وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

غزة- مؤتمر علمي حول "أزمة الفهم وعلاقتها بظاهرة التطرف والعنف"

نشر بتاريخ: 07/03/2017 ( آخر تحديث: 07/03/2017 الساعة: 16:09 )
غزة- معا- انطلقت في الجامعة الإسلامية بغزة أعمال المؤتمر العلمي الدولي "أزمة الفهم وعلاقتها بظاهرة التطرف والعنف"، الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشئون الدينية بالتعاون مع كلية أصول الدين بالجامعة على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء السابع والثامن من شهر مارس الجاري.
وأقيمت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر في قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز المؤتمرات بالجامعة، بحضور كل من الدكتور خليل الحية عضو المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور عادل عوض الله رئيس الجامعة الإسلامية، والدكتور حسن الصيفي وكيل وزارة الأوقاف والشئون الدينية بغزة رئيس المؤتمر، والدكتور عماد الدين الشنطي عميد كلية أصول الدين، والدكتور يوسف فرحات مدير الوعظ والإرشاد في وزارة الأوقاف، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وعدد من أعضاء المجلس التشريعي، والوزراء، والمدراء العاملون في وزارة الأوقاف، وجمع من العلماء وقادة الفكر، والدعاة، وأساتذة الجامعات، وجمعٌ كبير من أعضاء هيئة التدريس والطلبة بكلية أصول الدين بالجامعة.
ووصف الدكتور الحية المؤتمر باليوم العظيم المشهود، مشيراً إلى أن الانحراف، والتطرف، والعنف هو من ممارسة الإنسان جميعاً، وليست محصورة عند أحد، مؤكدا أنه من الإجحاف والظلم أن تُعالج ظاهرة سوء الفهم عند المسلمين فقط، ولكن من الإنصاف أن تسلط عند الإنسانية جمعاء.
وطالب الحية بضرورة معالجة ظاهرة التطرف بإيجاد بيئة مناسبة يتوفر فيها دوراً واضحاً للعلماء بحيث يكونوا صمام الأمان للشباب، وعنواناً للفكر، وتصدير الرأي.
بدوره، قال الدكتور عوض الله :"الجامعة الإسلامية تفخر بشراكتها مع وزارة الأوقاف والشئون الدينية في المؤتمر، ونأمل للمؤتمر أن يعيد الأمة إلى الصراط المستقيم الذي أمر الله به المسلمين"، مشيرا إلى أن حاجة المسلمين لفهم الضرورات، والإسلام بأركانه، والإيمان بأركانه كما أُمر النبي بتبليغها.
وأشاد بدور العلماء المسلمين، والباحثين المشاركين في المؤتمر، متمنياً أن يكون ما سيقدمونه في ميزان أعمالهم.
ومن جانبه، نوّه الدكتور الصيفي إلى أن موضوع أزمة الفهم يستحق أن تكرّس لمعالجته الجهود، والأموال في ظل اتهام الإسلام والمسلمين بالإرهاب، مشددا على أن سبب ازدياد رقعة الانحراف الفكري والتطرف السلوكي يرجع لما شاهده الشباب من ظلم الأنظمة المستبدة للمسلمين وشعوب الأمة.
ولفت الدكتور الصيفي إلى ضرورة أن يكون المسلمين أكثر فهماً، وأعمق تحليلاً، وأوسع إدراكاً لتكون بداية المعالجة الجادة لظاهرة أزمة الفهم للدين، والنصوص، والتاريخ، والسيرة، والأحكام، وذكر أن المؤتمر جاء بعد أكثر من عام من التخطيط والإعداد والتجهيز، ليعالج أزمة الفهم وعلاقتها بظاهرة التطرف والعنف.
من ناحيته، أفاد الدكتور الشنطي أن مؤتمر أزمة الفهم بمحاوره المختلفة يسهم في كشف وتوضيح ظواهر العنف والتطرف الموجودة في الوقت الحالي، وأضاف "أن مؤتمر أزمة الفهم جاء لينظم العلاقة بين المجتمعات المختلفة على أسس الشريعة السمحة، بعيداً عن ردات الفعل الناتجة عن جهل أصحابها واندفاعهم وراء عواطفهم"، ونوّه إلى أن كلية أصول الدين افتتحت قسم الدعوة والإعلام لتخريج إعلاميين دعاة، يملكون الفهم الصحيح.
ولفت فرحات إلى أن أزمة الغلو والتطرف من الآفات الخطيرة التي تعد من الآفات القديمة، التي تفاقمت في العقود الأخيرة، موضحا أن السبب الرئيس والمركزي والأهم في أزمة الفهم يكمن في أزمة فهم النصوص، والتعامل معها بمنهجيات غير علمية تؤدي لنتائج خطيرة تلحق بالإسلام.
وأفاد فرحات أن وزارة الأوقاف والشئون الدينية استنهضت الهمم لعقد المؤتمر كمساهمة جادة في تفكيك ظاهرة الغلو والتطرف.
وفي كلمةٍ مسجلة له، قال الدكتور علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: "إنّ جميع المشاكل والمصائب على مر التاريخ تعود لسوء الفهم".
وأضاف الدكتور القرة داغي "عندما يختل الفهم، تترتب عليه المشاكل الكبرى"، وطالب المسلمين بضرورة التدبر والتعمق في القرآن، وأن يتعرّف الإنسان إلى سبب خلقه، ووجوده على الأرض، ونوّه الدكتور القرة داغي إلى الحاجة الشديدة في ظل الأزمات للفهم الصحيح، ومعالجة أزمة الفهم الخطيرة بشكل كلي.