وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

غنيم يترأس اجتماع الدول المانحة لاطلاعهم على آخر تطورات مشروع التحلية

نشر بتاريخ: 28/03/2017 ( آخر تحديث: 28/03/2017 الساعة: 14:08 )

رام الله -معا- عُقد في مقرّ سلطة المياه اليوم الاجتماع الموسّع للدول المانحة والداعمة لقطاع المياه في فلسطين وبحضور اللجنة التحضيرية لمؤتمر المانحين، بهدف اطلاع كافة الدول على الخطوات التي تم إنجازها واللازمة لمشروع محطة التحلية المركزية وهو المشروع الاستراتيجي الذي سيُنقذ قطاع غزة من الكارثة.

وافتتح الوزير غنيم الاجتماع بتقديمِ الشُّكر الى كافة الدول الداعمة لقطاع المياه الفلسطيني عموماً ودعمهم لتحسين الوضع المائي في قطاع غزة الذي يُعاني من انعدام المياه الصالحة للشرب والمُهدد بكارثة إنسانية من خلال مشروع التحلية على وجه الخصوص والذي يأتي إدراكاً من قبل هذه الدول للوضع المائي الصعب الذي تعيشه فلسطين مُشيراً الى أنه من مبادئ الانسانية التعامل مع أول حق انساني ألا وهو المياه، فقطاع المياه في فلسطين هو القطاع الذي يُعاني نتيجة سيطرة اسرائيل على اكثر من ٨٥٪‏ من مصادره المائية مما انعكس سلباً على تنفيذ المشاريع، كما واطلعهم على الصعوبات التي نواجهها في تنفيذ المشاريع في كافة المناطق، وتحكُّمها حتى اللحظة بالمياه الجوفية والآبار المائية والمشاريع المتعلقة بالمياه العادمة العابرة للحدود.

وأكّد غنيم أن اجتماع اليوم يأتي للتأكيد على ضرورة الإسراع في العمل لحلّ كافة القضايا والتحدّيات المرتبطة بالمشروع قبل انعقاد مؤتمر المانحين من أجل التمكّن من البدء بالمشروع الذي يستغرق العمل به ثلاث سنوات أي أنه اذا ما بوشر العمل به في العام الحالي فإن انجازه سيأتي في العام ٢٠٢٠ اي العام الذي حذرت فيه المؤسسات الدولية من انهيار غزة وحدوث كارثة فيها تتمثل بانهيار الخزان الجوفي الذي يعاني حالياً من الاستنزاف الجائر وتسرّب المياه العادمة الى الحوض الجوفي، مما أدّى الى تلوثه وارتفاع نسبة الملوحة فيه.

وأشار م. غنيم أننا نسابق الزمن من أجل مساعدة أهلنا في القطاع في الحصول على مياه نظيفة من خلال تنفيذ مشاريع تحلية المياه وتنقية المياه العادمة حيث قمنا بإنشاء ثلاث محطات تحلية في الشمال والوسط والجنوب لوقف عملية التلوث ومن ثم اعادة استخدام المياه المعالجة للاستخدام الزراعي، كما أنه ومن أجل توفير مياه صالحة للشرب قمنا بإنشاء محطات تحلية صغيرة واحدة في دير البلح بقدرة إنتاجية تصل الى الى ٢٦٠٠ متر مكعب يومياً وبتمويل من الوكالة الامريكية سنعمل على توسعتها لتصل طاقتهاالى ٦٠٠٠ متر مكعب، بالاضافة الى محطة تحلية خانيونس بطاقة تصل الى٦٠٠٠ متر مكعب وبدعم مشكور من الاتحاد الاوروبي ستتم توسعتها لتبلغ طاقتها ١٢٠٠٠ متر مكعب كما قمنا مؤخراً بوضع حجر الأساس لمحطة تحلية غزة بتمويل من البنك الاسلامي، وأضاف غنيم هذه الحلول وان ساهمت في تحسين الوضع المائي في غزة الا انها تبقى حلول مؤقتة فمجموع ما تُنتجه المحطات مجتمعة يصل الى ١٣ مليون متر مكعب سنوياً وهو رقم بعيد كل البُعد عن الاحتياجات الأساسية لأهلنا في غزة والتي تفوق ٦٠ مليون متر مكعب.

وتطرّق رئيس سلطة المياه الى التحدّيات التي واجهت مشروع التحلية والتي تتعلق بقضية الطاقة الكهربائية فكما يعلم الجميع أن قطاع غزة يُعاني من انعدام الكهرباء منذ العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والذي أدى الى تدمير مراكز الطاقة وجعل غزة تغرق في الظلام، موضحاً أن هناك جهوداً تبذل بهذا الخصوص وكما يتم بحث العديد من الخيارات من أجل تأمين الطاقة ان كان من خلال مصادر الطاقة الشمسية حيث تمكنّا من توفير ١٥ ميغا واط او من خلال مولدات الديزل، أما التحدي الآخر فكان من خلال العمل مع كافة الجهات لتوفير ضمان عدم تعرُّض اسرائيل لأبنية هذه المحطة في المستقبل، وهُنا أكّد على ضرورة أن تعمل كافة الأطراف على حماية المشروع وضمان توفر كافة المواد المطلوبة له دون أن يكون هناك أي عرقلة من قبل الجانب الاسرائيلي لضمان استمرار عمل المشروع وتحقيق الأهداف المرجوّة منه، الى جانب ضرورة الانتهاء من قضية الأرض التي سيُقام عليها المشروع فهذه القضايا عملنا على حلّها بشكل سريع وفاعل كي نتمكن من الوصول الى مؤتمر المانحين موجّهين أهدافنا لتوفير المبالغ المالية المتبقية للمشروع.

وحذّر الوزير غنيم في ختام حديثه ان لم يتم الإسراع في البدء بالمشروع فإن ذلك سينعكس بشكلٍ كارثي فقضايا المياه والبيئة ليس لها حدود فحلول الكارثة في غزة يهدّد دول الجوار كافة لذا مطلوب من هذه الدول أن تقوم بالمساعدة لمعالجة هذا الوضع مُشيراً الى أن رغبات المجتمع الدولي التي عبّر عنها مراراً بأن السلام العادل في هذه المنطقة يقوم بالأساس على قيام دولة فلسطينية مستقلة أساساً هذه الدولة مرهونة بالأمن المائي فبدون أمن مائي لن يكون هناك أمن قومي.

من جانبه أكّد نائب الأمين العام من أجل المتوسط السيد ميغيل جارسيا على أن مشروع التحلية يحتلّ الأولوية لدى الاتحاد وأنه يقع على رأس المشاريع الذي يدعمها من حيث تسهيل ومتابعة القضايا التي تساعد في الإسراع بتنفيذه وكذلك الضغط من أجل المُضي قدماً في المشروع خلال الأشهر القليلة القادمة.

وحث ميغيل كافة الدول التي لم تشارك حتى اللحظة في دعم المشروع من أجل تأمين الدعم المالي المتبقي للمشروع.

وتم خلال الاجتماع تقديم عرض من قبل سلطة المياه حول مراحل العمل التي تم إنجازها والعقبات التي واجهت المشروع والخطوات التي قامت سلطة المياه لحلّها مع الشركاء.