وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

من لا يحفظ التاريخ لا يحسن صناعة المستقبل

نشر بتاريخ: 08/04/2017 ( آخر تحديث: 08/04/2017 الساعة: 20:24 )
من لا يحفظ التاريخ لا يحسن صناعة المستقبل

كتب : محمود أبو غزالة
رئيس نادي الموظفين بالقدس
ضمن فعاليات ونشاطات رابطة أندية القدس الرياضية والثقافية المتعددة ، نظمت رابطة اندية القدس رحلة تثقيفية ميدانية ومسارات الى ربوع فلسطين في منطقة الجليل الأوسط وقضاء الناصرة و وادي حطين ، يوم الخميس الموافق 30 من اّذار – يوم الأرض – شارك فيها العديد من الرؤساء و أعضاء الهيئات الادارية للأندية المسجلة لدى الرابطة ، اضافة الى مدير مديرية الرياضة والشباب ، ممثل السلطة الوطنية ، مدير جمعية ايليا للشباب ، ومدير عام دائرة التنمية لشباب –
( مع عدم ذكر الأسماء وتجنبا للأحراج والعتب ومنعا لنسيان ، فكل واحد من الزملاء المشاركين له مكانته وحضوره واحترامه ).
انطلقت الحافلة في الساعة الثامنة صباحا من أمام مدرسة الراشدية، و بعد قراءة دعاء السفر ، حيث تحدث خلال سير الحافلة السائق أبو محمد – صاحب الحافلة – والخبير في الأماكن و المواقع و القرى التي مررنا عليها . فتعرفنا على قرية سريس و بيت محسير ، بيت نقوبا ، قالونيا ، القسطل ،و أبو غوش . وكيف تم تغير أسمائها الى أسماء عبرية لطمس الهوية الفلسطينية العربية لهذه القرى ، و خلال المسيرة وفي أجواء من المرح والمودة ، تم تبادل الكلمات لتعارف والتاّلف بين المشاركين في الرحلة كما تخللها بعض الأناشيد والأهازيج الملتزمة .


ومرت الحافلة بسهل مرج بن عامر وتعرفنا على قرية الدحية المهجرة – وسميت تيمنا بدحي الكلبي الصاحبي الجليل . ومن ثم العفولة وهي مجمع سكني يهودي ، ومرورا برقيه اكسال قضاء الناصرة والذي يضم كفر كنة والمشهد والرعية ، ويتمثل عدد سكانها 80 ألف نسمة ، 50 ألف مسلمين ، 30 ألف مسيحين . ويوجد فيها كنيسة البشارة ، ويقول المسيحيون أن الرب بشر مريم بحملها بعيسى عليه السلام ، ولذلك يزورها المسيحيون من شتى أنحاء العالم .
ومن أشهر معالم الناصرة جبل التجلي الذي يرتفع 580 مترا فوق سطح البحر – وفي السادس من الشهر اّب من كل عام يزور المسيحيون جبل طابور ( جبل التجلي )وكان في يوم من الأيام معقل القائد صلاح الدين الأيوبي .
و مررنا بسهل بطوف وفيه ، قرى العزير وعين ماهل ، حيث تسكنها عائلات حبيب الله و أبو الليل ، ثم زرنا قرية المشهد لاصطحاب المرشد خالد كريم ( أبو سلمان)
وشرح لنا عن بناء المسجد الجديد في بلدة المشهد ونحن نشاهده ، وقال تم بناؤه عام 2008 على تصميم البناء المملوكي الأبلق والمقرصنات ، و أشار الينا الى قلعة صفوريا على الجهة الشمالية الغربية ذات الطرق الجبلية الوعرة ، والتي تنبه لخطورتها القائد صلاح الدين الأيوبي ، فقد كان الصليبيون عام 1187 قد تجمعوا للإجهاز على جيوش الاسلامية غير أن صلاح الدين نزل الى سهل حطين ، حيث جرت المعركة الفاصلة هناكن وواصلنا السير عبر المروج المكسورة بحشائش الربيع زاهية الألوان ، الى أن وصلنا الى تلة تشرف على سهل البطوف الواسع الممتد على مساحة 70 ألف دونم . تغطيه مزروعات كالفسيفساء ، وهذا الجمال جعل العيون تدمع والأفئدة تعتصر ألما ...
وقال أبو سلمان أن مساحة فلسطين هي 27 ألف كيلو متر مربع في حين أن الدول العربية – مصر، ليبيا ،السودان، السعودية تزيد عن 2 مليون متر كلو مربع ، والاتحاد السوفيتي مثلا 19 مليون . وتساءل لماذا الجميع يريد فلسطين رغم صغرها . والجواب لأنها تتمتع بموقع استراتيجي الموقع التجاري بين أوروبا واّسيا وبين اّسيا وافريقيا . فلسطين رغم صغر مساحتها تضم أربعة فصول في السنة ففي الجنوب أم الرشراش ( ايلات) ، غور الصافي – النقب الصحراء ... القدس وقضائها في الوسط وتتميز بربيعها ، الشمال جبل الشيخ وثلوجه المتواصلة .
بنى أميه بنوا قصورا في فلسطين في الرملة ، اريحا ، الحمة السورية . رغم أنهم وصل الى مشارف الصين والسمر قند .
وقال الى الشمال الغربي من سهل البطوف تقع بلدات سخنين والرامة وكفر كنة و الرينة ، وهي الجلدات التي شهرت في 30 من اّذار الاضراب المفتوح ضد سياسة الحكومة الاسرائيلية بمصادرة الاّلاف من الدونمات .
والى الجهة الشمالية الشرقية تقع جبال الجليل الأعلى ، صفد كما ويمكن رؤية جبل الشيخ عندما يكون الجو صافيا .
وقال أبو سلمان . أن هذه المنطقة تشتهر بأشجار البلوط والسريس ، و أشجار السريس ذات رائحة جميلة وعطرة ومنها تصنع مواد معقمة . وهناك زجل و أغاني تقول صب المية على السريس الله يهنيك يا عريس ، و أراض البطوف أراض بعلية في فصل الربيع كما ترون تكون نسبة الرطوبة عالية جدا والندى يغطي المزروعات .
بعد تناول الطعام أي طعام الافطار – انتقلنا لسير على الأقدام عبر وادي حطين ، وعبرنا طريقا سهلا ثم صعدنا الى أعلى الجبل وسط طرق وعرة في أعلى التلة وشاهدنا المروج الخضراء وأطراف بحيرة طبريا عن بعد ورغم اننا في سفرنا هذا نصب الا انه نصب وتعب الشوق والاشتياق والذكريات واللوعة. هناك ذرفت الدموع ، واختلطت البسمة بالدمعة والامل و بالألم.
وقال ابو سليمان ... من لا يحفظ التاريخ لا يحسن صناعة المستقبل
نعم ... علينا إن نأخذ العبرة من الفاتح صلاح الدين
كانت البلاد ممزقه دويتان متفرقة وزعامات متناحرة
وحد الصفوف . الوحدة بوابة الانتصار وعلينا الا نفقد الامل ... لولا معركة حطين لما كانت فلسطين ولا بلاد الشام يسودها الاسلام.
وعلى الربوة ... كانت هناك مداخلات خلال رؤية وادي حطين، عبر كل واحد منا ، ورغم تعدد الآراء والافكار والرؤى . الا إن الجميع راودته الاماني والآمال بعودة الحق الى نصابه...
رغم القول ضاعت البلاد يا محمود . ولعله خير ،
ثم تابعنا السير الى منطقة مقام النبي شعيب عليه السلام مكان جميل تحيط به اشجار النخيل والورد وينابيع المياه والطائفة الدرزية هناك عملت على بناء مسجد كبير بطابقين وساحه واسعه ، وهو المقام المركزي للطائفة الدرزية من شتى انحاء العالم بعد ذلك تناولنا طعام الغداء ....
في نهاية الرحلة توقفنا قليلا في مدينة الناصرة ... وعدنا الى القدس ... درة فلسطين، وبوابة الارض الى السماء ، عدنا والسنتنا يبتهل الى العلي القدير إن يتعم شعبنا بالحرية والسلام
والشكر الجزيل لرابطة الاندية والى الامام دوما وابدا.