وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كيف غطى تلفزيون اسرائيل احداث مخيم بلاطة ؟

نشر بتاريخ: 22/03/2017 ( آخر تحديث: 25/03/2017 الساعة: 09:33 )
كيف غطى تلفزيون اسرائيل احداث مخيم بلاطة ؟

بيت لحم - معا - ( تبادل كثيف لاطلاق النار ، مراسل القناة الثانية يدخل اخطر منطقة في الضفة الغربية اثناء مواجهات بين مسلحين والسلطة الفلسطينية التي شنت حملة ضد من تسميهم " مؤيدي دحلان" ، المخيم تحت الهجوم والسكان يواجهون خطر الموت ) .

عناوين بارزة ولافته اختارها مراسل القناة الاسرائيلية الثانية " اوهاد بن حمو " للترويج لتقريره المصور الذي خرج به من مخيم بلاطة الذي دخله بعد ساعات فقط من الاشتباك الذي ادى الى استشهاد احد رجال الامن واصابة ما قالت السلطة انه المطلوب رقم واحد " احمد زعبور".

ليست المرة الاولى التي " يتطوع فيها هذا الصحفي ويغامر في دخول مناطق يصفها " بالخطيرة " ليخرج منها بتقرير ينقل فيه جانب واحد من الصورة ورأيا واحدا هو رأي" المسلحين" او الجهات التي تصف نفسها بالمعارضة للسلطة مع تغييب واضح لرأي السلطة التي لا تبعد مقراتها عن مخيم بلاطة اكثر من خمسة دقائق بالسيارة .

سبق لهذا المراسل ان قابل ملثمين فلسطينيين قال انه قابلهما في احد الكهوف في الضفة الغربية ومنحهم منصة القناة الاسرائيلية الثانية ليتحدثوا عن التعذيب والأهوال التي واجهوها داخل معتقلات السلطة وصولا الى تعرية اخواتهم وأمهاتهم من قبل رجال الامن الفلسطينيين.

واستهل بن حمو تقريره الذي كان ضمن احد اهم اسباب التوتر الذي عاشه المجتمع الفلسطيني ومادة خصبة لتناقل وترديد الاشاعات وغيرها بعبارات قاسية من قبيل " التقيتهم في احد كهوف الضفة الغربية ، لقد كانوا حتى قبل عدة ايام سجناء في احد معتقلات السلطة ، انهما شخصان قدما لنا نظرة مكثفة وعن قرب على حقيقة ما يجري داخل سجون السلطة حيث يتعرض السجناء للتعذيب بالكهرباء والضرب والشبح لأيام طوال داخل غرف قذرة ونتنه قبل ان يمثلوا امام لجنة تشبه " لجنة الشيطان" .

ومنح هذا المراسل الملثمان فرصة كاملة لتقديم روايتهم عن التعذيب وعن فتح جراح احد نشطاء حماس ووضع الملح بداخله لكنه وكالعادة غيب في تقريره المنشور يوم 13/3/2017 صوت الجهة المتهمة " السلطة " ولم يلتق بأحد من مسئوليها لينفي او يؤكد ما قاله الملثمان كما تقتضي قواعد المهنة والمهنية ما اعطى هذه التقارير طابع التحريض المقصود والمدروس .

ولم يخرج " اهود بن حمو" في تقريره الذي بثته القناة الثانية الاسرائيلية يوم 20/3/2017 عن هذه القاعدة فغامر حسب رأي قناته بدخول أخطر مكان في الضفة الغربية حيث مسلحي " كتائب الاقصى " وإطلاق النار لينقل الرواية الثانية عبر القناة الثانية وهذا ما سننقله دون تصرف وسنترجم ما جاء في الفيلم الذي يزيد عن ثلاث دقائق بقليل وستكون الفقرات المترجمة مرتبة وفقا لتسلسل فقرات التقرير المصور على هذا النحو :

يبدو هذا كالموسيقى التصويرية في خلفية التقرير : منذ ان اقتربنا من مخيم اللاجئين بلاطة في نابلس ، سمعنا طيلة الوقت اطلاق نار كثيف يرافقك الى كل مكان. هذا هو اخطر مكان في المناطق.

اندلعت يوم امس معركة بالأسلحة النارية بين قوات أمن السلطة ومسلحي المخيم ، قتل فيها رجل امن من قوات امن السلطة الفلسطينية ، وبالمقابل ، نجحت قوة تابعة لسلطة باعتقال احد اخطر المطلوبين في المناطق ، احمد زعبور ، بعد ان اصابوه بجراح خطيرة . فقط قبل عدة اشهر اجرى الزعبور مقابلة مع القناة الثانية " حدشوت 2" من بين ازقة المخيم .

نلتقي اليوم في المخيم بالزعماء الفعليين للمخيم ، المسلحين ، رجال كتائب شهداء الاقصى التابعة لفتح، الذين يخوضون كل مع رجال السلطة ليلة معارك قاسية وصعبة بالأسلحة النارية . فتح ضد فتح .

" كان هنا ساحة حرب " قال احد المسلحين ، من زعماء المخيم . " في كل لحظة ، يتعرض المخيم للهجوم وخطر الموت بسبب سياسة السلطة والحصار العسكري يحاصرون من؟ ابناء شعبهم ؟ هذا الامر لم يترك لي أي خيار ".

هذا فصل جديد ودام بشكل خاص من فصول المواجهة التي لا نهاية لها بين السلطة الفلسطينية وبين هؤلاء المسلحين ، رجال مخيم اللاجئين . تخوض السلطة على مدى عدة اشهر مواجهة دموية ضد الاشخاص الذين يعارضونها . وتتهمهم السلطة بانهم من رجال محمد دحلان لكنهم يدعون انهم ليسوا كذلك .

" نطالب ابو مازن اولا وقبل كل شيء ان يحضر شخصيا الى محافظة نابلس اذا كنت رئيسا لكل الشعب الفلسطيني ، من المناسب ان تقوم بجولة من نصف ساعة فقط في محافظة نابلس وان تمارس صلاحياتك " قال المسلح .

ما هي خلفية المواجهة ؟ تدعي السلطة الفلسطينية ان هؤلاء الاشخاص تحديدا من مؤيدي الدحلان ، المكروه بشدة من قبل ابو مازن .

" نحن مستعدون لكل شيء " يقولون في المخيم " اذا اختاروا السلام ، بكل سرور ، وإذا اختاروا الحرب فإننا جاهزون لها نحن لسنا خارجين عن القانون ".

وفي خضم هذه القصة اسرائيل هي الغائبة التي لا يذكرها احد هنا تقريبا . اختتم المراسل الاسرائيلي تقريره .