وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

دفع فاتورة الماء وسقى بها جذور أرضه بعد شق الطريق

نشر بتاريخ: 06/03/2017 ( آخر تحديث: 06/03/2017 الساعة: 23:04 )
دفع فاتورة الماء وسقى بها جذور أرضه بعد شق الطريق
الخليل- معا - تجاعيد وجهه ترسم خطوط التراب على أرضه، يردد خطاه على حرثها واستصلاحها، كي يجعلها قادرة على منح الحياة لمزروعاتها، ذلك المزارع التي وقفت كلمات الفرحة عالقة على شفتيه، تعجز عن وصف أهمية مشروع تطوير أرضه واستصلاحها، في بلدة صوريف شمالي الخليل.
المزارع علي محمد حميدات (61 عاماً)، يملك قطعة أرض تقدّر بستة دونمات، اختلفت سبل اعتنائه بأشجار الزيتون فيها، بعد شق طريق زراعي يزيد وصله بها، من خلال مشروع "جذور" الذي ينفذه اتحاد لجان العمل الزراعي بتمويل من الاتحاد الأوروبي.
يقول المزارع حميدات أنه كان من الصعب عليه الوصول إلى أرضه؛ سوى مشياً على الأقدام أو الدواب، فيما يزداد الأمر صعوبة عليه عندما يحتاج إلى آليات زراعية لعمل استصلاح أو تطوير ما في الأرض، إذ إن جغرافيتها لا تسمح بوصول الجرافات والجرارات إليها.
وأضاف: بعد شق الطريق، عملت على إدخال الآليات الزراعية، وحرث الأرض من جديد واستصلحتها من خلال بناء "الجدران الحجرية" على حدودها، وتوصيل المياه بكميات إليها وحرثها جيداً، أتوقع بعد إجراء الإصلاحات أن يزداد الموسم إنتاجية هذا العام".
نشرت بلدية صوريف إعلان مشروع "جذور" منذ أن بدأ اتحاد لجان العمل الزراعي بتنفيذه، وتزامن ذلك الإعلان مع مجيء المزارع حميدات للبلدية من أجل دفع فاتورة الماء، وفي هذا اليوم قرأ الإعلان وسجّل اسمه لعلّ الاختيار يقع عليه، ويكون واحداً ممن انطبقت عليهم شروط الاستفادة من المشروع.
أوضح حميدات أن طاقم العمل الزراعي تواصل معه وأخبره بأنه سينفّذ المشروع في أرضه، وبدأ العمل، ومن خلال المشروع استطاع إيصال الحياة لجذور أشجاره.
وأضاف: المشروع يرفع من قيمة إنتاجية الأرض، ويرفع كذلك من قيمتها المادية والاقتصادية والاستثمارية، لأنها كانت أرض يصعب تطويرها والتنبؤ بمستقبل جيد لها، وبشكل إجمالي الطريق تزيد قيمة الأرض".
"أمي ولدتني وهي تحصد المحصول!"
السامع لكلمات حميدات، يشعر بحشرجة مشاعرٍ قويّة تربطه بالأرض، يقول: "امي ولدتني وهي تحصد المحصول، ثم أكملت عملها، فالأرض تعني لي شيئاً لا يمكن وصفه، أعرف أن قيمة الأرض تزيد؛ لكنّي لا يمكن أن أفكر بيومٍ أن أتخلى عنها أو أبيعها، كل عملي وحياتي بها".
وأشار المزارع أنه يعمل بزراعة الخضار في أراضٍ أخرى بالضمان من أصحابها، "اهتم كثيراً بالأراضي التي أعمل بها بالضمان، فكيف الأرض الخاصة بي؟".
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي صادر من أرضه بمحاذاة الجدار الفاصل حولي 3 دونمات، "تمكين المزارع من أهم أدوات الصمود والبقاء ومواجهة المد الاستيطاني".
الطريق الزراعية أحيت المنطقة
يمتد الطريق الزراعي الذي شقّه "جذور" 10 كيلومترات، ويخدم مناطق عديدة في صوريف، منها "ظهرالبرايش"، التي تحوي أحراش من أشجار حرجية في مناطق واسعة، أضحت متنزهاً بعد تسهيل الوصول إليها، فهي منطقة جماليتها عالية.
ومن ناحية أخرى، القدرة على الحفاظ على تلك المنطقة بات أمراً سهلاً، ويشير هنا المزارع إلى أن النيران اشتعلت في المنطقة نتيجة هبوب الرياح قبل عدّة سنوات، والتهمت عشرات الأشجار، وامتدت في مساحات واسعة لعدم قدرة مركبات الإطفاء من الوصول إليها قبل شق الطريق الزراعي.
وتابع حميدات حديثه: "تمت السيطرة على الحريق عندما وصلت النيران إلى منطقة مؤهلة، حيث أن المنطقة المأهولة والممكنة يمكن الحفاظ عليها، وإلّا كان من الصعب إيقاف امتداد النيران، معنى ذلك أن تمكين المناطق الزراعية شيء مهم جداً للحفاظ عليها".
"الأرض بلا طريق لم تكن قيمتها تتجاوز 20% من قيمتها الحالية"، بنظرة الواثق وشغفه للمستقبل يرى المزارع النجاح في مخيلته، ويشكر مشروع "جذور" على تمكينه في أرضه التي يشعر من خلالها بنشوة الوجود والبقاء.