|
العثور على هنادي.. آثار الزواج المبكر تستمر مدى الحياة
نشر بتاريخ: 15/03/2017 ( آخر تحديث: 17/03/2017 الساعة: 12:13 )
جنين - خاص معا - عثر الأمن الفلسطيني في محافظة جنين شمال الضفة الغربية صباح الاربعاء على المواطنة هنادي حبايبة (29 عاما)، وهي أم لـ 3 طفلات وطفل، من بلدة صانور جنوب شرق المحافظة.
لحظات عاطفية شهدها مقر الأمن الوقائي بجنين، السعادة التي امتزجت بدموع لقاء هنادي حبايبة بأطفالها ووالدها وشقيقتها وشقيقها، في مشهد يدلل حجم الخوف والقلق؛ الذي رافق لحظات اختفائها منذ أيام. وسط دموع وخوف وسعادة ترافق كلماتها، تتحدث هنادي حبايبة لـ معا عن ظروف اختفائها، قائلة: "تزوجت حين كنت بسن (16 عاما)، ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف معاناتي مع الخلافات الزوجية، لقد ظُلمت كثيرا وتعرضت للعنف أنا وأطفالي، السنوات تمر ولم يتغير شيء، وهو السبب الرئيس وراء خروجي صباح الأحد الماضي، من المنزل واللجوء لصديقتي في يعبد للاختباء عندها". وتواصل المواطنة حبايبة حديثها بعدما صمتت عن حديثها لوقت قصير، تنفست الصعداء وتابعت : "ظروفي الصعبة وخلافاتي مع زوجي، هو ظلم بحد ذاته، لكن ما يخيفني هو مستقبل بناتي، لا أريد لهن العيش في نفس ظروفي الصعبة، أقدمت على هذه الخطوة فقط من أجل بناتي". وترفض هنادي الاستمرار بنفس المعيشة الصعبة، التي اضطرت لعيشها مسبقا، منوهة إلى أنها الآن بخير وسعيدة بعد رجوعها إلى أهلها واحتضان أطفالها، في الوقت التي عاشت مجبرة ظروفا عصيبة بعيدة عنهم. وناشدت المواطنة التي عثر عليها اليوم الأهل والمجتمع بالنظر جيدا لظروف النساء وواقعهن، وتقديم المساعدة لهن وحمايتهن من الظلم، وتفهم قراراتهن المصيرية، والانتباه جيدا لقضية الزواج المبكر، غير المبني على رؤية سليمة. وتشير هنادي حبايبة إلى ان أملها الكبير أن يكون المستقبل لصالح أطفالها، مشيرة إلى أنها كانت في منزل صديقتها بظروف آمنة، وقد احتضنتها قبل أن يعثر عليها الأمن الوقائي، شاكرة جهود الوقائي والأمن الفلسطيني والإعلام والمجتمع في العمل على البحث عنها وإبراز قضيتها. وفي التفاصيل يتحدث العقيد مهند أبو علي، نائب مدير الأمن الوقائي بجنين لـ معا قائلا: "الأمن الفلسطيني وجهاز الأمن الوقائي بشكل خاص عمل طيلة الأيام الأربعة الماضية على جمع المعلومات والبحث والتحري؛ للعثور على المواطنة هنادي حبايبة، وبناء على معلومات وصلتنا أن حبايبة متواجدة في منزل ببلدة يعبد تحركنا إلى المكان فورا". وتابع العقيد أبو علي أن الأمن الوقائي بناء على تعليمات الرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء د.رامي الحمد لله وتوجيهات رئيس جهاز الأمن الوقائي اللواء زياد هب الريح، تحركنا بشكل هادئ وتم احضارها من منزل صديقة لها من عائلة محترمة، حيث قدمت هذه العائلة لها الحماية وحرصت عليها وحافظت عليها، وتم نقلها بطريقة سلسة إلى مقر الوقائي بمدينة جنين. وألمح نائب مدير الأمن الوقائي بجنين لمراسل معا أنه لا يوجد خلفيات كبيرة وراء اختفاء المواطنة هنادي حبايبة، غير أنها تعرضت للضغط النفسي جراء خلاف زوجي، حيث لم يعد لديها بدائل بيدها سوى اللجوء لصديقة لها للاختفاء. وأشار العقيد مهند أبو علي لـ معا أن الأمن لا يقف دوره عند العثور على المواطنة حبايبة، بل سيمتد ذلك إلى حل المشكلة ووقف الأسباب التي أدت لاختفائها وتأمين الحماية للمواطنة. وتحول مكتب مدير الأمن الوقائي بجنين لمكان فرح يجمع عائلة حبايبة بابنتهم، في الوقت الذي أربكهم الاختفاء وأوجعهم الوقت، ونهش منهم البحث والتحري. ويفيد موسى حبايبة، عم هنادي، لمعا أن العائلة لم تتوقف خلال الأيام الماضية عن التواصل ومناشدة كل من يستطيع المساعدة بالبحث عن ابنة شقيقه، فمنذ اللحظة الأولى لاختفاءها بحثنا عنها في القرى والبلدات القريبة وفي الجبال لكن دون جدوى. "مررنا بأوقات عصيبة، لكننا الآن نحن سعداء، بعودة ابنتنا، وهي بخير وبصحة جيدة" يضيف حبايبة لمراسل معا، منوها إلى أن العائلة تتفهم الان اكثر من أي وقت مضى الظروف التي دفعت ابنة أخيه للاختفاء. وأشار موسى حبايبة لمراسل معا إلى أن الأمن الفلسطيني وتحديدا الأمن الوقائي لم يتوقف لحظة عن العمل في البحث عن هنادي، لتثمر جهوده في العثور عليها، مشيرا إلى دور الإعلام وتحديدا شبكة معا الإعلامية في التواصل ونشر المناشدات وتحريك قضية اختفاء ابنة شقيقه. يذكر أن المواطنة هنادي حبايبة اختفت، بداية الاسبوع الحالي، وناشد أهلها عبر معا المواطنين والجهات المعنية بالمساعدة بالبحث عنها أو تقديم أي معلومات تمكنهم للوصول إليها، قبل عثور الأمن الوقائي عليها صباح اليوم. |