نشر بتاريخ: 26/03/2017 ( آخر تحديث: 27/03/2017 الساعة: 12:58 )
غزة – تقرير معا – لا يزال التوتر والترقب يسودان قطاع غزة عقب اغتيال القائد في كتائب القسام والأسير المحرر مازن فقهاء في عملية تتسم بالنوعية وبسلاح كاتم للصوت لم يشهدها القطاع إلا مرة واحدة عام 1995عندما اغتيل مؤسس سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي محمود الخواجا من قبل مسلحون مجهولون في مخيم الشاطئ غرب غزة.
واتهمت حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام وباقي الفصائل الاحتلال الاسرائيلي وعملائه بالمسؤولية عن اغتيال فقهاء، كون لا خصومة له مع أحد سوى الاحتلال الذي يتهمه بتفعيل خلايا كتائب القسام في الضفة الغربية، وإشرافه على عمليات أدت الى مقتل واصابة عشرات الاسرائيليين خلال السنوات الماضية.
ورغم صمت اسرائيل ازاء الاغتيال إلا أن وسائل اعلامها أفردت مساحات كبيرة من التحليل الاستخباري والأمني والسياسي حول العملية.
وبعد الحادثة استنفرت وزارة الداخلية في غزة أجهزتها الأمنية وشرعت بأعمال بحث عن منفذي عملية الاغتيال التي وقعت مساء الجمعة الماضية أمام عمارة سكنية في تل الهوا بمدينة غزة إذ أقدمت على اغلاق كافة منافذ القطاع البرية والبحرية.
وكتب الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف على صفحة "الفيسبوك" "احذروا من يدخل إلى قطاع غزة تحت يافطة الأمم المتحدة ووكالة الغوث والوكالة الامريكية للتنمية، وعودوا إلى ما قبل عام 67 وكيف كان ضباط المخابرات يدخلون إلى غزة ويحضرون الاحتفالات في ملعب اليرموك ويرقبون كل شيء وقد دخلوا مع قوات الطوارئ أو كانوا مجندين من قبل الموساد".
ويبقى السؤال لماذا اغتيل فقهاء في هذا التوقيت ؟ وهل هي اختبار لـ "يحيى السنوار" قائد حماس قطاع غزة ؟
الرد مفتوح
ويرى كتاب وسياسيون أن الاحتلال الاسرائيلي كسر التهدئة باغتيال فقهاء رغم حالة الهدوء النسبي التي تسود القطاع منذ اتفاق التهدئة عام 2014، مستبعدين رد آني من كتائب القسام على العملية.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل "إن هناك ما يدفع الحكومة الاسرائيلية استدراج مبررات للقيام بعمل عسكري كبير ضد قطاع غزة خاصة في ظل ما يجري بحكومة بنيامين نتنياهو وعلميات التحقيق معه ".
ويضيف عوكل في حديث لمراسل "معا" أعتقد أن الرد على العملية سيكون مفتوح للزمن والمكان وليس شرطا أن يكون من غزة"، لافتا إلى أن اسرائيل ستتابع التصعيد حتى ترغم الفلسطينيين على الرد أو سوف تضخم بعض الأحداث الصغيرة لاعتبارها مبررات للقيام بعدوان على غزة.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي أن اسرائيل تريد إرسال رسالة واضحة لقيادة حماس الجديدة في قطاع غزة أنها لن تقبل بإعادة بناء ترسانة المقاومة في غزة وأن يبقى هناك تهديد صادر من غزة بالإضافة للتهديدات الأخرى من حزب الله وايران وسوريا مؤخرا.
ثلاث رسائل للاغتيال
بدوره ، يقول الخبير الأمني في غزة ابراهيم حبيب "إن عملية اغتيال فقهاء استخبارية بامتياز وتكاد تكون الأولى في القطاع منذ ما يزيد عن 10سنوات "، مضيفا " أن لعملية الاغتيال ثلاثة أهداف رئيسية".
ويرى حبيب في حديث لمراسل "معا" أن الهدف الأول إرسال رسالة لكل الأسرى المحررين العاملين بتفعيل الانتفاضة بالضفة، وثانيا ضرب استقرار غزة التي جعلت أغلب المسؤولين يتخلون عن مرافقيهم.
والرسالة الثالثة بحسب الخبير الأمني رسالة إلى حركة حماس بأنها تريد تغيير قواعد اللعبة والعمل الاستخباري وأن اسرائيل لا تريد أن تكون صاحبة المبادرة في أي حرب جديدة على غزة.
سيناريوهات العملية
وعن خيوط العملية، تحدث الخبير الأمني عن وجود سيناريوهين للعملية الأول أن تكون قوات كوماندوز اسرائيلية دخلت إلى غزة بطريقة ما ونفذت العملية، أما السيناريو الثاني أن تكون العملية نفذت بأيدي عملاء للاحتلال موجودين بغزة، موضحا أن الاحتمال الأقرب للمنطق أن تكون العملية نفذت بأيدي عملاء فلسطينيين.
ضغط على القسام
من جهته، يقول المحلل السياسي هاني البسوس:" إن عملية اغتيال القيادي مازن فقهاء تضع مزيدا من الضغط على كتائب القسام للرد على اعتداءات قوات الاحتلال وهي محاولة لجر حركة حماس لمربع المواجهة".
ويضيف "لا أتوقع رد فعل آني من كتائب القسام لإدراكها نية الاحتلال فرض واقع عسكري جديد على القطاع".
وأكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن معادلة "الاغتيال الهادئ" التي يريد أن يثبتها الاحتلال على المقاومة في غزة ستكسرها ، مشددة أن الاحتلال سيدفع ثمن هذه الجريمة بما يكافئ حجم اغتيال فقهاء، وقالت:" إن من يلعب بالنار سيحرق بها".
تقرير ايمن ابو شنب