![]() |
لا ثقة بالقيادة في اسرائيل
نشر بتاريخ: 05/04/2017 ( آخر تحديث: 05/04/2017 الساعة: 10:30 )
![]()
الكاتب: رأفت حمدونة
الروح الطلائعية المضحية ، بوتقة الصهر ، والأرض واللغة العبرية ، الحركة الصهيوينة ، الثقة بالملوك والجنرالات ، التاريخ والتجربة العسكرية والأمنية ، وقولبة الجيش الذى يقهر برئاسة أركان ووزارة حرب وقيادة حاربت خارج أرضها ، والانتصارات على الجيوش النظامية ، ومفهوم الردع للآخر لسنوات ، وحياة التقشف من أجل المستقبل ، وندرة الحديث عن الفساد والرشوة ، الحنكة السياسية والعسكرية ، الشخصيات التاريخية " دافيد بن غوريون ، حاييم وايزمان ، موشيه شاريت ، إسحاق بن زفي ، ليفي اشكول ، زلمان شازار ، غولدا مئير ، إفرايم كاتسير ، مناحيم بيغين، إسحاق نافون ، حاييم هيرتزوج ، يتسحاك رابين ، يتسحاك شمير، عيزر فايتسمان ، شمعون بيرس " قدرات ومفاهيم وطموحات ومصطلحات تلاشت في ذهن الجمهور الاسرائيلى ، واختزلت فى مواد ومساقات تدرس كالأساطير رغم حداثتها لطلاب الاعدادى والثانوى ، في ظل التحقيقات وتهاوى القيم ، وتثبيت ملفات الفساد والرشوة ، واللاأخلاق ، والإخفاقات السياسية والعسكرية ، والائتلافات المصالحية ، والابتزازات الحزبية .
وتجسدت في ذهن المواطن الاسرائيلى منذ الألفية الثالثة غياب القيادة الكرزماتية على حجم الحاجة اليها ، ، وتلاشت " نظافة الكف" في اسرائيل في كافة المستويات ، بدءا من رئاسة الدولة ورؤساء وزراء وقيادات أحزاب سياسية ، والشواهد كثيرة ، كقضايا رئيس وزراء الحكومة بنيامين نتنياهو ، ولعل أبرزها القضية 3000 ، حيث شبهات الفساد وخيانة الأمانة ، وصفقة مالك صحيفة & ![]() ![]() الأمر الذى أشارت اليه استطلاعات للرأى حديثة في اسرائيل، وقد أظهرت أن ما نسبته 58% من الجمهور (الإسرائيلي) لا يثقون بالقيادة الحالية لقيادة المواجهة العسكرية المقبلة ، و 75% من قوات الاحتياط في الجيش ، و 60% من الجمهور الواسع لا يثقون يالقيادة العسكرية العليا ، وما نسبته 80 % من الإسرائيليين يقلقهم الفساد المستشري لدى السياسيين وفي هرم السلطة ، و 51 % لا يثقون مطلقاً أو بشكل جزئي بالمؤسسات العامة ، و 16 % فقط من الإسرائيليين يثقون بمساعدة الشرطة الاسرائيلية عند الحاجة، و11 % يثقون بمساعدة الحزب الذي ينتمون إليه، فيما أعرب 40 % فقط عن ثقتهم بالجيش، وقد أضحت الصورة النمطية في اسرائيل أن المجتمع الاسرائيلى أكثر مادية واستهلاكية ، وتتفشى فيه قضايا الفساد وانتشار المحسوبية ، واستغلال الميزانيات ، واستشراء الكذب ، والغطرسة، وعدم التمييز بين الجوهر والمظهر، والاستخفاف بالقانون، وتغليب المصالح الشخصية، والتهرب من المسؤولية . أعتقد أن القولبة الايجابية السابقة والصورة التاريخية في اسرائيل بدأت تأخذ منحنى تنازلى في اتجاهات عدة ، كعدم الثقة بمستقبل أفضل للدولة ، وبقياداتها السياسية والحزبية ، والأكثر خطورة بكفاءة القيادة العسكرية والأمنية وقدرة الجيش وامكانياته في ظل متغيرات وفوضى اقليمية محيطة ، وعدم الثقة بتمثيل الدولة ، وبمبادىء الديمقراطية والقيم والعدالة الاجتماعية ، وبنجاعة المؤسسات العليا ومكانتها وخدماتها العامة |