وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

" أعالي القرنفل" للشاعر يوسف المحمود بالايطالية

نشر بتاريخ: 11/03/2017 ( آخر تحديث: 12/03/2017 الساعة: 00:23 )
" أعالي القرنفل" للشاعر يوسف المحمود بالايطالية
القدس - معا - صدرت قبل ايام الطبعة الثانية من ديوان (أعالي القرنفل) للشاعر يوسف المحمود عن دار( دي فليشي) في العاصمة الإيطالية روما ، وكانت الطبعة الاولى صدرت عن دار ( كمنيس) الإيطالية ، اما الطبعة العربية فصدرت عن دار( الأهلية ) في العاصمة الاردنية عمان ، وقام بنقله الى الإيطالية الكاتب والمترجم ( الدكتور عوده عمارنة) . وقد استقبل الديوان بحفاوة في الأوساط الثقافية الإيطالية من خلال ردود الفعل التي سجلت بعد صدوره.
تعليق المترجم والكاتب : د.عودة عمارنه: 

في بلد الفن والشعروالادب والجمال إيطاليا ، بلد الشاعرالكبير دانتي ، لا أبالغ عندما أقول أن الانسان العادي في إيطاليا لا يعرف الكثير عن فلسطين ، وما يعرفة مرتبط دائما بالمأساة والحزن والقتل والجوع والحرب والهدم والدمار ومنهم من يعتقد أن فلسطين عبارة عن قطعة من الصحراء .
في هذه الحالة كان من الضروري والواجب ، رغم الامكانيات البسيطة والمحدوة وصعوبة المهمة ، أن نقدم للقارئ الغربي صوت جديد مقنع ، لغة تطفح بالجمال والحس العالي العميق والصادق ، لغة الانسان الفلسطيني العادي البسيط الذي يحلم بالحرية بالحب والجمال ، لغة تعبر عن العلاقة الحميمية للانسان بارضة وشعبة وهمه ، لغة تعزز روح الصمود والمقاومة على الارض وهي المحور الذي يدور حوله الصّراع ولعل القصيدة هي أقرب الطرق واقصرها وأنجعها والاجمل لتوصيل الرسالة . 
أحد الكتاب قال : "أن جميع الفلسطينين شعراء بطبيعتهم ، ربما لم يكتبوا الشعر ، لكنهم يعرفون شيئين مهمين ، جمال الطبيعة والمأساة " ، ولتوضيح الصورة أكثر ، كان من الضروري إستدعاء الشاعر الفلسطيني يوسف المحمود ونصوصه لنقوم بالمهمة ، الشاعر يوسف المحمود بديوانه أعالي القرنفل ربط بذكاء وحب وحكمة بين أربعة عناصر وهي حبة للطبيعة ومقته للمأساة وفلسطينيته الصادقة والانسان صاحب الامل الكبير ، وصب فوق هذا خليط من الالوان ما بين الاحمر والاخضر الأسود والأبيض ، وخضرة السهول والجبال والتلال والوديان والبحر، في عاصفة ترى فيها الرمان والقرنفل والنعناع والشومر والزعتر واللوز التين والزيتون ، وترى الغزلان والنمور والذئاب وبعض الاشواك والليل والقمر، والكثير من الياسمين والقرنفل ، وعيون المرأة التي تحدق حتى تضيء الأفق والمدى ، لترى في النهاية لوحة الفنان العالمي مارك فرانس (1880- 1916) "أشكال النضال" التي إختارتها دار النشر دي فيليشي في روما لوحة غلاف للترجمة الايطالية بطبعتها الثانية الذي صدر مؤخرا بطبعة انيقة .
يوسف المحمود ثائر بقصيدة ، وكشاعر يمثل الجيل الثالث للادباء الفلسطينيين التي تظهر أعمالهم العلاقة التي لا تنفصم بين الانسان وتراثه وأرضة و ليس فقط بالمعنى الجغرافي والسياسي ولكن قبل كل شيء بالعنصر الطبيعي حيث لم يهمل شي وتذكر الروائح والمشاعر والخيبات وميز بينها ، وهذا ظهر جليا في معظم قصائدة ، لكنه تميز بقدرة عجيبة وتفوق على غيرة بتحويل المرارة والغضب والتعب والاحباط والعزم والرغبة في المقاومة الى أغنية في عرس لا ينتهي ، دون جعجعة لا داعي لها .
الشاعر الايطالي اليساندرو دي سانتس:
انا كشاعر ايطالي عندما قرات يوسف المحمود شعرت بسعادة غامرة لاني تعرفت على صوت جديد من الضفة الاخرى من المتوسط ، الحب الكبير لارضة وشعبه ولطبيعة بلادة ومعرفتة بتفصيل الطبيعة وهذه العلاقة الحميمة معا تدهشك ، وتجعلك ايضا تشاهد ارضه وبلاده ، هنالك قصائد في ديوانه تبكيك خاصة عندما يتحدث عن العذاب والدم والشهيد والرصاص والخوف والحلم بحياة طبيعية ، وإضافة الى ذلك الديوان من اول كلمة الى اخر كلمة فيه يفيض بالحب .. الحب الجارف حتى انك عندما تغلقه تتساءل من أين جاء هذا الفلسطيني بكل هذا الحب ؟ ولا بد الا ان تمتلىء عيناك بالدموع .

الشاعرة والناشرة الايطالية فاليريا دي فليشه:
لقد أسعدنا كدار نشر اختيار ديوان (أعالي القرنفل) للشاعر الفلسطيني الفذ يوسف المحمود ضمن سلسلة كتب "المستطلع" بسبب الشخصية الادبية للشاعر وقصائدة ، هذه القصائد تظهر بشكل قوي علاقة الدم الكثيف والحميمي بين الكاتب وارضة وهذا بالنسبة لنا مهم جدا كدار نشر خاصة وان قصائد المحمود محملة بشحنة عاطفية قوية وملهمة وذات حدس ايضا ، قصائد المحمود تعبر عن الحوار بين الكلمة والمساحة البيضاء للابداع ، لهذا اردنا ان نقدم للقاريء الايطالي صوتا جديدا يظهر جوهر الحساسية الدقيقية والمنتبهة نحو الحياة .

الكاتب الايطالي بيبي مارينو :
قصائد الشاعر يوسف المحمود صوت جميل قادم من بعيد. عندما تسمعه تتوقف تاخذ نفس ، تاتيك رغبة عارمة للتفكير من جديد في الكثير من الاشياء ، قصائد غنية بالاستعارات والمعاني والجمال والعمق ، متعدد ، ليس عاديا ، لكنة شعر سلس وسهل على القارئ .
يوقفك صوت المرارة في قصائدة وصعوبة الحياة الشخصية والعامة للفلسطيني ، حتى قهوة الفلسطيني ملاحقة من الرصاص الذي يغطي الكلام ، حياة مغمسة بالموت والخوف واثار الحرب ، هذا الشاعر لم يترك شيء والا تحدث عنه ، من السياسي الى الاجتماعي الى الحب الصادق المعتق ، الحب لكل شيء ، تداخل الشخصي بالعام ، ويظهر ذلك في قصائد (هذا اسمها) وقصيدة( المقاول) (والملك الأندلسي ) ، شاعر يهزك من الاعماق قادر على ان يضحكك وبيكيك ومن ثم يرميك في حضن الجنون والتامل.
الشاعر الايطالي اليساندرو دي سانتس: