|
"مقلاع داود" تحسُن لا يمنح اسرائيل الحماية الكاملة
نشر بتاريخ: 03/04/2017 ( آخر تحديث: 04/04/2017 الساعة: 10:14 )
بيت لحم- معا - تكمل منظومة "مقلاع دواد" التي كانت معروفة لدى الجمهور الاسرائيلي الواسع باسم "العصا السحري" بدخولها يوم الاحد 2 نيسان الخدمة الفعلية "الطبقة" الناقصة من منظومة الدفاع الصاروخي الاسرائيلية وهي من المفترض ان تشكل ردا على تهديدات الصواريخ متوسطة المدى فيما تتولى منظومة "حيتس" الدفاع ضد الصواريخ بعيدة المدى وتتولى منظومة "القبة الحديدة" امر الصواريخ والقذائف الصاروخية قصيرة المدى ما يعني ان "مقلاع داود" قد استكملت طبقات نظام الدفاع الصاروخي الذي بدأت اسرائيل بتطويره في تسعينيات القرن الماضي وفقا لتعبير "عاموس هرئيل" المحلل العسكري لصحيفة "هأرتس" في تحليله المنشور يوم الاثنين تحت عنوان "مقلاع داود" تحسن كبير لا يمنح اسرائيل الحماية الكاملة".
وقال هرئيل في مقالته "ظهرت بذور الفكرة منتصف ثمانينيات القرن الماضي كانت مرتبطة بشكل او بآخر بفكرة الدفاع الصاروخي الامريكي الذي طورته الولايات المتحدة لمواجهة الصواريخ السوفيتية، لكن الحدث الذي اجبر اسرائيل على حث الخطى نحو تطوير هذه المنظومات وقع قريبا من هنا وتمثل بصواريخ سكود التي اطلقها العراق على اسرائيل خلال حرب الخليج الاولى عام 1991 التي شكلت دافعا قويا لتطوير منظومات "حيتس" فيما حسمت صواريخ حزب الله التي تحولت الى تهديد حقيقي في حرب 2006 الجدل الدائر حول ضرورة تطوير منظومة اعتراضية لمواجهة الصواريخ قصيرة المدى وكانت ولادة "القبة الحديدية". تم تطوير الطبقات او المستويات الدفاعية الثلاثة بفضل التكنولوجية المذهلة التي تملكها الصناعات الامنية والعسكرية "المحلية" لتتصدر اسرائيل هذا المجال على مستوى العالم لكن كل هذا لم يكن ليرى النور لولا المساعدة الامريكية المكثفة والتمويل السخي الذي حصلت عليه اسرائيل من اموال دافعي الضرائب الامريكان. يشكل الاعلان عن دخول "مقلاع داود" الخدمة الفعلية رسالة غاية في الوضوح موجهة لبعض دول المنطقة وعلى رأسها ايران وقررت اسرائيل عبر هذا الاعلان القول أنها مستعدة لمواجهة كافة انواع التهديدات الصاروخية من بعيدة المدى وصولا الى قصيرة ومتوسطة المدى ما يعني عدم وجود ضرورة حاليا للضغط على منظومات "حيتس" والقبة الحديدية للقيام بدور اعتراض الصواريخ متوسطة المدى مجبرة المعسكر الخصم المتمثل بايران وحزب الله والجهاد الاسلامي على مواصلة السباق التكنولوجي في محاولة لإيجاد رد مناسب على التقدم والتطور الاسرائيلي. ووفقا لأقوال مسؤولين اسرائيليين كبار لا تقتصر قدرات "مقلاع داود" على مواجهة الصواريخ غير الموجهة قصيرة المدى بل تملك امكانية اعتراض الصواريخ المجنحة الموجهة اضافة لاعتراض الصواريخ المضادة للطائرات والطائرات دون طيار. وتزامن الاعلان عن دخول "مقلاع داود" الخدمة الفعلية مع اثبات منظومة صواريخ "حيتس" قدراتها الفعلية حين اعترضت وأسقطت صواريخ سورية مضادة للطائرات اطلقتها الدفاعات الجوية السورية ضد الطائرات الاسرائيلية المهاجمة واخترقت "الاجواء الاسرائيلية" الامر الذي اعتبره الدفاع الجوي الاسرائيلي في حينه تهديدا باليستي وكان هذا الاسقاط الاول من نوعه الذي تعلن عنه اسرائيل بواسطة منظومة حيتس". وأضاف المحلل العسكري لصحيفة "هأرتس" رغم كل هذا لا زال الرد الاسرائيلي على التهديدات الصاروخية بعيدا عن التحول الى رد كامل ومن المشكوك فيه ان يصل الى هذه المرحلة في أي وقت وزمان فهذا الكمال يشكل اولا وقبل كل شيء مشكلة اقتصادية فتكلفة الصواريخ الاعتراضية مرتفعه جدا 100 ال دولار لصواريخ القبة الحديدية وثلاثة ملايين دولا لصاروخ "حيتس" وهذه الارقام لا يمكن ان تسمح لإسرائيل بإطلاق هذه الصواريخ دون حساب والمعادلة هنا واضحة – على فرض ان حزب الله يملك 100 الف صاروخ وحماس تملك عدة الاف من الصواريخ والقذائف الصاروخية فإن العدو سيحاول في أي حرب قادمة اغراق منظومات الدفاع الصاروخي لجعل مهمتها صعبة للغاية والتقليل من فرص نجاحها ما يجبر المؤسسة الامنية الاسرائيلية على تبني سياسة " ادارة المخاطر " حتى لا تبقى منظومات الدفاع دون صواريخ تطلقها. وفي غزة يبدو ان المشكلة محدودة فحسب التقديرات الاستخبارية الاسرائيلية التي نشرت عبر السنين الماضية تملك الفصائل الفلسطينية عددا محدودا وقليلا من الصواريخ متوسطة المدى غالبيتها محلية الصنع بسبب تقلص امكانية تهريب الاسلحة من ايران الى غزة نتيجة العمليات التي يشنها الجيش المصري وهذه الكمية لا يوجد مشكلة لدى القبة الحديدة في مواجهتها كما اتضح خلال حرب 2014. وقدمت حماس مؤخرا احد الحلول لهذه لمعضلة والمتمثل بتكثيف انتاج صواريخ ثقيلة قصيرة المدى لا يزيد مدها عن عدة كيلومترات ومن المنطقي الافتراض ان حماس تنوي اطلاق هذه لصواريخ على التجمعات السكنية القريبة وتجمعات الجنود الاسرائيليين في محيط قطاع غزة على امل ان تجد القبة الحديدة صعوبة في اعتراض هذه الصواريخ والتعامل مع تهديد قصير المدى لهذه الدرجة. ويبقى التهديد الاكثر تعقيدا وخطرا في الجبهة الشمالية حيث يمتلك حزب الله ترسانة صاروخية ضخمة من كافة المديات والأحجام والأنواع بما في ذلك صواريخ دقيقة جدا يتم توجيهها عبر منظومة الاقمار الصناعية GPS. واختتم "هرئيل" مقالته بالقول "يتيح التطور التكنولوجي الاسرائيلي اعتراض التهديدات من كافة الميادين لكن السؤال يتعلق بالكميات: كيف نستعد لاعتراض مئات الصواريخ التي يتم اطلاقها يوميا طيلة ايام الحرب ومن جميع الميادين والجواب على هذا السؤال لو بشكل جزئي على الاقل يقوم على فكرة الهجوم ولهذا بالضبط يستعد الجيش الاسرائيلي عبر التدريبات والمناورات المختلفة لكن حتى هذا التفكير الهجومي لن يكون كافيا ومن هنا يشدد الوزراء وكبار الضباط خلال الفترة الاخيرة على "حق" اسرائيل في استهداف منشآت استراتيجية في منظومة البنية التحتية اللبنانية في حال اندلعت حربا جديدة وذلك في محاولة من الحكومة الاسرائيلية تأسيس معادلة ردع جديدة مقابل حزب الله حتى قبل ان تندلع الحرب والإيضاح للحزب ان أي ضربة قوية يوجهها ال تل ابيب او حيفا ستواجه بضربة على بيروت تفوقها من حيث القوة بعدة اضعاف". |