|
الأخ مروان
نشر بتاريخ: 06/03/2017 ( آخر تحديث: 06/03/2017 الساعة: 09:45 )
الكاتب: ماهر حسين
مروان.. الأخ مروان.. الأخ مروان البرغوثي.. أبو القسام.. هكذا أعتاد الناس مخاطبة مروان البرغوثي.. وهكذا إعتاد تسميته كل من يتعامل.
لم يكن من محبي الصفـــات والألقاب والتوصيفــــات، فأحبه الناس لذلك وأحبه كوادر فتح. لم يعتمد يوما" في علاقته مع المواطنين والانصار على صفته بل على شخصه مستندا" الى نضاله الوطني ووعيه العميق لطبيعة الصراع وجماهيريته العفوية الصادقة أضف إليها حضوره المميز الطاغي في كل مكان . ومع ذلك لا يمكن نذكر الأخ مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) دون أن نذكر بفخر نضال أبو القسام. فهو نقابي هام وعريق باعتباره من أبرز نشطاء مجالس الطلبة، وهو مناضل مبعــــد وأسير محرر ومن ثم قائد فتحـــاوي وعضو مجلس تشريعي منتخب وأخيرا" هو أسير وعضو لجنة مركزية منتخب. لم يكن أبا القسام يوماً وزيرا" ولا سفيرا" لينال شهرته ، فلقد أصر دوما" على البقاء في معترك حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وبالقرب منها وبعيدا" نسبيا" عن تجربة السلطة - مع تأكيدي أن هذا لا يعني أبدا" بأننا لا نقدر قادة حركة فتح وكوادرهــــا الذين اخذوا على عاتقهم تولي مسؤوليات عامة لا تقل صعوبة عن أي مهمة نضالية بل أن المسؤولية العامة وفي اطار السلطة وللاسف نالت من رصيد البعض منهم حيث أن أرضاء الجميع غاية لا يمكن تحقيقها لدى شعب أعتاد على النقد والإنتقاد المبالغ فيه - . طبيعة مروان وطبيعة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والاهمية التي يوليها عموم أبناء الشعب الفلسطيني لقضية الأسرى جعلت من مروان حاضرا" من معتقله في كل المفاصل الوطنية وكان هذا واضحا" في المؤتمر السابع حيث كانت صورة مروان الفتحاوي الأصيل حاضرة في المؤتمر من على جدران القاعه وفي صدور محبيه . لم يعترض احد باعتبار الصورة دعاية ولم يعترض أحد على ذكر الرئيس محمود عباس لمروان في كلمته وما واكبهـــا من تصفيق من قبل الرئيس والحضور المشارك.. تلك ليست دعاية إذ أن مروان لا يحتاج الدعاية، فهو الحاضر وكما قلت وأكرر باسمه وتاريخه وحاضره وهو الذي سيكون حتما" حاضرا" في المستقبل . الأخ مروان سيكون حاضرا" حتما" في ... مستقبل فلسطين ...مستقبل الشعب الفلسطيني ....مستقبل حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي أختارهـــا مروان كوسيلة لتحقيق أحلام شعبنا وطموحاته . بالطبع تم إنتخاب الاخ مروان البرغوثي عضوا" للجنة المركزية لحركة فتح وحصل على أعلى الأصوات وهذا طبيعي كونه رمزا" للحركة الأسيرة وأحد أبرز رجالات حركة فتح . ومع حصوله على أعلى الأصوات لم يتم تكليفه بملف او مهمة في اللجنة المركزية لحركة فتح وهذا ليس بتقليلٍ من شأن مروان الشخصي وكيانه الحركي وهو أيضاً ليس تجاوزا" لدوره إنّما هذا مراعاة" لوضعه في المعتقـــل، فكيف يكون نائب رئيس حركة فتح (أسيراً) ونحن بأمسِّ الحاجة لحضوره بيننا . علينا أن نسعى لحل قضية الأسرى وعلى رأسهم مروان حينها سيكون مع إخوته في اللجنة المركزية ومع شعبه ومحبيه وسيختار مروان الدور المناسب له بالتعاون والتشاور مع رفاقه وأخوته في القيادة الفلسطينية . أخيرا" .. لم يعلُ اسم مروان بالمناصب وإنما بالنضال فمروان أعلى شأناً من المناصب . ويجب التنبه من محاولة التلاعب في الشأن الداخلي الفتحاوي من خلال إثارة قضية عدم تكليف الأخ مروان باعتبارهـــا (خيانةً) و(إهمالاً) و(تجاهلاً) وهذا مناقض للواقع الداخلي للحركة وللوضع السياسي عامةً وبالمحصلة هذا شأنٌ حركي داخلي ولا يمكن السماح لهذه الأراء بالايقاع بيننا وإثارة البلبلة والفتن . بقدر حبنا واحترامنا لمروان نشدد على ثقتنا بحكمة ووطنية قرار اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وكلنا ثقة بحسن إختيارهم . |