه في وسط اللبن
ان عشت فيها لأجلها عانيت وان غبت عنها انا لها حنيت
والحاصل ان الحب شي ماله ثمن
يا لا ويا لا لا لا من قال محبوبتك قلت اليمن
احببتها في ثوب بالي عيف ابلاه الزمن
أحببتها والسل فيها والجرب مالي البدن
وسكنت معها تحت سقف البيت وكل ما أنت انا أنيت
وصبرت حتى طاب عيشي والسكن اليوم قدها لابسه الزينات والثوب الحسن
ما بارميها نهب للحنشان والا للدفن عن حسنها بعمي عيون السيت
ان شط بسكب في عيونه زيت مهما شغف قلبه بها ولا افتتن
من قال محبوبتك من قلت اليمن باخلص لها اخلاص عاشق في هواها مؤتمن
ما باصبر فيها على باطل ولا بعبد وثن باحل بها من حيث ما حليت
وان عاهدتني بالعهود اوفيت وان خان حد لا بارك الله في الخين
يا لا ويا لا لا لا من قال محبوبتك قلت اليمن".
حب كل وطن نرضعه رضاعة مع اللبن، ما ألغه من شعر وغناء!
ولعلي وقفت هنا:
"احببتها في ثوب بالي عيف ابلاه الزمن
أحببتها والسل فيها والجرب مالي البدن
وسكنت معها تحت سقف البيت وكل ما أنت انا أنيت
وصبرت حتى طاب عيشي والسكن اليوم قدها لابسه الزينات والثوب الحسن"
هو المعنى الإنساني-الوطني الواضح والعميق، في الصبر والتضحية من أجل النهوض الوطني والقومي أيضا، وتجبير الانكسار، وإقالة العثرات وسد الثغرات.
ولأجل ذلك غنى الشاعر وقال:
"ما بارميها نهب للحنشان والا للدفن عن حسنها بعمي عيون السيت
ان شط بسكب في عيونه زيت مهما شغف قلبه بها ولا افتتن"
نحرس أوطاننا لأنها بيوتنا وأهلنا..
نحرس وطننا العربي لأنه وطننا، ولأنه بيتنا أيضا.
"بكفي تعبنا من الحروب، خلي السياسيين يلاقوا لنا حل...".
حين خاطبت الفنانة ماجدة الساسة في لبنان، بصراحة تامة، وهي تقف أمامهم في ذكرى شهيد القلم جبران تويني، فإنها بدأت خطبتها بحزن عميق وقلب مجروح:
"كم سنة بعد راح ننطر تا نشوف خلاص لبنان
كم قلب بعد لازم ينكسر
كم بيت بعد لازم يخرب
كم بيت بعد لازم يخسر
كم لبناني لازم بعد ينام على الهم ويقوم على الهم
كم شب وصبية لازم يفلوا
تا نشوف خلاص لبنان"
خلاص لبنان وسوريا وفلسطين وبلادي العرب من الشام لبغداد ومن نجد إلى يمن إى مصر فتطوان..
و"هذي يدي عن بني مصر تصافحكم فصافحوها تصلفح نفسها العرب"..فما زال حافظ إبراهيم وكل عربي يبسط يده..
لا نجد اليوم ما نقوله غير نداء القلب والعقل العربيين: يكفي وإلى الأبد، ما بنا من فرقة ونزاعات، فقد تأخرنا كثيرا عن قطار الحياة والعلم والثقافة والرفاهية والتحرر والبناء..لم يبق غير القليل من الوقت، لكن كاف إن صدقت النوايا لنتجاوز هذا الواقع البائس؛ فأمامنا عمل كبييييييير!