|
معا تكشف- فلسطينيون مفقودون في تايلاند
نشر بتاريخ: 24/03/2017 ( آخر تحديث: 25/03/2017 الساعة: 22:28 )
بيت لحم- أحمد تنوح- خاص معا- اختنقت دموعُ فيصل أبو حرب عندما سمع صوت والده على الهاتف، يسأله عن حال شقيقه محمد الذي دفعته حمم المعارك المشتعلة في سوريا إلى البحث عن ملاذ آمن خارج أزقة مخيم خان الشيح جنوب غرب دمشق هو والكثير من الفلسطينيين اللاجئين في سوريا، ولم يجد فيصل اجابة لوالده سوا "محمد بخير.. بس محتجز لفترة في تايلاند، وإن شاء الله بتتحسن الأحوال وبلتم شملنا".
فيصل الذي لجأ هو وأسرته الصغيرة إلى ألمانيا، أغلق الاتصال المشبع بالحزن، والفراق عن والده في انتظار لحظة قد تستغرق اشهر أو اعوام حتى يحظى بفرصة التواصل معه وأمه اللذان يعيشان لوحدهما في بيت قديم على اطراف مخيم خان الشيح في سوريا، بعد أن اجبر الابناء محمد وفيصل وأخ آخر، بالإضافة إلى شقيقتيه على اللجوء إلى تايلاند وألمانيا والنمسا. ويلات المعارك الدائرة في سوريا مزقت نسيج العائلة الواحدة، في ظل تردي الأوضاع الإنسانية وانقطاع سبل الحياة، ولم يسلم الفلسطينيون اللاجئون هناك من لظى الحرب المستعرة، فاضطروا للهرب من نيرانها إلى بلدان عدة بحثا عن ملاذ، قال فيصل أبو حرب في حديث خاص لـ معا. رسالة طال انتظارها... ويذكر أنّ محمد أبو حرب (45 عاماً)، حاصل على شهادة العلوم المخبرية من جامعة دمشق، وعمل هناك في العديد من المختبرات الطبية قبل أن يخرج من سوريا مجبراً في العام 2013؛ بفعل المعارك التي وصلت نيرانها اجساد المخيمات الفلسطينية. لجأ محمد نحو تايلاند بحثاً عن العمل والأمل بحياة أفضل، وهروباً من عمليات الخطف التي كانت تستهدف الشبان من قبل الأطراف المتناحرة هناك، فدخل إلى بانكوك بطريقة شرعية كونه يحمل جواز السفر الفلسطيني "الخارجي" الذي يمنح للاجئين الفلسطينيين في الشتات لتسهيل حركتهم، بالتنسيق مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، يضيف فيصل. وقال: انتهت مدة اقامة محمد في تايلاند بعد أن عمل في عدة مطاعم، ولكنه لم يجد السبيل إلى اللجوء نحو بلد اخر يحتضن آماله وأحلامه، فاضطر إلى البقاء هناك إلى أن تم احتجازه من قبل السلطات في بانكوك وتحويله إلى مركز توقيف المهاجرين "I.D.C" حيث يقبع هناك العديد من الفلسطينيين تحت نفس التهمة وهي "أنهم لاجئون"، بحسب قولهم في نداء الاستغاثة. "أوضاع صعبة يعيشها الفلسطينيون داخل مركز التوقيف" وأكد فيصل أنّه حصل على رسالة صوتية لشقيقه محمد تم تسريبها من مركز التوقيف حيث يقبع هناك، يقول فيها محمد: "إنه تعرض لجلطة في رجله داخل المركز، وهو يعاني هناك جراء سوء الأوضاع وارتفاع درجات الحرارة، وعدم الاهتمام بالموقوفين، وقطع اتصالهم بالعالم الخارجي". لم يستطع فيصل أنْ يكتم خبر العثور على شقيقه محمد، فأسرع يبحث عن رقم هاتف عمه علي أبو حرب والذي يقيم في بلدة الشيوخ شمال الخليل بالضفة الغربية، ليطلب منه ايصال رسالة النداء إلى الرئيس وجهات الاختصاص ووسائل الاعلام لإنقاذ محمد وباقي المحتجزين الذين من بينهم المسن ماجد معروف ملحم (75 عاماً) وثلاث من بناته بعد خروجهم من مخيم اليرموك. وتتضمن رسالة "نداء الاستغاثة" التي تسلمها فيصل وحصلت معا على نسخة منها ما يلي: نداء استغاثة إلى فخامة الرئيس محمود عباس، تحية الوطن يا رمز العطاء، نحن نرسل إليك هذه الرسالة ونحن في قمة المعاناة والألم في سجن الهجرة ويرمز له بـ"IDC" في تايلاند في العاصمة بانكوك ويوجد بيننا 3 عائلات و3 نساء وكبار في السن وشباب، ونعاني ظروفا صعبة، فمنا من مضى على سجنه أكثر من سنة وخمسة أشهر، ولا ذنب لنا إلا أننا لاجئون وليس لنا تهمة أخرى. سيدي فخامة الرئيس، نحن نتبع لسفارة فلسطين في ماليزيا، كلنا نعاني من الاهمال الشديد لهذه السفارة اتجاهنا، وكلنا يعلم مدى حبك لأبناء شعبك، ونأمل أن تخاطب رئيس وزراء تايلاند في أمرنا ليخرجنا من هناك بأسرع وقت، فقد طالت الأيام والمعاناة وامتدت إلى أننا فقدنا الرغبة في الحياة من شدة الألم والحزن على مستقبلنا. سيدي فخامة الرئيس نأمل منك أن تعمل على إخراجنا من هنا، فأنت الأب والقائد لنا جميعا وإليك أسماء بعض الموجودين هنا، مع رقم الـ "IDC": 1- ماجد معروف ملحم (326)// 2- كنعان عزيز ملحم (358)// 3- سلطان عفيف أحمد (355)// 4- محمد يونس أبو حرب (10988)// 5- أحمد عبد الرحمن النواجهة (5362)// 6- أيهم إبراهيم يونس (17847)// 7- محمد خير أحمد عزيمة (23838)// 8- مهند ياسين (3525)// 9- شادي أمجد النواجهة (5363)// 10- عمر ثائر صالح (317)// 11- منتهى ماجد ملحم (160)// 12- مها ماجد ملحم (162)// 13- نهاد ماجد ملحم (177). ويشار إلى أنّ الحاج يونس والد المحتجز محمد، كان مقاتلاً ضمن وحدة المدفعية في الجيش الأردني العربي، وشارك في احداث ايلول بالسبعينيات من القرن الماضي، ثم لاجئ إلى سوريا، والتحق بالثورة ضمن قوات اليرموك، إلى أن أسس اسرته التي عاشت في مخيمي خان الشيح واليرموك. ويذكر أنّ مخيم خان الشيخ يبعد 27 كيلومتر عن العاصمة السورية دمشق، وتأسس في عام 1949، ويعتبر ثالث أكبر المخيمات الفلسطينية "المعترف بها" في سوريا، وهو من أقدمها، فيما يعتبر مخيم اليرموك أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا، وتعرض المخيمان للقصف والحصار والتنكيل جراء المعارك الدائرة في سوريا. |